صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية «ماريا زاخاروفا»، أن مشروع تأسيس أسطول بحري لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر الأسود، يقوّض أمن واستقرار المنطقة، مما يرغم روسيا على اتخاذ إجراءات مماثلة.

وقالت «زاخاروفا» «من الواضح بشكل جلي أن المحادثات في هذا الشأن ناهيك عن الحديث عن القرارات العملية، في حال إذا اتخذت بالطبع، لن تساعد في الحفاظ على البحر الأسود كمنطقة للسلام وحسن الجوار كما تقول بوخارست”،بحسب وكالة ايتار تاس الروسية الأربعاء.

وتابعت «بالإضافة إلى نشر عناصر نظام الدرع الصاروخية في ديفيسيلو وغيره من مواقع البنية التحتية العسكرية للولايات المتحدة وحلف الناتو على أراضي رومانيا وبلدان أخرى، فإن كل هذا يشير إلى رغبة في تصعيد النشاط العسكري في المنطقة على مقربة من الحدود الروسية».

وأضافت «زاخاروفا»: «هذا يقوض، وبشكل خطير، الأمن والاستقرار في هذا الجزء من القارة، مما يرغم روسيا على اتخاذ الإجراءات الكافية واللازمة للحفاظ على أمنها».

وأعلن حلف الناتو الأسبوع الماضي أن تركيا وبلغاريا ورومانيا الأعضاء في الحلف قد توسع التواجد البحري له في البحر الأسود في إطار استراتيجية أوسع لردع روسيا، بحسب موقع الجزيرة.نت.

وقال «ألكسندر فيرشبو» نائب الأمين العام للناتو -أثناء زيارته إلى صوفيا الجمعة الماضي إن بعض الحلفاء المطلين على البحر الأسود يجرون مناقشات عن تكامل أكثر لقواتهم وعملياتهم البحرية، ذاكرا الدول الثلاث.

وأكد «فيشبو» أن الحلف بحاجة إلى النظر في وجود عسكري أكثر استمرارا في المنطقة.

ويتطلع حلف الناتو إلى التصدي للحشد العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014 وفي البحر الأسود، وهى منطقة استراتيجية لكل من الشرق والغرب نظرا لوجود احتياطيات الطاقة علاوة على قربها من منطقة الشرق الأوسط.

ويشعر الحلف -الذي تقوده الولايات المتحدة- بالقلق مما يراه استراتيجية روسية لمحاولة منعه من التحرك جوا وبرا وبحرا من خلال نشر بطاريات صواريخ أرض-جو وصواريخ مضادة للسفن في كالينينغراد والبحر الأسود وسوريا.

ويقوم الناتو بدوريات بالفعل في البحر الأسود، لكن «فيرشبو» قال إنه عند اجتماع قادة الغرب بقمة الحلف في يوليو/تموز المقبل قد يعملون على تعزيز التواجد بالمنطقة في إطار خطط تحرك القوات في تناوب بدول البلطيق وبولندا.

وكان وزير الخارجية البولندي «فيتولد فاشيكوفسكي» قال قبل أسبوع إن روسيا تمثل تهديدا كبيرا لأوروبا أكثر من تنظيم «الدولة الإسلامية الذي يعد تهديدا جديا للغاية ولكن ليس تهديدا وجوديا، بحد قوله.