«فاو»: تقلص المساحة المزروعة بالقمح والشعير في سوريا بشكل خطير

الثلاثاء 26 أبريل 2016 11:04 ص

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أن النقص الذي تعاني منه سوريا في محصول القمح يزداد سوءا إذ تقلصت من جديد هذا العام مساحة الأراضي المزروعة بالقمح.

وقالت المنظمة إن الصراع الدائر في البلاد، كان له أثر كبير على الزراعة حيث بلغت المساحة المزروعة بالقمح والشعير لموسم 2015-2016 نحو 2.16 مليون هكتار انخفاضا من 2.38 مليون هكتار في الموسم السابق.

وأضافت أن هذا يمثل 68% من الحجم الذي تستهدفه الحكومة.

ولفتت «فاو»، إلى أن معلومات الزراعة تلك جاءت من الحكومة السورية، لكن الحكومة ذاتها لم تعلن البيانات الخاصة بموسم الزراعة 2015-2016.

وفي نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، قال مسؤول كبير بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» إن اشتداد الحرب في مناطق زراعة القمح الرئيسية في شمال سوريا هذا العام سيزيد من صعوبة وصول المزارعين إلى أراضيهم وقد يعيق زراعة المزيد من الحبوب هذا الموسم.

وقال «عبد السلام ولد أحمد» المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا إن الظروف بالنسبة للمزارعين تتدهور على الرغم من أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى موسم أمطار جيد للسنة الثانية على التوالي، مؤكدا أن «تفاقم الصراع في سوريا أكثر وازدادت حدة تأثيره على الإنتاج».

وأضاف «الأوضاع داخل سوريا اليوم صعبة للغاية بالنسبة للإنتاج الزراعي وهناك الكثير من المعوقات التي تحول دون استمرار المزارعين في زراعة حقولهم من بينها المخاوف الأمنية وصعوبة تخزين وبيع منتجاتهم».

وأشار إلى «تفاقم القتال في المحافظات التي تشكل سلة الغذاء لسوريا»، في إشارة إلى محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وهي محافظات تنتج وحدها 70% تقريبا من إجمالي محصول القمح في البلاد.

وشهدت هذه المناطق قتالا عنيفا هذا العام بين وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بتغطية جوية أمريكية ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية». وهذا هو أشد قتال تشهده هذه المنطقة منذ بداية الحرب.

كما اشتد الصراع في محافظة حلب وفي سهل الغاب الخصب في محافظة حماه وفي محافظة إدلب بشمال غرب البلاد وجمعيها أراض صالحة للزراعة.

وقال «ولد أحمد» إن الصراع المتنامي سيعيق موسم الزراعة حتى لو كان معدل هطول الامطار ممتازا كما كان في العام الماضي.

وحل موسم الأمطار في العام الماضي مبكرا وساهم في تعزيز إنتاج الزراعات الموسمية وسجل أفضل معدلات هطول الأمطار منذ عشر سنوات ليساهم في زيادة إنتاج القمح إلى ما يقدر بواقع 2.445 مليون طن في 2015 وهو مستوى أفضل بكثير من العام السابق الذي تميز بالجفاف.

وقال المسؤول في المنظمة إن إنتاج الشعير بلغ 986 ألف طن في 2015 وهو المستوى الأفضل له منذ عام 2006 على الرغم من أن الإنتاج تركز في مساحة زراعية أصغر.

غير أن الموسم الذي شهد أمطارا غزيرة لم يساهم كثيرا في وقف تراجع مساحة الأراضي المزروعة في عام 2015 والتي تقلصت بشكل ممنهج منذ بداية الصراع في عام 2011 وتشير التقديرات إلى أن مساحات زراعة القمح بلغت الآن أدنى مستوياتها منذ ستينات القرن العشرين.

ولا يزال إنتاج القمح يقل 40% عن مستوياته قبل الحرب.

وتسبب انخفاض إنتاج الغذاء في أن تعتمد سوريا بشكل أكبر على المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي ومنظمات أخرى.

وأضاف «ولد أحمد» أن احتياجات الاستيراد تزيد على الرغم من وجود ملايين اللاجئين خارج سوريا الذي قلص الاحتياجات الغذائية بشكل عام في الداخل.

وتابع: «الواردات ستتنامى لكنها ستكون أكثر كلفة بسبب أقساط التأمين التي ارتفعت بشكل كبير وهو ما يجعل كلفة استيراد الطن الواحد من القمح إلى سوريا أعلى كثيرا».

وتلقى القطاع الزراعي ضربة قوية جراء انهيار نظام حكومي مركزي كان يزود المزارعين بالبذور والوقود بأسعار مدعمة ويعرض أسعارا مغرية لاعادة شراء القمح بشكل فوري بعد الحصاد.

المصدر | الخليج الجديد+ رويترز

  كلمات مفتاحية

القمح سوريا فاو روسيا

«فاو»: تفاقم الصراع يضرب مناطق زراعة القمح الرئيسية في سوريا

مصادر: روسيا تمنح نظام «الأسد» 100 ألف طن من القمح

رغم وفرة محصولها .. سوريا تحتاج لاستيراد القمح

الأمم المتحدة: 800 ألف طن عجز القمح في سوريا خلال 2015

في مناطق «الدولة الإسلامية» .. موسم القمح يبذر بذور الاستياء

دراسة أممية: أكثر من 83% من سكان سوريا تحت خط الفقر

روسيا تدعم سوريا بـ25 ألف طن من القمح