«الشعب ضد البطاقة الخضراء».. سعوديون يرفضون منح امتيازات للأجانب

الثلاثاء 26 أبريل 2016 04:04 ص

«الشعب ضد البطاقة الخضراء»، هو أول اعتراض إلكتروني قوي يحمل صدى عالمي، لأحد مشروعات «رؤية السعودية 2030»، التي أعلن عنها أمس ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».

نشطاء موقع التواصل الاجتماعي، نجحوا في إيصال صوتهم المعارض لـ«جرين كارد»، عبر وسم «الشعب ضد البطاقة الخضراء»، حتى وصل هذا الوسم إلى ترتيب عالمي، بإجمالي تغرديات وصلت إلى أكثر من 35 ألف تغريدة.

وعبّر المغردون في هذا الوسم عن رفضهم لمشروع «جرين كارد»، معددين أسبابهم بالرغبة في حل أزمة البطالة في المملكة، وعدم إعطاء الأجانب مميزات أكبر من السعوديين، فضلا عن حرصهم على الاقتصاد الوطني، طبقا لآرائهم.

وكان «بن سلمان»، قال أمس، إن مشروع البطاقة الخضراء «جرين كارد»، سيمكن العرب والمسلمين من العيش طويلاً في المملكة، وأنه سيكون رافداً من روافد الاستثمار في المملكة، وأنه سيطبق خلال الخمس سنوات المقبلة.

وأضاف «بن سلمان»: «موجود عندنا الكثير من الأجانب غير السعوديين، سواء مسلمين أو عرب، يعيشون فترات طويلة في السعودية، عشر سنوات أو عشرين سنة، بل بعضهم شبه مستوطن داخل السعودية، وهؤلاء يخنقون أي عائد اقتصادي للسعودية، وكل أموالهم تذهب للخارج، بل هم يفضلون أنهم يكونون جزء من الاقتصاد السعودي، فإذا أعطيناهم جزء من الحقوق، في الحياة، في الاستثمار، في التحرك، هذا سيكون رافدا قويا جدا لإيرادات الدولة، سوف يدعم الاقتصاد السعودي بشكل قوي جدا، سوف يخلق الكثير من الفرص».

معترضون

الوسم المعارض لـ«جرين كارد»، لاقي تفاعلا كبيرا، فكتب «أنا ابن أنا»، كتب: «الأجانب لو فيهم خير، عمروا بلادهم، اللي كلها رشاوى وفساد، جدة الآن أسوأ مدينة سعودية من ناحية الرشاوى.. نقلو ثقافتهم لنا».

وأضاف «ضمير سعودي»: «تخيّل ماذا سيحدث بعد الجرين كارد، وتملّك الأجنبي للشركات، سيكون السعودي وقتها منبوذ».

وغرد «صالح العتيبي»: «المفروض تطور السعودي وترفع إنتاجيته، عشان يكون حتى مطلوب برا، مو نهمله ونفتح أبواب منافسته بالداخل!!».

وتابعت «بدور خالد»: «نسال الله أن يبطل ويفشل مشروع البطاقة الخضراء، لأنه ضد مصالح السعوديين وإعطاء حقهم للأجنبي».

وقال حساب يحمل اسم «الحقيقة دائما مؤلمة»: «إذا كان نظام البطاقة الخضراء سيجعل الأجنبي منافس للمواطن في التجارة والعمل فهذه كارثة».

وتابع «وليد الوليد»: «دعم هذه الخطوة فيه خطر ثقافي وتربوي واجتماعي على المجتمع، وفيه دعوة لزيادة بطالة أبناء الوطن ودعم للأجانب».

وكتب «الشامري»: «لابد من تقليل اليد العاملة من الأجانب، والاعتماد على شباب الوطن، مليارات الأموال تحول خارج الوطن.. هدر للاقتصاد».

ورأى «حسن المحامض»، أن «تبني المشروع الأمريكي في السعودية قد يخل بالتركيبة الثقافية للبلاد»، وأيده «جود» الذي «طالب الحكومة بالعدول عن تنفيذ المشروع».

ونشر نشطاء، رسوما كاريكاتيرية تصور الأجانب، يشاركون المواطنين في بلادهم لقمة العيش، في الوقت الذي قال «استكان»: «أكثر من 50 ألف مشارك في التاق (وسم) يرفضون الجرين كارد، لم يرفضوا من فراغ بل من ويلات ما رأوه من خبث الأجانب وإجرامهم».

وتساءل «عبد العزيز الشعيبي»: «كيف سنحقق أهدافنا كشباب سعودي، والفرصة للأجنبي بشكل أكبر من السعودي، أنا أطمح لنقل مجالي لشباب وهذه الأمور ستعيقني».

وأضاف «الشيخ بيل»: «الأجانب مسيطرون على القطاع الخاص، وهم ما معهم البطاقة الخضراء، كيف بعد مراح يخذونها، اش راح يسون».

عنصريون

وجهة نظر أخرى، تبناها مغردون، دافعت عن وجود الأجانب في المملكة، فكتب «أورسالم»: «اللي يعارض رعاية الأجانب أصحاب الكفاءات والعقول الجبارة لبناء الوطن، جاهل، وغبي، وجشع».

وغرد «هيثم»: «يا هو ايش دا الحقد والحسد.. والله لولا الأجانب ما نمت هذه الدولة.. الأجنبي ركن أساسي في هذي الدولة».

وأضاف «ذو الشري» «توجه غير موفق، وتبعاته الاقتصادية والاجتماعية خطيرة للغاية.. من يتحجج بالنموذج الأمريكي يتجاهل اختلافه الكلي عنا».

بينما شارك مؤيدون عبر الوسم، وقال «فهد آل عمر»: «الأرض أرض الله.. والرزق بيد الله.. البطاقة الخضراء مشروع داعم قوي لاقتصاد الدولة، بشرط التأكيد على سعودة وظائفها».

على صعيد آخر، دعا «حميد الأحمد»، إلى «التريث في الحكم على الموضوع»، فيما انبرى «عبدالفتاح التميمي»، في تعداد فوائد التي ستجنيها السعودية من المشروع بعد إلغاء نظام الكفيل.

أما «حازم العرعور»، فقال: «محبتنا لا ترتبط ببطاقة خضراء، أو حمراء، بل وفاء للأرض والشعب الذي ولدنا وعشنا معه، ويؤسفنا حجم العنصرية من البعض بهذا الوسم».

وأضاف «محمد بن عبد العزيز» مستنكرا: «الشعب ضد أي شيء بالحياة.. الشعب ضد أنفسهم أصلاً».

وبدأت فكرة «جرين كارد» في الولايات المتحدة الأمريكية، عام 1990، وكان الهدف منها هو إعطاء فرصة الهجرة لأفراد الدول التي لا يستطيع أفرادها السفر إلى أمريكا، وتقليل هجرة أعداد كبيرة من دول تستطيع السفر للبلاد بكل سهولة، ولها جاليات كبيرة جداً في أميركا.

وتشير بيانات الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، إلى أن عدد الأجانب بلغ 10.07 مليون نسمة عام 2015، ما يمثل نسبة 33% من إجمالي عدد السكان في البلاد البالغ 30.6 مليون نسمة، فيما ارتفع إجمالي تحويلات الأجانب في السعودية إلى مستوى قياسي عام 2015، ليبلغ 42 مليار دولار، مرتفعة بنسبة 2.3% عن عام 2014.

  كلمات مفتاحية

جرين كارد وسم تويتر رؤية السعودية بن سلمان

كيف علق وزراء المملكة على «رؤية السعودية 2030»؟

«الخليج الجديد» ينشر نص «رؤية السعودية 2030»

«محمد بن سلمان»: لن ننتظر .. وسنبدأ في تنفيذ «رؤية السعودية 2030» فورا

«رؤية السعودية 2030» تتصدر اهتمامات تويتر عالميا .. ومغردون: فخر لكل السعوديين

خبراء اقتصاديون: لا عوائق أمام تطبيق استخدام «جرين كارد» في السعودية

وزير القوى العاملة المصري: السعودية في طريق إلغاء نظام الكفيل قريبا

هل تحقق «البطاقة الخضراء» آمال المقيمين في المملكة؟