خبير: محاربة السعودية لـ«الدولة الإسلامية» في العراق يهدف لإعادة بغداد للحضن العربي

الاثنين 2 مايو 2016 07:05 ص

أكد رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية» بجدة، الدكتور «أنور عشقي»، أنه حتما إذا ما طلبت الحكومة العراقية من السعودية التدخل على الأرض لقتال «الدولة الإسلامية» فإنها ستفعل ذلك.

وبحسب موقع «الخليج أونلاين»، أشار «عشقي» إلى أن الحكومة العراقية أمامها خيارات متعددة لقتال «الدولة الإسلامية» على الأرض، فإما أن تتوجه في هذا الأمر إلى أشقائها العرب وتطلب منهم الدعم العسكري واللوجستي لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية»، فإن تعذر ذلك أو لم يف بالغرض، فإنها ستتوجه إلى أصدقائها الأوروبيين والأمريكان للمساعدة على قتال التنظيم.

وحول جدوى التدخل السعودي لقتال التنظيم في العراق، أوضح «عشقي» أن هذا يعتمد على موافقة الحكومة العراقية، ويرجع إلى طبيعة المساعدة التي ستقدمها السعودية إلى الحكومة العراقية في مجال محاربة «الدولة الإسلامية»، حيث من الممكن أن يكون هذا الدعم لوجستيا أو عسكريا أو ماديا.

واعتبر «عشقي» أن وجود السعودية لقتال «الدولة الإسلامية» في العراق لا يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي للعراق، وإنما هو دعم سياسي وعسكري لشقيقتها العراق، فهو بالأساس يدخل ضمن إطار قاعدة الدفاع المشترك التي نصت عليها «الجامعة العربية»، في ضرورة الدفاع المشترك بين الأشقاء العرب لمواجهة التحديات والمشكلات التي تستوجب الوقوف معا، وليس التدخل في شؤونها الداخلية.

وفي ذات السياق، أكد الخبير بالشؤون الإيرانية، الدكتور «نبيل العتوم» أن الهدف من وراء التدخل السعودي يعود بالدرجة الأولى إلى أن المملكة من أوائل الدول التي عانت من خطر «الدولة الإسلامية» واكتوت بنار الإرهاب.

وشدد «العتوم» على أن السعودية عبر قتالها لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا تريد أن تثبت للمجتمع الدولي بأن «الدولة الإسلامية» ليست صناعة سعودية كما يردد البعض، مشيرا إلى أن هذه النظرية خاطئة، وأن السعودية أثبتت بأنها من أوائل الدول التي تتصدى بقوة لإرهاب «الدولة الإسلامية»، وهذا يتمثل في دعم السعودية لـ«المركز الدولي لمكافحة الإرهاب» بـ300 مليون دولار لتحقيق هدف مكافحة «الدولة الإسلامية»، حيث سيكون هذا المركز إحدى المؤسسات التابعة لـ«لأمم المتحدة».

وحول طبيعة ومسوغات التدخل السعودي في العراق لقتال «الدولة الإسلامية»، بين «العتوم» أنه يمكن أن يتمثل بالدعم العسكري واللوجستي عبر دعم الحكومة العراقية بشكل مباشر لمحاربة «الدولة الإسلامية» على الأرض، خاصة أن الجيش العراقي يعاني ضعفا كبيرا جدا بعد الهزائم التي مني بها من التنظيم.

وأضاف: «أن الجيش العراقي لا يتمتع بجاهزية كافية لقتال الدولة الإسلامية، لأنه يعاني من إشكالية المحاصصة الطائفية التي تفقده مصداقيته أمام الشعب العراقي، إضافة إلى ذلك تعاني الحكومة العراقية من انهيار اقتصادي شبه تام نتيجة عمليات الفساد السياسي والإداري».

واعتبر «العتوم» أن السعودية تريد من تدخلها في العراق تحقيق هدف رئيسي ومهم، وهو محاربة «الدولة الإسلامية»، وكذلك الإسهام في التقارب مع الحكومة العراقية والشعب العراقي، ومحاولة إعادة العراق للحضن العربي، خصوصا أن طهران تمارس تدخلا سافرا في العراق.

وأوضح أن السعودية لن تستطيع الانتقال لقتال «الدولة الإسلامية» على الأراضي العراقية من دون تفويض وإذن رسمي من الحكومة العراقية، وذلك حتى لا يفسر هذا تدخلا في الشؤون الداخلية للعراق، ولا يتسبب في إحراج أمام المجتمع الدولي.

وكان السفير السعودي لدى العراق «ثامر السبهان»، قد أعلن في 23 أبريل/نيسان الماضي، أن المملكة مستعدة لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، في حال طلبت بغداد ذلك.

وأوضح «السبهان» أن المملكة تحارب الإرهاب والتطرف في كل مكان، ولن تمانع إذا طلب منها العراق محاربة «الدولة الإسلامية» على أراضيه.

وكان ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، أكد خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، عشية القمة الخليجية الأمريكية التي اختتمت في 21 أبريل/نيسان الماضي، في الرياض، ضرورة عودة العراق للحضن العربي دون تدخلات خارجية.

فيما دعا الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، خلال مؤتمر صحفي على هامش القمة، دول «مجلس التعاون» لتقديم العون إلى الحكومة العراقية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومساعدتها على إكمال المصالحة الوطنية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية العراق إيران الدولة الإسلامية أنور عشقي

«ترامب» يهدد باستخدام «السلاح النووي» ضد «الدولة الإسلامية»

كيري: التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية» حقق نجاحات بفضل دور السعودية

«البنتاغون» يسعى لقطع الإنترنت عن «الدولة الإسلامية» بالعراق وسوريا

«التحالف الدولي» يجدد عزمه تعطيل قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية»

سفير السعودية: سنحارب «الدولة الإسلامية» بالعراق إذا طلبت بغداد ذلك