بدأت سوق النفط تظهر أول ملامح التصحيح بعدما قال «بنك غولدمان ساكس» الأمريكي إن تخمة المعروض انتهت، وإن السوق بدأت تتحول إلى تسجيل عجز، وذلك بعد نحو عامين من الفائض في المعروض النفطي وما نجم عنه من تدهور في أسعار النفط وفقدانها نحو 60%من قيمتها.
وقفزت أسعار النفط أكثر من 2%؛ إذ بلغ سعر «خام مزيج برنت» في العقود الآجلة أمس 48.90 دولار، وهو أعلى مستوى للأسعار منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2015. وأسهم ازدياد حالات تعطل الإنتاج في نيجيريا أيضا في ارتفاع الأسعار.
وبذلك تكون الاستراتيجية التي انتهجتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بدعم كبير من السعودية وسط معارضة بعض الدول الأعضاء، قد بدأت تؤتي ثمارها.
وكان وزير البترول السعودي السابق «علي النعيمي» أحد المهندسين لهذه السياسة وأحد المدافعين عنها بشدة رغم كل الاعتراضات.
وأدت حالات تعطل الإنتاج في أنحاء العالم، والتي أوقفت إمدادات قدرها 3.75 مليون برميل يوميا إلى التخلص من تخمة المعروض، التي استمرت نحو عامين وأدت لهبوط الأسعار بنحو 70% بين 2014 وأوائل 2016.
كما أدى تعطل الإنتاج إلى تغير جذري في توقعات «غولدمان ساكس»، الذي طالما حذر من بلوغ طاقة التخزين العالمية حدها الأقصى ومن انهيار جديد للأسعار لتنزل عن 20 دولارا للبرميل.
وقال «غولدمان ساكس»: «تحولت السوق من قرب تشبع طاقة التخزين إلى تسجيل عجز في وقت مبكر كثيرا عما كنا نتوقع».
وتابع المصرف الاستثماري: «على الأرجح تحولت السوق لتسجيل عجز في مايو/آيار.. بفضل الطلب القوي المستدام والانخفاض الحاد في الإنتاج».
إلا أن «غولدمان» حذر من أن السوق قد تشهد فائضا من جديد في النصف الأول من العام القادم، مضيفا أن اقتراب الأسعار من 50 دولارا للبرميل في النصف الثاني من 2016 سيقود إلى زيادة أنشطة التنقيب والإنتاج.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مطلعة على المناقشات التي جرت خلال الاجتماع أن الماضي قال لنظرائه أثناء الاجتماع: «ينبغي لـ(أوبك) أن تدرك حقيقة أن السوق شهدت تغيرات هيكلية، وهو ما يتضح في أن السوق تصبح تنافسية أكثر من أن تكون احتكارية».