تحليل: دعم الجزائر لـ«الأسد» رد على مساندة الخليج للمغرب في قضية الصحراء

الأحد 8 مايو 2016 09:05 ص

أفاد تقرير صحفي بأن الزيارة التي قام بها قبل أيام وزير «جامعة الدول العربية» في الجزائر، «عبدالقادر مساهل»، إلى سوريا ولقائه برموز النظام السوري، أثار موجة من الانتقادات وسط أحزاب المعارضة الجزائرية، موضحا أن الانتقادات ازدادت حدتها بعد الغارات الجوية التي اتهمت قوات نظام «بشار الأسد»  بشنها على حلب تحت ذريعة محاربة الإرهاب، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين العزل، بينهم أطفال.

وبين التقرير الذي أعدته شبكة CNN من خلال عدة لقاءات، أنه في الوقت الذي قرأت فيه أغلب التحليلات، زيارة «مساهل» إلى دمشق على أنها رد فعل سياسي مباشر من قبل الجزائر على بيان ومواقف «مجلس التعاون الخليجي» الداعمة للمغرب في قضية الصحراء، سارع «مساهل» إلى توضيح خلفيات الزيارة، في ندوة صحفية عقدها بمقر الإذاعة الوطنية، قائلا: «إن موقف الجزائر من الأزمة السورية مرتبط بالدعم اللامشروط لدمشق للثورة الجزائرية».

وبرر «مساهل» موقف الجزائر من دعمها لدمشق بأنها ضد الإرهاب انطلاقا من تجربتها إبان العشرية السوداء، شارحا في الوقت نفسه موقف الدبلوماسية الجزائرية من أن الزيارة كانت بمناسبة عيد استقلال سوريا، حيث كان الهدف منها «تحقيق المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية، وكانت أيضا من أجل إدانة الإرهاب»، على حد تعبيره.

ووفقا للتقرير، رأى المحلل السياسي السوري «محمد علي حسين»، أن المواقف السورية الجزائرية متطابقة في الكثير من القضايا خاصة من القضية الفلسطينية، موضحا أن الجزائر تعرضت للإرهاب الداخلي من قبل جماعات إسلامية من طرف بعض الدول وقتئذك، والآن، تتعرض سوريا لنفس الأزمة ولنفس الإرهاب، لذلك تكون هذه العلاقات متكافئة ومتوازنة ومتطابقة إلى حد كبير.

وحول ما إذا كانت الزيارة تندرج في إطار الرد على مواقف دول الخليج، قال «حسين»: «حتى لا نربط المسألتين ببعضها، يمكن أن يكون أحد عوامل الزيارة هو رد الفعل»، مضيفا: «من المفترض أن تكون هذه الزيارات المتبادلة، ومن المفترض ألا تترك الدول العربية سوريا لوحدها في هذه الأزمة، وخاصة أن بعض الدول تعاني من نفس الإرهاب ومنها دول المغرب العربي خاصة تونس».

وفي ذات السياق، أشار الكاتب الصحفي السوري «غسان إبراهيم» إلى أن النظامين متشابهين في نفس الطبيعة ونفس الممارسات، لافتا أن الزيارة الأخيرة جاءت في شكل رد فعل «تخريبي»  لأن الجزائر تشعر أن دول الخليج العربي تقف مع حق المغرب في الصحراء الغربية، كما أنها تقف مع المعارضة السورية.

وأضاف «غسان» أن الجزائر تقيم علاقات مع نظام «الأسد» من باب التخريب على الدور العربي لتحرير سوريا من الاحتلال الإيراني واحتلال «الأسد» لسوريا، معتبرا تبادل الزيارات الرسمية بين البلدين ليس لها قيمة لهذه الدرجة، فالجزائر ليس بمقدورها إعطاء الشرعية لنظام «الأسد» ولا «الأسد» يستطيع هو الآخر أن يعطي الشرعية للنظام الجزائري، وفق قوله.

وذكر «غسان» أن ما عاشته الجزائر مختلف عما تعيشه سوريا اليوم ومحاولة التشبيه بينهما، ينظر إليها على أنها سياسة جزائرية سورية هدفها التشويش، قائلا: «ما حدث في الجزائر عليه علامات استفهام كثيرة ومحاولة مقارنته بالشأن السوري أمر مضلل».

واتهم «غسان» النظامين الجزائري والسوري بأنهما يشتركان في صناعة الجماعات الإرهابية ثم مكافحتها لاكتساب الشرعية، في إشارة منه إلى ما يحدث الآن في سوريا وما حدث سنوات التسعينات في الجزائر.

من جانبه، نفي الباحث الجزائري الدكتور «الحبيب بلية» أستاذ العلوم السياسية فرضية دعم الجزائر لنظام «الأسد»، قائلا: «تظل الجزائر وفية لمبادئ سياستها الخارجية القائمة تقليديا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى عموما وبالأخص الدول الشقيقة منها، كما أن الجزائر عادة ما تقف إلى جانب الشرعية بغض النظر عمن يتولى السلطة».

وذكر «بلية» بتحفظ الجزائر على قرار «جامعة الدول العربية» القاضي  بطرد ممثل سوريا في الجامعة، كما عارضت بشدة محاولة  منح هذا المقعد  للمعارضة، مدافعا عن الموقف الجزائري قائلا : «نفس هذه المبادئ التي تحكم السياسة الخارجية الجزائرية هي التي جعلت الجزائر لا تشارك في القوى العربية المشتركة والتحالف الإسلامي، وحالت دون مشاركتها في عاصفة الحزم  في اليمن بقيادة السعودية».

وأضاف: «ما يجري في سوريا، يعد في نظر المقاربة الجزائرية الرسمية في خانة الأزمات الداخلية التي تتطلب حلولا سياسية سليمة داخلية، إلى جانب أن الجزائر عانت من أزمة داخلية في التسعينات شبيهة بالأزمة السورية الحالية، كما يجعلها حساسة إزاء أي تدخل أجنبي»، على حد قوله.

بدوره، أوضح الكاتب الصحفي والضابط السابق في الجيش الجزائري «أنور مالك» عدة أسباب جعلت الجزائر تقف مع نظام «الأسد»، أبرزها أن الجزائر تعادي ثورات «الربيع العربي» منذ بدايتها ولذلك تخندقت مع أنظمة ضد ثورات شعبية، حيث اعتبر «مالك»، أن علاقة النظامين لم تكن وليدة الثورة وقد كان هناك تعاون أمني وتنسيق على مستويات مختلفة.

وأشار «مالك» إلى أن الجزائر في سياستها الخارجية لا تتخندق حيث يكون المغرب الذي كان من أوائل من ساندوا ثورة الشعب السوري، ولهذا نرى الجزائر سارت في الاتجاه المعاكس.

وبحسب «مالك»، تبقى من أهم الأسباب التي دفعت الجزائر إلى دعم نظام «الأسد»، كون الجزائر من الدول التي كانت مرشحة لاندلاع ثورة شعبية بها لاعتبارات عديدة ومنها تجربة التسعينات الدامية، وعلى أنها ستكون المحطة الموالية بعد سوريا، لذلك، يعتقد مالك أن الجزائر عملت مع دول كثيرة على إفشال هذه الثورات بكل الوسائل ومنها دعم «الأسد».

  كلمات مفتاحية

مجلس التعاون الخليجي سوريا الجزائر المغرب بشار الأسد الربيع العربي جامعة الدول العربية

«محمد بن زايد» يستقبل العاهل المغربي الملك «محمد السادس» في أبوظبي

أمير قطر يلتقي العاهل المغربي في الدوحة عصر اليوم

السعودية والجزائر..صراع دبلوماسي صامت

السعودية والمغرب .. إعادة تشكيل النظام الإقليمي العربي

القمة الخليجية المغربية

قادة الخليج والمغرب يؤكدون التزامهم بالدفاع المشترك عن أمن بلدانهم واستقرارها

«بوتفليقة» يبرر للملك «سلمان» مواقف الجزائر الأخيرة من بعض القضايا

حملة جزائرية على «تويتر» ضد التقارب مع إيران

مقتل ضابط جزائري كبير في صفوف ميليشيا تابعة لـ«الأسد» بمعارك داريا

مصادر: ملك المغرب في الأردن ويقاطع القمة العربية بسبب قضية الصحراء

محمد السادس لملوك وأمراء الخليج: شكرا لموقفكم النبيل من قضية الصحراء