لم يمر 48 ساعة على حريق هائل بمنطقة العتبة، وسط العاصمة المصرية القاهرة، إلا واندلع حريقا كبيرا آخر، في منطقة الغورية القريبة.

حريقا العتبة والغورية، دفع نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لتدشين عدة وسوم، كان أبرزها «مصر بتولع»، و«الغورية»، و«حريق القاهرة»، حمل هجوما على السلطات الحالية، معتبرين أن هذه الحرائق تتم بفعل فاعل.

اتهام جهات بعينها دون تسميتها بإشعال الحرائق في المنطقتين ذات الطابع الأثري، ويمثلان مناطق تجارية ضخمة، كان رد فعل أهالي منطقة الغورية الذين تجمعوا فجر اليوم، مرددين هتافات: «بفعل فاعل» و«ارحل يا سيسي».

وزارة الداخلية، قالت في بيان لها اليوم، إنه «في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 11 مايو/ آيار، تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق الذي نشب في محلين تجاريين لبيع الأقمشة بمنطقة الغورية بدائرة قسم شرطة الدرب الأحمر».

ودفعت إدارة الحماية المدنية بـ10 سيارات إطفاء، للسيطرة على الحريق الذي اندلع في 6 محال للأقمشة والستائر، إلا أن بيان وزارة الداخلية أشار إلى أن الحريق اندلع في محلين.

وبحسب صحف مصرية، قال اللواء «جمال حلاوة» مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية بالقاهرة في تصريحات صحفية، أن «النيران التهمت المحلات بالكامل»، مشيرا إلى أن الفحص المبدئي للأجهزة الأمنية بالقاهرة، أشار إلى وجود شبهة جنائية وراء الواقعة وبفعل فاعل.

النشطاء على «تويتر»، تفاعلوا مع الحرائق، فكتب «محمد»: «الواحد الصبح بيقول: صباح الخير.. دلوقتي نقول: صباح الحربق»، وأضاف «أحمد شهاب»: «تتميز مصر باندلاع الحرائق صيفا والتفجيرات شتاء.. وانتشار الحالات الفردية طول العام.. وإنها أحسن من سوريا والعراق».

وغردت «ياسمين»: «القاهرة بلد الألف حريقة»، وأضاف «ديدو»: «واضح إن في حد قرر يقوم يحرق ها المدينة ويعمر واحدة أشرف فعلا».

واختلف النشطاء حول عدد الحرائق التي شهدتها مصر، خلال الثلاثة أيام الماضية، ما بين 14 حريق و60 حريقا تنوعوا بين المنازل والشركات والمزارع والمصانع، إلا أنهم اهتموا برأي اللواء «فاروق المقرحي» مساعد وزير الداخلية الأسبق، الذي قال إن الحرائق التي انتشرت في مصر، تستلزم ضرورة فحص كل حريق على حدة بمعرفة ثلاث جهات أمنية هي مباحث الأموال العامة، والتهرب الضريبي، والمباحث الجنائية.

وأوضح أن مصر الآن في موسم ركود اقتصادي، عادة ما يحدث فيه شيطنة لبعض الناس للحصول على تعويضات من شركات التأمين، والتهرب الضريبي أو التهرب من مديونيات لدى الغير كالبنوك مثلا.

وقال إن الفترة التي نعيشها الآن هي فترة «جرد» في الشركات والمؤسسات العامة والكبرى، يتم فيها جرد المخازن.

وأشار إلى أن كافة الاحتمالات قائمة وبينها «الشبهة الجنائية» إلى حين تنتهي الأجهزة الأمنية من التحريات وجمع المعلومات عن كل حريق.

«محمود سلامة»، كتب: «كدا يبقى مصر دخلت النار فعلاً.. العتبة من يومين، والغورية اليوم.. ونحن في انتظار القادم»، وأضاف «أيمن»: «هو فيه إيه يا ناس.. كل يوم اصحى على حريق.. مفيش أي حد عنده تفسير على اللي بيحصل في البلد«».

وغردت «نيفين سعيد» ساخرة: «النيابة العامة: ماس كهربائي ماسك مصر من إسكندرية لأسوان»، وأضاف «أحمد هاشم»: «مصر مش محتاجة رجل عسكري.. مصر محتاجة رجل مطافي».

وتابع «محاسب»: «الإسكندرية بتغرق في الشتاء.. والقاهرة بتولع في الصيف.. ولاحظ حضرتك فيه توازن في الكوارث»، وكتب «إبراهيم قادر»: «السيسي بيولع مصر».

وتابعت «لواحظ»: «عايزين يطمسوا معالم مصر.. مش كفاية بيموتوا في شعبها عمالين كمان يحرقوا في شوارعها» وتابعت «جهاد»: «قولوا للسيسي إنه لو حرق مصر كلها.. برضو تيران وصنافير مصرية».

وأسفر حريق العتبة، التي وقع قبل يومين، عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة 90 آخرين، واحتراق عشرات المحلات، ما تسبب في خسائر بملايين الجنيهات.