«فورين بوليسي»: السعودية تتعهد باستعادة صنعاء إذا فشلت محادثات السلام

الخميس 12 مايو 2016 03:05 ص

رغم أن السعودية مرارا قالت إن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة على مدار أكثر من عام في اليمن سوف يكون من خلال حل سياسي تفاوضي. لكن جنرال سعودي حذر الخميس أن النظام الملكي الغني بالنفط مستعد لشن هجوم عسكري على العاصمة اليمنية صنعاء في حال فشل محادثات السلام الجارية بوساطة الأمم المتحدة.

يضع هذا التهديد الضمني ضغطا جديدا على المفاوضات التي تجري في الكويت بين حلفاء إيران من الحوثيين وحكومة المنفى اليمنية التي تدعمها السعودية لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 6200 شخص وشرد ما يصل إلى 2.5 مليون آخرين.

وقال الجنرال «أحمد عسيري»، المتحدث باسم قوات التحالف التي تقودها السعودية للصحفيين في واشنطن «لدينا اثنين من خطوط العمل المتوازية، العملية السياسية والعملية العسكرية. وسيتم الوصول إلى واحد منهما في النهاية». وأضاف «نأمل أن تنجح المحادثات، و إذا لم يكن كذلك، فإن لدينا قوات في جميع أنحاء العاصمة».

تبعد القوات التي تقودها السعودية كليومترات قليلة فقط عن صنعاء. وقد تم تعزيز التحالف من قبل العديد من القوى العربية والغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة، كندا، وتركيا.

وقد سمح وقف إطلاق النار الذي تدعمه الأمم المتحدة الشهر الماضي بتحرك المحادثات الدبلوماسية إلى الأمام. ولكن كلا الجانبين قد تبادلا الاتهامات بانتهاك الاتفاق، وتجري المحادثات حتى الآن أملا في تحقيق انفراجة.

ويخشى الخبراء العسكريون والإنسانيون من أن عملية استعادة صنعاء، وهي مدينة مكونة من حوالي 2 مليون نسمة مع وجود جيوب كبيرة من أنصار الحوثي، ربما ستتكبد خسائر فادحة وبخاصة ضمن صفوف المدنيين.

وقال مسؤول سعودي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن مثل هذه الحملة سوف تستهدف الميليشيات الحوثية للحد من قدرتها على التحرك والتجمع في مجموعات. واستشهد بعملية تحرير التحالف لعدن من المتمردين الحوثيين في يوليو/تموز كنموذج ناجح.

وقد دفعت هجمة من الضربات الجوية وقذائف الدبابات، من قبل قوات التحالف التي يتشكل معظمهم من أعضاء ميليشيات من ، السلفيين والجهاديين السنة ، ووحدات الجيش الموالية بدعم من القوات الجوية، المتمردين الحوثيين للخروج من عدن العام الماضي. ولا يزال الوضع الأمني ​​هشا في المدينة الساحلية حيث هناك حوالي 50 ألفا من المسلحين في دوريات في الشوارع.

وتسعى السعودية لتبديد المخاوف من الجهد العسكري لاستعادة في صنعاء، حيث قال المسؤول السعودي إنها لن تشبه معركة برلين سيئة السمعة في الحرب العالمية الثانية التي هدمت العاصمة الألمانية وأسفرت عن مئات الآلاف من الضحايا. مع الإشارة إلى أن الحل السياسي لا يزال النتيجة المفضلة في المملكة العربية السعودية، وادعى أن هذه العملية يمكن أن تكون نظيفة و«جراحية».

وقال عسيري لمجموعة من الصحافيين في فندق فور سيزونز في واشنطن أن الهدف هو «تأمين اليمن» إما دبلوماسيا أو عسكريا. وإذا فشلت المفاوضات فإن «صنعاء ستكون حرة قريبا».

وقال إن السعودية لا يمكن أن تتسامح مع المتمردين الحوثيين العاملين في اليمن، والمزودين بصواريخ باليستية يقومون من خلالها بتهديد الحدود والمنطقة.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» أن السبيل الوحيد لحل الصراع اليمني هو من خلال المحادثات السياسية. وقال «الجبير» العام الماضي: «ما زلنا نعتقد أن السبيل الوحيد هو الحل السياسي، الذي بني على أسس الحوار الوطني».

وفي يوم الاثنين، هناك وفود تمثل الحكومة اليمنية والحوثيين في الكويت مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» لمناقشة حل سياسي.

وقال «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»: «ما سمعته من الوافدين يحمل آمالا واعدة، ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى أن التحديات كبيرة والفجوة بينهما كبيرة»، وأضاف في تصريح عقب الاجتماع: «ليس هناك شك في أننا في مفترق طرق، نحن نتحرك نحو السلام أو الذهاب إلى المربع رقم واحد».

هناك نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات هو طلب الحكومة اليمنية نزع سلاح الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق «علي عبد الله صالح» وتنازلهم عن المدن التي احتلوها العام الماضي.

وفي الوقت نفسه، ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، فقد اعترض الجيش السعودي صاروخا باليستيا قادما من اليمن يوم الجمعة. وقالت الرياض أن الأمر يعد «تصعيدا خطيرا» من قبل الميليشيات وداعميهم. لكنه قال أن التحالف سيعمل على الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش. وقال متحدث باسم اليمنيين الذين يقاتلون إلى جانب الحوثيين، العميد الجنرال «شرف لقمان» أن المقصود من الصواريخ كان ضرب قاعدة عسكرية في جنوب غرب المملكة العربية السعودية.

تواجد أمريكي

وفي الأسبوع الماضي، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية أن كتيبة صغيرة من قوات الولايات المتحدة تعمل على الأرض مع القوات العربية في اليمن للمساعدة في طرد القوات التابعة لتنظيم القاعدة من المدينة الساحلية، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع «بيتر كوك» يوم الاثنين أن هذا العمل قصير الأمد، ويتركز في دعم تبادل المعلومات الاستخباراتية.

وقد امتنع عن تحديد إلى متى سيستمر نشر القوات. مشيرا أنها سوف تكون لفترة محدودة من الوقت، ولكن هناك موعد محدد للانسحاب.

وقد أعربت الولايات المتحدة مرارا عن تحفظات بشأن تدخل القيادة سعودية، ولكن بقي توريد الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتزود بالوقود الجوي لقوات التحالف مستمرا.

وقد قتل ما يقرب من 2800 مدنيا في حرب اليمن مع حلول نهاية عام 2015. وتقول «هيومن رايتس ووتش» أن غالبية القتلى من المدنيين بسبب الضربات الجوية للتحالف.

وقد اعترف عسيري أن «فريقا صغيرا» من قوات العمليات الخاصة الأمريكية كانت على الأرض، جنبا إلى جنب مع «عدد صغير» من القوات الخاصة السعودية و 200 من القوات السودانية. كما أصر أن تنظيم القاعدة لم يستفد أيضا من الصراع في اليمن وأن إيران هي المتهم بتهريب الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين والتحريض على الحرب.

وردا على تصريحات «عسيري»، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية «إليزابيث ترودو» أنها لا تزال ملتزمة بمحادثات السلام والجهود الدولية، لكنها امتنعت عن التعليق على احتمال مشاركة الولايات المتحدة في تدخل عسكري لاستعادة السيطرة على صنعاء.

المصدر | فورين بوليسي

  كلمات مفتاحية

السعودية الحوثيين صنعاء محادثات الكويت عدن

مراقبون يتوقعون إعلان فشل المفاوضات اليمنية بالكويت خلال أيام

«الخليج الجديد» يرصد تسارع خطوات انفصال جنوب اليمن .. ومصادر تؤكد دعم الإمارات

وفد «الحوثيين» يعلن تحفظه على النقاط الخمس كمرتكز لمحادثات الكويت

«ولد الشيخ»: محادثات الكويت تهدف إلى اتفاق شامل ينهي الصراع في اليمن

«أتلانتيك كاونسل»: لماذا تظهر السعودية استعدادا أكبر للتفاوض مع الحوثيين؟

دوي انفجارات بصنعاء جراء قنابل صوتية أطلقتها طائرات التحالف العربي

«المقدشي»: الجيش اليمني يقف باستعداد على مشارف صنعاء

مقتل 25 مسلحا أثناء استعادة قوات هادي مواقع من الحوثيين بتعز

«هادي» ونائبه يصلان مأرب.. ومصدر بالرئاسة: سيشرفان على معركة صنعاء