حملة جزائرية على «تويتر» ضد التقارب مع إيران

الأربعاء 11 مايو 2016 11:05 ص

أطلق جزائريون، حملة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ترفض توجهات الحكومة الجزائرية في توطيد علاقاتها مع إيران.

الحملة التي اتخذت من وسم «جزائريون ضد إيران»، شعارا لها، لاقت تفاعلا من الجزائريين، ومن غيرهم العرب، تفاعلا كبيرا، حيث حذروا جميعا من التدخلات الإيرانية في أي دولة.

كما حذر المشاركون في الوسم، من مصير مشابهة لمصير الدول التي تدخلت فيها إيران كالعراق وسوريا ولبنان.

جرس إنذار

أطلق الوسم الأكاديمي والحقوقي الجزائري «أنور مالك»، ضد ما أسماه «توطيد حكومة الجزائر للعلاقات مع طهران»، و«تحذير من مخاطر التمدد الشيعي».

وقال «مالك» في سلسلة تغريدات إن «بسبب مسارعة سلطات الجزائر لتعميق علاقاتها مع إيران، نطلق على بركة الله حملة جزائريون ضد إيران.. نرفض ما يجري على حساب ضحايا أبرياء».

وأضاف: «تبييض الأموال وتهريبها، هو سبب اللهث الرسمي الجزائري نحو إيران التي تشجع الفساد وتدعم الفاسدين».

وتابع: «موسكو-دمشق-طهران محور السفاحين.. لذلك على كل جزائري حر وأي محب لثورة المليون شهيد أن يكون مع الحملة»، مشيرا إلى أنها «حملة لحماية الجزائر من سرطان إيراني يصيب بالعدوى المهلكة كل من يقترب من طهران أو يسكت عن مشروعها الهدام للقيم والوطن».

تفاعل كبير

وكتب «أحمد ولد محمد»: «مخطط إيران الإرهابي لن يجد المناخ الملائم في الجزائر.. وحتى إن وجد لن يؤثر.. لأننا سنكون له بالمرصاد»، وأضافت «أحلام»: «شعب الجزائر مسلم.. وإلى العروبة ينتسب».

وغرد «أبو أديب»: «نحن أبطال ثوره المليون شهيد، ونحن عرب ومسلمين نرفض المجوس الفارسي في بلادنا»، وأضافت «عيش الصفاء»: «كل جزائري شريف محب لدينه ويخاف على عرض إخوانه يشهد الله وجميع خلقه أنه بريء من الصفويين ومن يواليهم».

وقال «سالم الشيخ»: «الشعب الجزائري شعب حر.. بطل لا يرضيه وقوف نظام الجنرالات مع طاغية دمشق وأعداء الله من الفرس الأوغاد».

وتابع «أبو عدي»: «اطردوهم قبل أن يستشري وينتشر سرطان المجوس بينكم.. يوم لا ينفع الندم.. كلنا ثقة بشعب المليون شهيد الله يحفظها من كيدهم»، وكتب «أبو ذؤيب»: «إيران بلد مستعمر احتل اﻷحواز العربية والجزر الإماراتية ودمر العراق بميليشات طائفية وزرع الفوضى في لبنان والجزائر ضد ذلك».

وتابع «مايكل انخلتو»: «كان ولا زال الفرس يهابون المسلمين.. فلم ينجحوا في إرباك المسلمين إلا عندما مثّلوا أنهم مسلمين وسمّوا نفسهم شيعة.. احذروهم»، واتفقت معه «القلم الحر»، حين كتبت: «إيران مثل السرطان تنخر في الأمة فلابد من استئصالها لتنعم الأمة بالسلام».

وتابع «خالد العتيبي»: «لا يغفل عن إيران وخبثها إلا جاهل.. الجزائريون على مستوى رفيع من التعلم ولا اعتقد منهم السكوت على سرطان يدمرهم.. فليدحروه»، وأضاف «رشاد أبو صهيب»: «لم تستطع فرنسا بدهائها وقوتها أن تغير عقيدة وهوية الجزائري طيلة قرن وربع القرن، فلن يستطيع حمير الرافضة فعل ذالك أبداً».

أما «الصناج»، فغرد قائلا: «حتى وإن دخلت النجاسة في بيتك.. لابد وأن يأتي اليوم الذي تزيل فيه هذه النجاسة.. وهذا حال إيران في الجزائر».

تحذيرات

أهل اليمن، أطلقوا عبر الوسم تحذيرات للجزائر من التقارب مع إيران، فكتب «مغترب في الوطن»: «الحروب في اليمن والتفجير والاغتيال وإسقاط الدولة ونهب الممتلكات، سببه إيران وعملائها ببلدي».

وتابع «طارق غالب»: «لابد أن تكونوا كذلك يا معشر الجزائريين.. ولا تجربوا ما جربناه واكتوينا بلهيبه.. أقسم بالله ما دخلت إيران بلدا إلا ودمرته».

وأضافت «هدى»: «اعطني مشروعا تنمويا واحدا فقط تبرعت به إيران للعراق أو سوريا أو اليمن أو لبنان.. غير دعم السلاح والعصابات؟»، واتفق معها «عبد العزيز العويس»، حين كتب: «إذا أردتم معرفة ماذا قدمت إيران.. لن أذكر لكم بل انظروا إلى العراق واليمن وسوريا ولبنان وستعرفون».

واتفق معهم «باسل»، حين كتب: «لقد فتحت باب الشر على الجزائر الم تتعلموا من درس سوريا واليمن والعراق»، وتابع «إبراهيم عبد القادر»: «لا تصدقوا لإيران ووكلائها ولو تعلقوا بأستار الكعبة، فالقتلة لا يجلبون السلام، والعملاء لا يؤتمنون على وطن أو عرض مهما فعلوا».

وتابعت «سرور ناصر»: «حذاري يا أحرار الجزائر إيران.. تريد التمكين في بلدكم ثم يظهر وجهها القبيح.. وتجعلكم مداس للفرس.. واعتبروا بالعراق وسوريا واليمن»، وأضاف «عبد السلام العرجان»: «ما دخلت إيران بلدا إلا أفسدته.. ولم تطأ أرضا إلا نجستها.. وعلى الجزائريين أن يستفيقوا قبل أن يقعوا بما وقع به أهل لبنان واليمن».

علاقات متبادلة

بالعودة إلى سجل العلاقات الجزائرية الإيرانية، فقد عرفت هذه العلاقات تطوراً مهماً على الصعيد السياسي والاقتصادي، بعد قطيعة سياسية دامت سبع سنوات منذ عام 1995، إثر إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، نتيجة موقف إيران الداعم لـ«الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، واتهام الجزائر لطهران بـ«دعم الجماعات الإرهابية».

وتبادل رئيسا البلدين الزيارات، فقام الرئيس الجزائري «عبدالعزيز بوتفليقة» بزيارة إيران في أكتوبر/ تشرين الأول 2003، ليردّها الرئيس الإيراني الأسبق «محمد خاتمي»، بزيارة للجزائر في نفس الشهر بعد عام، كما زار الرئيس الإيراني السابق «محمود أحمدي نجاد»، الجزائر في أغسطس/آب 2007، بينما زار «بوتفليقة» طهران مجدداً في ذات الشهر بعد عام.

كما تعزز تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، وكان آخرها زيارة «إسحاق جهانغيري» النائب الأول للرئيس الإيراني «حسن روحاني»، في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى الجزائر، ولقائه «بوتفليقة».

وما ساهم في التقارب بين الطرفين، هو رفض الجزائر للقرار العربي بتصنيف «حزب الله» كـ«تنظيم إرهابي».

التطور النوعي في العلاقات السياسية بين البلدين، أثمر في ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين على الصعيد الاقتصادي.

ومع زيارة وزير الصناعة الجزائري «عبدالسلام بوشوارب»، على رأس وفد اقتصادي كبير يضم 50 رجل أعمال ومسؤولي مؤسسات اقتصادية جزائرية لإيران بعد أيام، تكون الجزائر قد استكملت حلقة الوصل بمحور دمشق طهران موسكو، بعد زيارة رئيس الحكومة الجزائرية «عبدالمالك سلال»، إلى روسيا، وزيارة مساعد وزير الخارجية الجزائري «عبدالقادر مساهل»، إلى سوريا، في الأسابيع الأخيرة، وتكون قد حسمت خيارها السياسي وخطت خطوة أخرى أبعد عن كتلة المواقف العربية.

  كلمات مفتاحية

الجزائر إيران تويتر سوريا اليمن

تحليل: دعم الجزائر لـ«الأسد» رد على مساندة الخليج للمغرب في قضية الصحراء

السعودية والجزائر..صراع دبلوماسي صامت

«بوتفليقة» يبرر للملك «سلمان» مواقف الجزائر الأخيرة من بعض القضايا

تونس والجزائر ترفضان اعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية

الجزائر تطرد دبلوماسيين اثنين بسبب نشر «التشيع»