قادة الخليج والمغرب يؤكدون التزامهم بالدفاع المشترك عن أمن بلدانهم واستقرارها

الخميس 21 أبريل 2016 05:04 ص

أكد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعاهل المغرب الملك «محمد السادس»، التزامهم بالدفاع المشترك عن أمن بلدانهم واستقرارها، ورفض أية محاولة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ونشر نزعة الانفصال والتفرقة لإعادة رسم خريطة الدول أو تقسيمها، بما يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

جاء هذا في البيان الختامي المشترك الصادر عن قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المغربية، التي عقدت لأول مرة في الرياض مساء أمس الأربعاء، ونشرت نصه وكالة الأنباء المغربية.

وجدد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، موقفهم المبدئي من أن «قضية الصحراء المغربية هي أيضاً قضية دول مجلس التعاون»، مؤكدين موقفهم الداعم »لمغربية الصحراء، ومساندتهم لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، كأساس لأي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل».

وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة ليتحول النزاع بين المغرب و»البوليساريو» إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب «البوليساريو» بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة.

كما أعرب قادة دول الخليج عن رفضهم لأي مس بالمصالح العليا للمغرب إزاء المؤشرات الخطيرة التي شهدها الملف في الأسابيع الأخيرة.

وأكدت القمة أن «دول مجلس التعاون والمملكة المغربية تشكل تكتلاً استراتيجياً موحداً، حيث أن ما يمس أمن إحداها يمس أمن الدول الأخرى».

وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية من تطورات وتهديدات أمنية وسياسية خطيرة، زاد من حدتها تعثر إيجاد الحلول لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، وتسوية الأزمات التي تعاني منها سوريا والعراق وليبيا واليمن، شددت القمة على «أهمية تضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات بكل حزم ومسؤولية».

كما جدد القادة إدانتهم للتطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وأكدوا على عدم ربط هذه الآفة الخطيرة بحضارة أو دين والوقوف في موجه محاولات نشر الطائفية والمذهبية التي تشعل الفتنة وترمي إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ودعوا إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب واجتثاثه والقضاء على مسبباته، مشددين على أهمية التحالف الإسلامي العسكري الذي أطلقته الرياض، يوم 14 ديسمبر/كانون أول الماضي، ويضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب، لدعم هذه الجهود.

كذلك، أكد قادة الخليج والمغرب «أهمية استمرار التشاور والتنسيق من أجل دعم ركائز الشراكة القائمة بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية، تحقيقاً لتطلعات شعوبهم وخدمة لمصالح الأمتين العربية والإسلامية ولتحقيق السلم والأمن الدوليين».

وجاءت القمة الخليجية المغربية عشية أخرى بين الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» وقادة الخليج بالعاصمة السعودية الرياض اليوم الخميس.

أمير الكويت: الأمة في وضع حرج

وكان أمير الكويت «صباح الأحمد الجابر الصباح»، قال خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، إن «الأمتين العربية والإسلامية تمران بظروف سياسية واقتصادية وأمنية حرجة تتطلب تنسيقاً مشتركاً وتشاوراً مستمراً وتعاوناً كبيراً».

ودعا أمير الكويت إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي في تلك الظروف التي تمر بها المنطقة التي وصفها بـ«الحرجة».

وفي هذا الصدد، تابع قائلاً «إن هذا الاجتماع يأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية حرجة تمر بها أمتانا العربية والإسلامية تتطلب تنسيقاً مشتركاً وتشاوراً مستمراً وتعاوناً كبيراً في قمة غير مسبوقة بيننا كقادة لدول مجلس التعاون والمملكة المغربية ».

واعتبر أن هذه القمة الخليجة المغربية «ستعطي الشراكة الإستراتيجية القائمة بين دول الخليج والمغرب أبعاداً إضافية لتعاوننا وستنقلها إلى آفاق جديدة تحقق آمال وتطلعات شعوبنا».

كما اعتبر أن تلك الشراكة حتمية في ظل أحداث تستوجب الوحدة، مستطرداً في هذا السياق بالقول: «إننا ماضون في سعينا لتعزيز هذه الشراكة الإستراتيجية لإيماننا المطلق بحتميتها وضرورتها في ظل أحداث تستوجب الوحدة لا الفرقة والتجمع لا الانفراد».

عاهل المغرب: مخططات تستهدف الأمة

من جهته حذر العاهل المغربي الملك «محمد السادس» خلال الجلسة الافتتاحية، من «مخططات مبرمجة» تستهدف الدول العربية، ومؤامرات تستهدف المسّ بالأمن الجماعي لدول الخليج والمغرب والأردن (في إشارة إلى الدول ذات الحكم الوراثي)، التي وصفها بأنها واحة أمن، مؤكداً أنه يعتبر أمن واستقرار الخليج من أمن بلاده.

وأكد عاهل المغرب أهمية القمة، قائلاً إن «الشراكة المغربية الخليجية ليست وليدة مصالح ظرفية، أو حسابات عابرة، إنما تستمدّ قوتها من الإيمان الصادق بوحدة المصير، ومن تطابق وجهات النظر، بخصوص قضايانا المشتركة».

وأشار إلى أن بلاده ودول الخليج «يتقاسمان نفس التحديات، ويواجهان نفس التهديدات، خاصة في المجال الأمني»، لافتاً إلى أن الجانبين «تمكّنا من وضع الأسس المتينة لشراكة استراتيجية، هي نتاج مسار مثمر من التعاون، على المستوى الثنائي، بفضل إرادتنا المشتركة».

واعتبر أن هذه القمة تأتي «لإعطاء دفعة قوية لهذه الشراكة، التي بلغت درجة من النضج، أصبحت تفرض علينا تطوير إطارها المؤسسي، وآلياتها العملية»، مبيناً أن ذلك »يتطلب العمل الجاد، والتعاون الملموس، وتعزيز التجارب الناجحة، والاستفادة منها، وفي مقدمتها التجربة الرائدة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي».

ووصف هذه القمة بقوله إنها «رسالة أمل لأنفسنا، وإشارة قوية لشعوبنا على قدرتنا على بلورة مشاريع تعبوية مشتركة»، محذراً في الوقت نفسه من مؤامرات تستهدف دول المنطقة، قائلاً إن «هذه القمة تأتي في ظروف صعبة. فالمنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة و تقسيم الدول، كما هو الشأن في سوريا والعراق وليبيا. مع ما يواكب ذلك من قتل و تشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي».

وأردف بقوله: «فبعدما تم تقديمه كربيع عربي، خلّف خراباً ودماراً ومآسي إنسانية، ها نحن اليوم نعيش خريفاً كارثياً، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المسّ بنموذجه الوطني المتميز».

وحذر من أن «هناك تحالفات جديدة قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة»، وبيّن أنها « في الحقيقة محاولات لإشعال الفتنة، وخلق فوضى جديدة لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة ، بل وعلى الوضع العالمي».

وذكر أن بلاده توجهت في الأشهر الأخيرة نحو تنويع شراكاتها، سواء على المستوى السياسي أو الاستراتيجي أو الاقتصادي، لافتاً في هذا الصدد إلى زيارته لروسيا الشهر الماضي، والتوجه لإطلاق شراكات استراتيجية مع كل من الهند والصين، التي سيقوم قريباً بزيارة إليهما، كما قال.

ومضى قائلاً: «المغرب حرّ في قراراته واختياراته، وليس محمية تابعة لأي بلد . وسيظل وفياً بالتزاماته تجاه شركائه، الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مسّ بمصالحهم».

وتابع: «عقد هذه القمة ليس موجهاً ضد أحد بشكل خاص، ولاسيما حلفاءنا . إنها مبادرة طبيعية ومنطقية لدول تدافع عن مصالحها مثل جميع الدول».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القمة الخليجية المغربية عاهل لمغرب أمير الكويت الملك سلمان الرياض

العاصمة السعودية تشهد انطلاق أول قمة خليجية مغربية

ملك المغرب يصل إلى الرياض

الملك «سلمان» يلتقي عاهل المغرب في الرياض الأربعاء

السعودية تمنح المغرب 230 مليون دولار هبة لا ترد

«الجبير» يستقبل وزراء خارجية «التعاون الخليجي» والأردن والمغرب

صحف السعودية: 4 قمم حاسمة بالرياض في 36 ساعة

القمة الخليجية المغربية

السعودية والمغرب .. إعادة تشكيل النظام الإقليمي العربي

الملك «محمد السادس» يزور قطر الثلاثاء بعد أيام من القمة الخليجية المغربية

قمة بحرينية مغربية في المنامة تستنكر تدخلات إيران المزعزعة لأمن الخليج

ملك المغرب يهنئ «محمد بن سلمان» هاتفيا للموافقة على رؤية المملكة 2030

«محمد بن زايد» يستقبل العاهل المغربي الملك «محمد السادس» في أبوظبي

تحليل: دعم الجزائر لـ«الأسد» رد على مساندة الخليج للمغرب في قضية الصحراء