«أوغلو» يفتتح مسجدا عثمانيا هدمه الصرب قبل 23 عاما في البوسنة

السبت 7 مايو 2016 01:05 ص

افتتح رئيس الوزراء التركي، «أحمد داود أوغلو»، اليوم السبت، مسجد «فرهادية» العثماني، في البوسنة والهرسك، الذي تعرض للهدم على يد الصرب في العام 1993، وأعادت وكالة التعاون والتنسيق التركية «تيكا»إعماره.

وفي كلمة له في حفل أقيم بهذه المناسبة، شدد «أوغلو» على أن إعادة افتتاح المسجد، «يحمل رسالة سلام، إلى المسلمين، والطائفتين الأرثوذكسية، والكاثوليكية، في البوسنة والهرسك، بل وللعالم برمته، وعلينا قراءة تلك الرسالة بشكل صحيح».

وأضاف رئيس الوزراء التركي في مراسم الافتتاح التي أُقيمت في مدينة «بنيالوكا» أن «الذين قصفوا (القوات الصربية) فرهادية، قبل 23 عامًا، لم يهدموا في الحقيقة مسجدا فقط، إنما هدموا بفعلتهم هذه الضمير الإنساني، واليوم بإعادة أعمارنا له، نكون قد أعدنا بناء الضمير الإنساني».

وأشار إلى أن «البوسنة والهرسك ستكون متحدة ومتضامنة من خلال كافة الهويات الدينية التي تعيش فيها، من مسلمين، ويهود، وأرثوذكس الروم، والكاثوليك».

وتابع «أوغلو» قائلًا «هناك مدن قليلة في العالم مثل سراييفو(عاصمة البوسنة)، تضم مساجد، وكنائس، وكُنس جنبا إلى جنب، وإذا حافظت البوسنة على هذا الطابع، فإن الإنسانية ستبقى مُمثّلةً فيها».

واختتم كلمته بتعهده بإعادة إحياء كل إرث تاريخي مشترك مهدّم في البوسنة والهرسك، وقال: «أتعهد باسم الشعب التركي، ورئيسه، وحكومته، بإحياء ماتهدم من تراثنا التاريخي المشترك في البوسنة، واستعادة قيمته التاريخية».

وشارك في مراسم الافتتاح، عقيلة رئيس الحكومة، «سارة داود أوغلو»، ونوابه «يالتشين أقدوغان»، و«لطفي ألوان»، و«يلدريم طغرل توركيش»، فضلا عن رئيسي «تيكا» سردار تشام، والشؤون الدينية التركية، «محمد غورماز»، إلى جانب مشاركة نحو 10 آلاف شخص من دول البلقان.

وكانت القوات الصربية هدمت في 7 أيار/ مايو 1993، مسجد «فرهادية»، الذي شيده «فرهاد باشا»، أحد مسؤولي الدولة العثمانية في البوسنة والهرسك، عام 1579.

واليوم الذي دمر المسجد فيه، الموافق اليوم قبل 23 عاما، أصبح الآن يوم مساجد البوسنة التي تم تدمير 614 مسجداً بها إبان الحرب.

 

ولا يعيش بمدينة بانيا لوكا الآن سوى 10% فقط من سكانها المسلمين والكروات، بعد أن قام الصرب بحملة تطهير عرقي في أراض أقاموا عليها دويلتهم.

يذكر أن القوات الصربية ارتكبت العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت عام 1995 بعد توقيع اتفاقية دايتون، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.

 

ويرجع تاريخ المسجد إلى القرن السادس عشر، وهو تحت حماية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» بوصفه نموذجاً فريداً لفن العمارة العثمانية. وبعد تعرضه للتدمير في 1993 تحول موقعه إلى ساحة لانتظار السيارات.

ويعتقد كثيرون أن تدميره كان بأمر من صرب البوسنة، رغبة منهم في محو أي آثار للتراث الإسلامي من المدينة التي كانت يوماً متعددة الأعراق.

من ناحية أخرى، أشارت صحف تركية إلى ذهاب «داود أوغلو» إلى البوسنة اليوم بطائرة تابعة للخطوط الجوية التركية متخلياً عن طائرته الخاصة.

وكان رئيس الوزراء التركي، قد أعلن الخميس، أنه لن يترشح لرئاسة حزب «العدالة والتنمية» في المؤتمر العام للحزب المزمع في 22 مايو/أيار الجاري.

وجاء قرار الإعلان عن موعد المؤتمر الاستثنائي للحزب عقب اجتماع للجنته المركزية بالعاصمة أنقرة تحت رئاسة «داود أوغلو»، وتعني الدعوة إلى المؤتمر استقالة «داود أوغلو» من رئاسة الحكومة والحزب، والتي جاءت بحسب مصادر تركية احتجاجا على تدخل رئيس البلاد في عمله.

وعين «أحمد داوود أوغلو» في منصب رئيس الوزراء التركي عام 2014، وشهدت العلاقات بين «داوود أوغلو» و«أردوغان» في الآونة الأخيرة خلافات متعلقة بتسوية المشكلة الكردية واحتجاز صحفيين وممثلين عن المجتمع المدني التركي ينتقدون سياسة الحكومة.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

داود أوغلو البوسنة والهرسك تركيا الدولة العثمانية آثار الصرب

«داود أوغلو» ينتهي من إنجاز كتابه الجديد بعنوان «المدن والحضارات»

«أردوغان» يفتتح أكبر وأول مسجد بمئذنتين في الولايات المتحدة

«أردوغان» يفتتح أول مجمع إسلامي تركي في أمريكا أواخر مارس

«أردوغان» يفتتح أول بنك إسلامي حكومي في تركيا

بعد 100 عام من فقده .. تركيا تستعيد علم «الدولة العثمانية» من بريطانيا

رغم الخلاف السياسي .. «أوغلو» و«غُل» شاهدان على زواج ابنة «أردوغان»

في ليلة القدر.. افتتاح «مسجد تشاملجا» الأكبر في تاريخ الجمهورية التركية