كشفت مصادر في قطاع النفط بالسعودية أن إنتاج المملكة من الخام سيرتفع إلى مستويات قياسية خلال الأسابيع المقبلة لتلبية الطلب على الكهرباء في فصل الصيف. فيما قفزت أسعار النفط، أمس الجمعة، إلى مستوى جديد هو الأعلى في 2016 بلغ 48.30 دولار للبرميل بدعم من تراجع الدولار وتقلص الإنتاج في الولايات المتحدة رغم أن زيادة إنتاج الشرق الأوسط التي تلوح في الأفق كبحت المكاسب.

في حين أشارت المصادر إلى أن الإنتاج قد يرتفع إلى نحو 10.5 مليون برميل يوميا خلال الصيف. وقالت ثلاثة مصادر ترصد الإنتاج السعودي «إن إنتاج أبريل الجاري لم يسجل تغيرا يذكر عند نحو 10.15 مليون برميل يوميًا» .

وقد تساعد تلك التوقعات على تهدئة مخاوف السوق من إمكانية أن تضيف المملكة الكثير إلى تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية بعد أن انهارت مباحثات تثبيت الإنتاج التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة هذا الشهر.

وقالت المصادر: «إن الإنتاج سيظل على الأرجح دون تغير يذكر عند 10.2 إلى 10.3 مليون برميل يوميًا، وإنه قد يرتفع بنحو 200 ألف إلى 300 ألف برميل يوميًا في أشهر الصيف التي تزيد فيها درجات الحرارة إلى نحو 10.5 مليون برميل يوميًا» .

وفي وقت سابق من هذا الشهر، باعت أرامكو 730 ألف برميل للتحميل في يونيو القادم للمصفاة الصينية «شاندونغ تشامبرود» للبتروكيماويات وهي واحدة من بين 20 مصفاة مستقلة. وكانت تلك هي أول عملية بيع فوري من «أرامكو» لمصفاة مستقلة.

وغالبا ما يرتفع الإنتاج في الصيف عندما تحرق المملكة أكثر من 800 ألف برميل يوميا لتوليد الكهرباء مع ارتفاع الطلب على تكييف الهواء.

ولدى شركة «أرامكو» السعودية، عملاق قطاع النفط، طاقة إنتاجية تصل إلى 12 مليون برميل يوميا مع الاحتفاظ بفائض يتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميًا لاستخدامه في حالة تعطل الإمدادات العالمية.

وأظهر مسح أجرته وكالة «رويترز» ونشرت نتائجه أمس، الجمعة، أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول، أوبك، ارتفع إلى مستوى قياسي في أبريل الجاري، إذ ارتفع إنتاج أوبك إلى 32.64 مليون برميل يوميا هذا الشهر من 32.47 مليون برميل يوميا في مارس 2016، فيما بلغ حجم إنتاج السعودية نحو 10.15 مليون برميل يوميًا في التقديرات مقابل 10.18 مليون برميل يوميا في مارس الماضي، وذلك بحسب المسح الذي استند إلى بيانات شحن ومعلومات من مصادر في شركات نفط وأوبك وشركات استشارية.

وعلى صعيد الأسعار جرى تداول العقود الآجلة لخام برنت بسعر 48.30 دولار للبرميل بزيادة 16 سنتًا عن سعر آخر إغلاق في حين ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 24 سنتا إلى 46.27 دولار للبرميل وهي أعلى مستويات لعقود الخامين هذا العام.

وقال بنك الاستثمار جيفريز، أمس الجمعة: «السوق تدخل في توازن أفضل ونحن ما زلنا على رأينا بأن التخمة الحالية في المعروض ستتحول إلى نقص في المعروض في النصف الثاني» .

تراجع سابق

كانت  أسعار النفط سجلتْ تراجعًا كبيرًا في 18 أبريل/ نيسان الجاري في آسيا غداة فشل الدول المنتجة على الاتفاق على تجميد للإنتاج من أجل دعم الأسعار وسط توتر بين السعودية وإيران.

ويتراجع سعر النفط بأكثر من 60% منذ منتصف 2014 عندما كان سعر البرميل يبلغ حوالى 114 دولار، وذلك بسبب فائض كبير في الإنتاج يعجز الطلب العالمي عن امتصاصه نظرا لتباطؤ الاقتصاد. 

وبعد أن وصلت في فبراير/ شباط إلى أدنى مستوى منذ 13 عاما، سجلت الأسعار تحسنا مع انتظار المستثمرين لنتائج اجتماع 18 دولة منتجة من أعضاء وغير أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك.

وانتهى اجتماع  الدوحة بعد مشاورات استمرت ست ساعات، بإعلان وزير الطاقة القطري «محمد بن صالح السادة» أن الدول المعنية بحاجة إلى «مزيد من الوقت». وفي الوقت نفسه، لم يعلن الوزير القطري عن أي موعد لاجتماع جديد.

ومنعت الخلافات بين إيران التي أعلنت في اللحظة الأخيرة تغيبها عن الاجتماع والسعودية هذه المشاورات من تحقيق أي نتيجة.

 ويُذكر أن اجتماع الدوحة تزامن مع اضراب أكثر من 7 آلاف عامل في قطاع النفط في الكويت الأمر الذي تسبب في تراجع إنتاج هذا البلد النفطي دون أن تتأثر صادراتها حسب الحكومة الكويتية، التي هددت بحل النقابات وإحالة المسؤولين عن الإضراب إلى النيابة العامة.

 وتسعى إيران إلى زيادة انتاجها من البترول لتعود إلى ما قبل العقوبات الاقتصادية الغربية، لتعويض الضرر الذي لحق اقتصادها،  قال وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه في تصريحات  2 أغسطس/اَب الماضي: «بدأنا التسويق بالفعل وفي غضون يوم من رفع العقوبات سنرفع الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميًا»، ونقل التلفزيون عنه الإيراني قوله إن إنتاج الخام الإيراني هبط، ونسعى إلى إعادته إلى مستوى 4 ملايين.