شكلت جهات عليا سعودية مؤخرا لجنة من وزارات الداخلية والشؤون البلدية والقروية والمالية والمياه والكهرباء، وهيئة المساحة الجيولوجية، ومشروع مياه الأمطار وتصريف السيول في جدة، لدرس وضع «مخطط الحرمين».

وأوضحت المصادر، أن اللجنة كلفت شركة المياه الوطنية بتنفيذ مشروع خفض منسوب المياه السطحية في الأحياء المستهدفة، لمعالجة طفح المياه السطحية، ونفذت مشاريع الصرف الصحي المنزلية لسكان المخطط، كما نصت توصيات اللجنة على قيام «أمانة جدة» بالإشراف على صيانة المباني المتضررة، بحسب صحيفة الحياة.

واختلفت اللجنة على إقرار توصية إزالة الخطر من المخطط، إذ رأى مندوبو وزارات المالية والمياه والكهرباء والشؤون البلدية، أن المخطط أصبح وضعه مستقراً بعد إزالة الخطر الذي يهدده، في حين تمسك مندوبا الداخلية وهيئة المساحة الجيولوجية بضرورة إجراء دراسة «جيوتقنية» شاملة، لمعرفة قوة تحمل التربة ومدى تأثرها بالمياه الجوفية.

كما صدر أمر سامٍ بقيام وزارة الشؤون البلدية وهيئة المساحة الجيولوجية بالتنسيق بينهما لإجراء الدراسة «الجيوتقنية» و«الهيدروجيولوجية» بحي المروة «7»، وحي المروة «8»، من «مخطط الحرمين»، بكلفة 3.9 مليون ريال، لإجراء تلك الدراسة.

وكانت إمارة منطقة مكة المكرمة أصدرت بياناً في وقت سابق، يفيد بالتوجيه بإخلاء 18 أسرة، إثر تصدع عمارتين في الحي، وتم إيواؤهم في شقق مفروشة، كما وجهت بالتحقيق في أسباب التصدع والشروخ التي ظهرت على أعمدة العمائر.

وأفاد البيان بأنه تم تحويل ملف مخطط الحرمين إلى اللجنة الفرعية، لمعالجة أضرار السيول والأمطار، من أجل إيجاد حلول عاجلة لجميع مشكلات الحي ومعاناة ساكنيه، مشيراً إلى أن إنهاء معاناة السكان يتطلب تجفيف المياه الجوفية أولاً، ثم إيجاد الحلول المنتظرة من سفلتة وإعادة تأهيل الشوارع، إضافة إلى مشاريع مكافحة الضنك والقوارض والحشرات، واستكمال البنية التحتية.

بدورها، طالبت لجنة المكاتب الهندسية في جدة، خلال زيارتها الميدانية لعدد كبير من العمائر السكنية في حي «الحرمين»، بتدخل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، لدرس وضع الحي، إذ إن المشكلة تمتد على مساحة نحو مليون متر مربع، مؤكدة أنها مشكلة عامة، أسهمت فيها الزيادة الكبيرة في عدد أدوار لتلك العمائر.

من جانبه، أكد رئيس المجلس السعودي للمباني الخضراء عضو هيئة المهندسين السعوديين «محمد تاج الدين»، الذي كلف من الدفاع المدني بالكشف على العمائر المتضررة، أنه تمت معاينة مبنيين، ووجدت تشققات قطرية على جميع الشقق، ما يدل أنها آيلة للسقوط.

وأضاف «تاج الدين» أن مختبراً متخصصاً في الشؤون الهندسية سيعمل على كشف التربة ومعرفة صلاحيتها، مع أخذ عينات من القواعد، وعينات من الأعمدة والخرسانة، وسيتم الإعلان عن النتائج فور اكتمال درس العينات والآثار، مع تسليم تقرير بالحالة إلى الدفاع المدني.

وكشف أن الخرسانة صُبت من مصنع غير معتمد، إضافة إلى تسربات مياه في الشارع المقابل للمبنيين، ما يؤدي إلى خلخلة التربة. وعن مقترحه في حل الإشكالية أوصى بحقن خرسانة، وعمل خوازيق بطول 20 متراً في عمق الأرض، للوصول إلى الأرض الصلبة.