قال المحلل السياسي «فالي نصر»، من كلية الدراسات المتقدمة بجامعة جون هوبكينز، إن هناك عدد من القضايا التي نرى فيها تباعدا بين المملكة العربية السعودية وأمريكا رغم التاريخ الحافل بين الدولتين.

وأوضح «نصر» في مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية أن الاتفاق النووي الإيراني هو أحد القضايا العديدة (بين السعودية وأمريكا) وهناك عدد من الأمور الأخرى التي تغيرت ولم نلق لها انتباها كافيا، منها أن الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي تعتقد أنها مستقلة نفطيا ولا تحتاج لنفط السعودية ولا تنظر للمملكة كما في السابق على أنها مهمة وداعمة للاقتصاد.

وتابع «نصر» قائلا: «على المستوى الإقليمي، ترى الولايات المتحدة الأمريكية داعش (الدولة الإسلامية) والإسلام المتشدد على أنهما المشكلة الأكبر وتهدد أوروبا وتثير قلقا بأمريكا في الوقت الذي ترى فيه السعودية جارتها إيران على أنها المشكلة الأكبر في المنطقة».

وأضاف: «عندما ننظر إلى قضية مثل العراق، فعلى ما يبدو تقوم إيران وأمريكا بقتال داعش سويا في بعض الأحيان، وعليه نرى أن الجانبان (السعودية وأمريكا) ليسا على الصفحة ذاتها في عدد من القضايا الأساسية في المنطقة».

ولفت المحلل قائلا: «الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تنظر إلى الشرق الأوسط من عدسة لا تشعر المملكة السعودية بالراحة تجاهها.. السعودية توصلت إلى نتيجة بأن المملكة لم تعد بذات الأهمية كما كانت في السابق، ليست مهمة لأنهم (أمريكا) لا تريد نفطها وليست مهمة لأنهم لا يريدونها أن تحتوي إيران كما كان الوضع في السابق، إلى جانب قلق سعودي بأن إيران تعتبر جاذبة جدا بالنسبة للغرب».

وتأتي الزيارة الحالية للرئيس الأمريكي «باراك أوباما» للمملكة كمحاولة لتلطيف أجواء العلاقات بين الحليفين التقليديين، حيث يشارك «أوباما» في قمة دول «مجلس التعاون الخليجي» التي تستضيفها السعودية، كما يبحث تعزيز جهود مكافحة الجهاديين، وملفي النزاع في سوريا واليمن.

كما أن هذه الزيارة تأتي بعد أيام من بوادر توتر يشوب أجواء العلاقة بين الرياض وواشنطن على خلفية مشروع قرار في «الكونغرس» يسمح بمحاكمة مسؤولين سعوديين بتهمة التورط في أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.