مراقبون يتوقعون إعلان فشل المفاوضات اليمنية بالكويت خلال أيام

الخميس 12 مايو 2016 07:05 ص

أنهت مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في دولة الكويت، الأربعاء، أسبوعها الثالث، دون تحقيق اختراق هام في جدار الأزمة المتصاعدة منذ أكثر من عام، باستثناء الاتفاق المبدئي على الإفراج عن نصف المعتقلين.

ومنذ انطلاقها في 21 أبريل/نيسان الماضي، بعد تأخر 3 أيام عن موعدها الأصلي بسبب تخلف وفد الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، لم تراوح مشاورات الكويت مكانها، حيث تم تعليق جلساتها لمرات عديدة، بسبب تحفظات من قبل طرفي الأزمة.

وعلى الرغم من التقدم البطيء الذي حققته المشاورات بتشكيل 3 لجان تناقش المسارات الأمنية والسياسية والإنسانية (المعتقلين والأسرى)، وتوافق مبدئي على إطلاق نصف المعتقلين والأسرى قبيل شهر رمضان، إلا أن مراقبين يرون أن المشاورات كلما حققت خطوة للأمام تتراجع خطوتين إلى الخلف.

ويعتقد مراقبون أن الإنجاز الحقيقي الوحيد الذي حققته المشاورات الحالية، هو حفاظها على استمراريتها لمدة 21 يوما، رغم حدة الفروقات واتساع الهوة بين طرفي الصراع اليمني، والذي تسبب في انسداد الأفق نحو أي تقدم حقيقي.

وعلى عكس جولتي المشاورات السابقتين اللتين رعتهما الأمم المتحدة بسويسرا في مدينتي جنيف منتصف يوليو/تموز الماضي، وبال منتصف ديسمبر/كانون أول الماضي، وتم إعلان فشلهما بعد 7 أيام من الانطلاق، تركت الأمم المتحدة الجولة الثالثة في الكويت مفتوحة المدى.

وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، مرارا، أن حربا دارت لأكثر من عام لن تُحل في يومين أو ثلاث.

وظل تثبيت وقف إطلاق النار، حجر عثرة أمام أي تقدم لمناقشة جدول الأعمال، حتى تم تجاوزه بوساطات كويتية، تلاها إعلان المبعوث الأممي تحييد المشاورات السياسية عن العمليات العسكرية، لكن اشتراط وفد الحوثي - صالح تشكيل حكومة توافقية، يكونون شركاء رئيسيين فيها، أعاد الأوضاع إلى مربع الصفر، قبل محاولة إحيائها.

وبحسب أحد المراقبين القريب من أروقة المشاورات حيث يعمل صحفياً، فإنها حتى الآن تدور في حلقه مفرغة، كونها تتم بطريقة عبثية مع طرف غير مسؤول (في إشارة للحوثيين)، حسب وصفه، وأنه كلما تم الاتفاق على شيء ضمن الإطار العام وجدول الأعمال نعود إلى نقطة الصفر.

ويقول الصحفي اليمني «رشاد الشرعبي» الذي يعمل لدى وسائل إعلام محلية: هناك مرجعيات حدّدها المبعوث الأممي وخاصة النقاط الخمس الوارده في قرار مجلس الأمن 2216، لكن وفد الحوثيين وصالح، يريد الانقلاب عليها كشأن الشرعية في اليمن.

وتنص النقاط الخمس بالترتيب على: انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.

«نبيل الشرجبي»، أستاذ علم إدارة الأزمات في جامعة الحديدة اليمنية الحكومية، يرى أن مشاورات الكويت «ستعلن فشلها وبصورة واضحة خلال الأيام القادمة، وذلك بانسحاب أحد الأطراف، جراء الانسداد الحاصل"، دون تحديد الطرف الذي سينسحب.

ويضف «الشرجبي» «الاتفاقات التي أبرمتها لجنة المعتقلين لا تعتبر اختراقاً في جدار الأزمة كما يتم تصويره، هذا لن يحل الأزمة اليمنية».

ويتابع: «ربما يلجأ الحوثيون إلى مزيد من الاعتقالات لخصومهم خلال الأيام القادمة، وقد يكون المعتقلين الجدد هم من سيتم تبادلهم، وخصوصا بعد اكتشافهم أن الاعتقال ورقة رابحة في المفاوضات».

ويعتقد «الشرجبي» أن مشاورات الكويت، ورغم كل الدعم الإقليمي والدولي لها، لن تتمكن من إحراز نتائج ملموسة، نظراً لحجم و طبيعة المشاكل التي تناقشها.

ويتوقع أن يضغط المجتمع الدولي على الحكومة الشرعية لتقديم تنازلات جذرية للحوثيين من أجل وقف الحرب، أو إعطاء الحسم العسكري أولوية قصوى، وهذا الأمر قد يجعل الحوثيين وحزب صالح من يقدمون تنازلات.

وبحسب مصادر تفاوضية يمنية فإن الضغوط الكويتية، على أرفع المستويات، هي من حالت دون انهيار المشاورات اليمنية حتى اللحظة، رغم اتساع الهوة بين الطرفين، وعدم وجود أي نقاط التقاء.

ويقول مصدر حكومي تفاوضي : «عملياً، لم يتم تحقيق شيء حتى اللحظة، الكويت جنّدت كل دبلوماسييها من أجل نجاح المشاورات».

ويمضي في حديثه قائلا: «كلما اعتقدنا والمجتمع الدولي أن هناك انفراجة قد حصلت، نُفاجئ أن الأمور قد عادت إلى مربع الصفر، بسبب إصرار وفد (الحوثي ـصالح) على مناقشة الملف السياسي في المقام الأول، وربط عمل اللجان الثلاث بتشكيل حكومة توافق، وهذا لا يمكن أن يحدث قبل تسليم السلاح».

وخلافا لما هو ظاهر في العلن، تؤكد مصادر تفاوضية أن نقطة الخلاف الجوهرية التي حالت دون إحراز أي تقدم في جدول أعمال المشاورات، هي شرعية الرئيس «عبدربه منصور هادي» وحكومته.

ووفقا للمصادر، يشترط وفد الحوثيون و«صالح»، تشكيل مجلس رئاسي انتقالي جديد يقود البلاد، وإزاحة هادي، وتشكيل حكومة توافقية جديدة يكونون شركاء فيها، بدلا عن حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وإلا فإنهم لن يتقدمون بأي خطوة ايجابية.

وتؤكد المصادر أن وفد الحكومة يتمسك بتسليم السلاح وانسحاب الحوثيين وحلفائهم، من المدن واستعادة الدولة، كشرط أولي، يعقبها الانتقال للمسار السياسي، وتوسيع الحكومة الحالية، حتى يشارك فيها الحوثيين وحزب صالح، على أن تتولى الحكومة الموسعة، بوجود الرئيس هادي، الفترة الانتقالية حتى تعديل الدستور واجراء انتخابات رئاسية جديدة.

ويرى الباحث «الشرجبي»، أن قبول الحكومة بالتخلي عن شرعية الرئيس، معناه أن الحوثيين قد كسبوا جولة التفاوض 100%، ومشاركتهم في مجلس رئاسي وحكومة توافقية، سيجعلهم ينفذون النقاط الواردة في القرار 2216 بحسب رغباتهم، فهم السلطة.

ويضيف: «هذه النقطة التي نشبت بسببها الحرب، عندما كان المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر يناقش تشكيل مجلس رئاسي بدلا عن هادي، أنا أستبعد أن توافق الحكومة وحتى دول الخليج على مطالب كهذه، خصوصا وأن المجتمع الدولي يتخوف من استنساخ تجربة حزب الله، وتظهر حركة حوثية تبتلع الدولة بشكل قانوني».

وفي مؤشر على فشل مرتقب، عقد المجلس السياسي للحوثيين، الأربعاء، اجتماعا في العاصمة صنعاء مع أحزاب موالية لهم، برئاسة «صالح الصماد»، وهو ثاني أرفع القيادات في الجماعة بعد زعيمها، «عبدالملك الحوثي.

وقالت وكالة سبأ، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إن اللقاء ناقش تنسيق المواقف بما يتناسب مع تطور الأحداث ووضع رؤية خاصة لمواكبة تطورات المشاورات السياسية في الكويت والترتيب للعملية السياسية، في حال فشل المشاورات.

ورجّحت مصادر يمنية أن يتم إنهاء مشاورات الكويت خلال الأيام القادمة بعد الاتفاق مبدئياً على مبادئ عامة لحل الأزمة اليمنية، يتم تنفيذها كليا في جلسة مشاورات لاحقة، قد يكون موقعها العاصمة السعودية الرياض.

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

اليمن مفاوضات الكويت الحوثيين صالح هادي

«ولد الشيخ»: الاتفاق على بحث إطلاق نصف المعتقلين قبل رمضان

«المخلافي»: لا تقدم في مشاورات الكويت ولا نية لدينا للانسحاب

مشاورات الكويت بين النجاح الصعب والفشل الممنوع!

«لا تعودوا إلا بالسلام لليمن».. وسم يمني يعقد الآمال على مباحثات الكويت

مفاوضات الكويت اليمنية .. الفشل هدنة مؤقتة

«الدولة الإسلامية» يتبنى 3 تفجيرات في المكلا تزامنا مع زيارة مفاجئة لـ«بن دغر»

الصين تتعهد بإعفاء اليمن من ديونه وتقديم الدعم للحكومة الشرعية

«فورين بوليسي»: السعودية تتعهد باستعادة صنعاء إذا فشلت محادثات السلام

المفاوضات اليمنية: مراوحة في مربع الحرب