صرح «فاليري جولوبيف» عضو مجلس إدارة شركة «غازبروم» التي تحتكر صادرات الغاز الطبيعي في روسيا، اليوم الاثنين، بأن فشل الدول المنتجة للنفط في التوصل لاتفاق بشأن تثبيت إنتاج النفط في الدوحة قد يتمخض عن سيناريوهات لا يمكن التنبؤ بها.
وقال «جولوبيف» في مؤتمر للطاقة في موسكو إن محادثات أمس بشأن تثبيت حجم إنتاج النفط أسفرت عن نتائج لم تكن متوقعة على الإطلاق.
وأضاف: «الدول المنتجة للنفط والغاز غير مستعدة اليوم للتوصل لاتفاق انطلاقا من القيم الإنسانية العالمية، الكل يسعى وراء أهدافه الذاتية وقد يقود ذلك لسيناريوهات لا يمكن التنبؤ بها».
إلى ذلك، هبطت أسعار النفط اليوم الاثنين بعد أن انهار اجتماع لكبار منتجي النفط في العاصمة القطرية الدوحة دون التوصل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج مما وضع مصداقية منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» على المحك وترك العالم متخما بفائض كبير من إمدادات الوقود غير المطلوبة.
وألقي باللوم على التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران في فشل الاجتماع في التوصل إلى اتفاق وهو ما جدد المخاوف من توسيع كبار المنتجين لمعركتهم على الحصة السوقية من خلال عرض تخفيضات أكبر.
وقال «بيتر لي» محلل النفط في «بي.إم.آي ريسيرش» التابعة لـ«وكالة فيتش» للتصنيف الائتماني إن «مصداقية أوبك في تنسيق الإنتاج بلغت الحضيض الآن، الأمر لا يتعلق بالنفط للسعوديين فحسب إنه يتعلق أكثر بالسياسات الإقليمية».
وقال بنك «مورجان ستانلي» إن فشل التوصل إلى اتفاق يسلط الضوء على حالة الضعف في علاقات «أوبك»، مضيفا: «نتوقع الآن مخاطر متنامية بزيادة الإمدادات من أوبك وبخاصة في الوقت الذي تهدد فيه المملكة العربية السعودية بأنها قد تزيد الإنتاج بعد الفشل في التوصل إلى الاتفاق».
وهبطت أسعار النفط أكثر من 70% منذ منتصف 2014 حيث يضخ المنتجون ما بين مليون ومليوني برميل من الخام يوميا فوق مستوى الطلب مما تسبب في امتلاء صهاريج التخزين في أنحاء العالم عن آخرها بالخام غير المباع.
وكان من المتوقع أن يتمم اجتماع الدوحة، أمس الأحد اتفاقا لتثبيت الإنتاج عند مستويات يناير/كانون الثاني الماضي، حتى أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام في محاولة لتقليص تخمة المعروض.
لكن الاتفاق فشل بعد أن طلبت المملكة العربية السعودية توقيع إيران التي لم يكن لها تمثيل في الاجتماع.
وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت نحو 7% في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، قبل أن تتعافى إلى 40.97 دولارا للبرميل، لكنها ما زالت منخفضة 2.15% عن سعر آخر تسوية.
وهبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي أكثر من 5% إلى 38.31 دولارا للبرميل.
وقال بنك «جولدمان ساكس» إن عدم التوصل إلى اتفاق في الدوحة قد يكون «عاملا نزوليا» لأسعار النفط الأمريكي، متوقعا أن يبلغ 35 دولارا للبرميل في المتوسط في الربع الحالي.