السعودية والجزائر..صراع دبلوماسي صامت

الخميس 28 أبريل 2016 12:04 م

تناول تحليل نشرته صحيفة القدس العربي توتر العلاقات بين الجزائر والسعودية مؤخرا في عدد من الملفات فيما وصفته الصحيفة بالصراع الدبلوماسي الصامت، كان آخر مظاهر هذا التوتر زيارة العمل المفاجئة التي قام بها الأحد الماضي إلى دمشق، «عبد القادر مساهل»، وزير الخارجية الجزائرية المكلف بالعلاقات الأفريقية والمغاربية وجامعة الدول العربية.

وأشار التحليل إلى موقف الجزائر الذي اتسم بالحياد الصامت تجاه الثورة السورية منذ بدايتها، والذي يميل إلى تأييد نظام دمشق بصمت، لكنها لم توفد قبل ذلك مسؤولا رفيعا بدرجة وزير إلى دمشق، فقد كانت تسمح بزيارة شخصيات عامة ووفود حزبية وإعلامية إلى دمشق للتعبير عن تضامن الشعب الجزائري مع نظيره السوري.

وفي السابق، كانت الجزائر تستقبل رؤساء حكومات ووزراء سوريين طاردهم نظام البعث و«الأسد» الأب، وآوت مثقفين وأساتذة جامعيين معارضين لنظام «الأسد» الأب.

أما بالنسبة للصراع السوري المندلع منذ 2011، كان موقفها المبدئي هو الحياد وعدم التدخل في شؤون الغير، وأحيانا رافضة لما يسمى الربيع العربي، بينما على الصعيد الإنساني استقبلت نصيبها من اللاجئين السوريين.

ومع ارتفاع منسوب التوتر مع إيران واشتعال الحرب اليمنية واختلاط الأوراق في سوريا روسيا، شعرت السعودية بالحاجة إلى الجميع، حتى إلى الدبلوماسية الجزائرية المتراجعة، فوجدت الجميع تقريبا، إلا الجزائر التي رفضت ما يرد من الرياض كالانضمام إلى «التحالف الإسلامي» الذي أعلن عن ميلاده الأمير محمد بن سلمان» قبل نحو عام، بحسب التحليل.

وأضاف أن البلدين اليوم في صراع دبلوماسي صامت، والضرب تحت الحزام، فقد حاولت السعودية جر الجزائر إلى صفها في الحرب اليمنية لكنها عجزت، فردت بمحاولة عزل الجزائر عن التكتلات والتحركات الإقليمية، فردت الجزائر برفض تأييد تصنيف حزب الله منظمة إرهابية في جامعة الدول العربية.

صعدت السعودية أكثر، فلعبت في القضية الأغلى لدى النظام الجزائري والأكثر صعوبة وحساسية، الصحراء الغربية، من خلال تنظيم قمة خليجية مغربية سريعة، بلا تحضير جيد وبلا مقدمات، أُعلن فيها أن دول مجلس التعاون الخليجي تدعم «الوحدة الترابية المغربية»، وترفض «أي مساس بها».

كانت تلك رسالة واضحة تجاه الجزائر، ورد أكثر وضوحا على موقف الأخيرة من «حزب الله»، فردت الجزائر بإيفاد الوزير «مساهل» إلى دمشق بلا سبب دبلوماسي أو سياسي وجيه في هذه الظروف.

هناك داعٍ آخر يبعث على القلق من توتر أكبر بين الرياض والجزائر، هو النفط، فالجزائر، تقليديا، لا تنظر بعين الرضا للدور السعودي في سوق النفط العالمية، بل يحمّل مسؤولون جزائريون الرياض، في جلساتهم الخاصة، مسؤولية التراجع الكبير في أسعار النفط في السنتين الأخيرتين، ويتهمونها بالبحث والتنسيق مع حلفاء جدد لا يجمعهم الكثير بالسعودية.

هذا الإرباك الحاصل بين البلدين هو من نتائج مرض الرئيس «عبد العزيز بوتفليقة وعجزه عن إدارة الملفات الدبلوماسية بالاهتمام الذي تتطلبه.

فمنذ توليه الرئاسة في 1999 إلى 2012، تاريخ بدء متاعبه الصحية، احتكر بوتفليقة الدبلوماسية الجزائرية وكان بمثابة وزير الخارجية غير المعلن، فلو كان «بوتفليقة في كامل قدراته الذهنية والبدنية، لسارع إلى زيارة الرياض والعواصم الخليجية، واستعمل علاقاته الخاصة وغلّب منطقه الشخصي على منطق الدولة في امتصاص التوتر مع السعودية.

 

المصدر | الخليج الجديد+ القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الجزائر السعودية الأزمة السورية الرئيس بوتفليقة الملك سلمان العلاقات السعودية الجزائرية

4 عوامل تزيد سرعة قطار «توتر» العلاقات السعودية الجزائرية

«الجبير» العلاقات السعودية الجزائرية ستشهد تطورا في المستقبل

وزير جزائري: لا خلاف سياسي مع السعودية بل اختلاف في وجهات النظر

تحليل: دعم الجزائر لـ«الأسد» رد على مساندة الخليج للمغرب في قضية الصحراء

حملة جزائرية على «تويتر» ضد التقارب مع إيران

مقتل ضابط جزائري كبير في صفوف ميليشيا تابعة لـ«الأسد» بمعارك داريا

الملك «سلمان» يدعم برنامج الأغذية العالمي في الجزائر بـ252 طنا من التمور