«هآرتس»: مصر و(إسرائيل) تسعيان لإقناع واشنطن بعدم سحب بعض جنودها من سيناء

الخميس 5 مايو 2016 08:05 ص

قالت صحيفة «هآرتس»، الإسرائيلية، إن (إسرائيل) ومصر تتخوفان من سحب واشنطن، ثلث قواتها العاملة ضمن القوات متعددة الجنسيات في سيناء، شمال شرقي مصر.

وقال المحلل العسكري للصحيفة، «عاموس هارئيل»، إن واشنطن تتخوّف من أن يصاب الجنود الأمريكيون في الهجمات الإرهابية لتنظيم «ولاية سيناء»، ذراع تنظيم «الدولة الإسلامية» في شبه الجزيرة، في المقابل، تعترض مصر بالتنسيق مع (إسرائيل)، على القرار الأمريكي بتقليص واشنطن مشاركة قواتها، لكنها تدرس إمكانية نقل القوات الأمريكية من مناطق شماليّ سيناء التي تكثر فيها الهجمات، إلى وسط أو جنوب سيناء، إلى جانب نشر معدات تعقب تكنولوجية كبديل للجنود المراقبين.

ووفقاً للصحيفة تشكّل القوات الأمريكية ما يقارب نصف عدد القوات الدولية الموجودة في سيناء، ومن مسؤولياتها مراقبة تطبيق الملحق الأمني لاتفاق كامب-ديفيد للسلام بين مصر و (إسرائيل)، والتأكد من عدم دخول السلاح الثقيلة للمنطقة، لكن فعلياً، وصل كل من مصر والاحتلال الإسرائيلي في السنوات الأخيرة إلى تفاهمات تسمح لمصر بإدخال قوات المشاة بالجيش المصري إلى سيناء، بالإضافة إلى الدبابات والمدرعات والطائرات الحربية وطائرات المراقبة، وذلك في ظل التهديدات المشتركة التي تشكلها الجماعات المسلحة الفاعلة في سيناء.

استهداف القوات لدولية

وفي هذا السياق يضيف الكاتب أن عدد الهجمات على القوات الدولية في سيناء منخفض نسبياً، وسبب ذلك - بحسب التقديرات الإسرائيلية - أن الكثير من أبناء القبائل في سيناء يشغلون وظائف في معسكرات القوات الدولية، لكن واشنطن قلقة من احتمال أن يتحول جنودها في المستقبل لمصابين، أو رهائن، أو مخطوفين، خاصة إن حصل تصعيد آخر في الحرب الضارية التي تشنها مصر على الجماعات المسلحة في المنطقة، وعلى خلفية ذلك توجهت الإدارة الأمريكية للحكومة المصرية والإسرائيلية لتخبرهم بأمر تقليص عدد قواتها إلى الثلث على الأقل.

ويرى «هارئيل» أن الحكومة المصرية متخوفة من أن تكون الخطوة الأمريكية تعبيراً عن عدم الثقة الأمريكية في قدرة نظام «عبد الفتاح السيسي» على مكافحة الإرهاب في سيناء، وبناء عليه كثف الجيش المصري في الأشهر الأخيرة هجماته الجوية وعملياته البرية ضد التنظيمات في سيناء، وادعى أنه قتل المئات من مقاتلي تنظيم »ولاية سيناء».

ويضيف «هارئيل»، أن الجهود المشتركة لمصر و(إسرائيل) ضد القرار الأمريكي هي دليل جديد على العلاقات القوية بين حكومة «بنيامين نتنياهو» ونظام «السيسي»، وعلى الرغم من أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكثر من الحديث عن علاقاته الأمنية مع مصر، إلا أن نائب قائد الأركان، «يائير غولان»، وصف العلاقات الأمنية مع مصر بأنها «غير مسبوقة» من حيث الجودة، وذلك في حديثه لوسائل إعلام أجنبية.

ووفقاً لـ«غولان»، تقدم (إسرائيل) دعماً استخباراتياً لمصر من أجل محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، إضافة لذلك ظهرت دلالات مؤخراً على التحسن المستمر بين تل أبيب والقاهرة، إذ أكد وزير الجيش، «موشيه يعالون»، أن القرار المصري بتسليم جزر تيران وصنافير تم بعد إبلاغ (إسرائيل) مسبقاً، وفي نهاية الشهر الماضي، وبشكل غير مسبوق وصل إلى الأراضي المحتلة أكثر من 6000 سائح مصري من الأقباط.

واشنطن تدرس إعادة تشكيل قواتها

ومنتصف الشهر الماضي، أخطر وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر»، مصر و«إسرائيل» رسميا أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس إعادة تشكيل قواتها في سيناء عن طريق رفع مستوى الاعتماد على تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، حيث يمكن عندئذ نقل القوات الأمريكية من شمال سيناء إلى الجنوب بسبب الخطر المتزايد الذي يمثله تنظيم «الدولة الإسلامية» في الشمال.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون»، الكابتن «جيف ديفيس»، إنه في ظل البيئة الحالية دون حدوث تغييرات، فإنه موقف ينطوي عليه جانب من الخطورة، مشيرا إلى وجود «الدولة الإسلامية».

وأضاف أن وزارة الدفاع الأمريكية تحاول تحديد كم من عناصر البعثة من القوات متعددة الجنسيات التي تراقب الامتثال بمعاهدة السلام في عام 1979، يمكن استبدالهم بأجهزة استشعار عن بعد متقدمة، ثم تقرر عدد الجنود الأمريكيين المطلوب وجودهم في المعسكر الشمالي بسيناء.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الإخطار جاء بعد أسابيع من المناقشات غير الرسمية بين جميع الأطراف لمهمة القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين، والتي تم إخطارها أيضا.

وقد تم بالفعل إغلاق بعض محطات المراقبة الصغيرة عن بعد، وفي الآونة الأخيرة، في سبتمبر/أيلول الماضي، أجلت البعثة أفرادا من موقع بعيد في شمال سيناء بسبب تهديد الهجمات، إذ أصيب أربعة جنود أمريكيين في ذلك الشهر في هجوم على جانب الطريق في سيناء يعتقد أنه نفذ من قبل إحدى الجماعات التابعة لـ«الدولة الإسلامية» هناك.

ولم يتضح ما إذا استهدف الهجوم الجنود الأمريكيين، ولكن في غضون أيام، نشرت وزارة الدفاع الأمريكية 75 جنديا إضافيا في المنطقة مع ناقلات الجنود المدرعة وغيرها من المعدات لتعزيز العمليات، كما واصلت رفع مستوى الأمن مع مرور الوقت، وخاصة في محطات المراقبة الأصغر.

ومنذ نحو شهر، نفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، وجود مباحثات تجرى على مستوى رفيع بين واشنطن والقاهرة وتل أبيب، بشأن قوات حفظ السلام الدولية بسيناء (شمال شرقي مصر)، نافية ما تردد من تقارير إعلامية حول إغلاق موقعين للقوات في تلك المنطقة.

ومنذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين «إسرائيل» ومصر عام 1978، تشارك الولايات المتحدة بما يقارب من 700 جندي من قواتها، كجزء من القوة متعدد الجنسيات والمراقبين الذين يراقبون التزام البلدين بالاتفاقية الموقعة، وذلك في قاعدة الجورة العسكرية في سيناء.

يذكر أن معدل عمليات تنظيم «ولاية سيناء» شهدت تصاعدا في الآونة الأخيرة ضد قوات الجيش المصري في محافظة شمال سيناء شرقي مصر.

ويرى بعض المحللين السياسين والعسكريين أن الجيش يفقد السيطرة تدريجيا على الأوضاع هناك، خصوصا مع تعاظم نفوذ التنظيم المسلح وقدراته العسكرية وتزايد عملياته ضد القوات المشتركة من الجيش والشرطة.

وتنوعت هذه العمليات بين استهداف المدرعات والآليات العسكرية للجيش والشرطة، فضلا عن قنص وتصفية الضباط والجنود، وراح ضحيتها العشرات من الجنود بين قتلى وجرحى.

 

  كلمات مفتاحية

سيناء قوات حفظ السلام القوات الأمريكية مصر إسرائيل

أسئلة سيناء الحائرة والموجعة

«البنتاغون» يدرس إعادة تشكيل القوات الأمريكية في سيناء خشية «الدولة الإسلامية»

«البنتاغون» ينفي إغلاق مواقع لقوات حفظ السلام في سيناء

واشنطن تدرس إمكانية نقل جنودها في شمال سيناء خشية «الدولة الإسلامية»

«سي إن إن»: مهام القوات الأمريكية في سيناء قد تشمل جمع معلومات استخباراتية

«نتنياهو» يرفض تصريحات جنرال إسرائيلي شبه (إسرائيل) بالنازية

مصر: مقتل 3 عسكريين جراء انفجار عبوة ناسفة في العريش

مقتل شرطيين وإصابة 3 آخرين في انفجار عبوة ناسفة بشمال سيناء