استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العرب ومئوية «سايكس- بيكو».. واقع على رمال متحركة!

الاثنين 23 مايو 2016 07:05 ص

لا يمكن أن تمر ذكرى مئوية سايكس- بيكو في 16 مايو 1916 -التي سميت على اسم ممثلي بريطانيا (مارك سايكس) وفرنسا (فرانسوا جورج بيكو) حينها- وإرث ذلك التقسيم على الواقع العربي وتداعياته على النظام الإقليمي اليوم، دون أن نسلّط الضوء على ذلك الحدث المهم الذي لعب دوراً محورياً في الكثير من التطورات التي أعقبت الاتفاقية، وخاصة خلال العقود اللاحقة، وصولاً إلى واقع العرب اليوم.

وقد مهدت اتفاقية سايكس- بيكو وما أعقبها من وعود واتفاقيات -من وعد بلفور وزرع الكيان الإسرائيلي واستحضار الصهيونية لقلب العالم العربي ليمنح من لا يملك أرضاً لمن لا يستحق، ومن ثم إنشاء كيان ودولة لشعب على حساب شعب وكيان آخر. وكذلك الاتفاقيات الأخرى من فرساي إلى لوزان وتقسيم تركة الإمبراطورية العثمانية، واستبدال هيمنة وسيطرة هذه الإمبراطورية بحضور قوى استعمارية بريطانية وفرنسية.

وما تبع ذلك من حيل ومكائد، وعلى رأسها خيانة الوعد الكاذب بحلم قيام الدولة العربية، وتوزيع تركة الدولة العثمانية بين قوى الاستعمار الجديد على حساب العرب الذين شهدوا بداية خيانات وتآمر غربي سيتكرر لاحقاً.

وقد قُسّم المشرق والمغرب العربي بين بريطانيا وفرنسا ضمن تقاليد احتلال وانتداب ووحشية المحتل، كما كان الحال في الجزائر ومصر وسوريا والعراق، ثم تلت ذلك قنابل الحدود المصطنعة وزرع وتبني إسرائيل كغدة سرطانية في وسط الأمة العربية واستحضار الفكر الصهيوني. وإقامة دول وتفتيت أخرى. ومن نكبة فلسطين في عام 1948، إلى توسع كيان الاحتلال والنكسة في عام 1967، التي ستحل ذكراها التاسعة والأربعين بعد أسبوعين.

وقد شهدنا عصر الانتداب والوصاية الغربية البريطانية- الفرنسية بعد سايكس- بيكو التي رسمت حدوداً على رمال متحركة، كما فعل تشرشل في العشرينيات من القرن الماضي في العراق وسوريا وفلسطين.. إلخ. ورأينا نتائج سايكس- بيكو الكارثية، خاصة في فلسطين مع الاحتلال الإسرائيلي وحروب هذا الكيان.. وشهدنا أيضاً مآسي سايكس- بيكو والحدود المصطنعة وألغامها التي انفجرت مع الغزو الغاشم من قبل صدام حسين لدولة الكويت عام 1990، وما تلا ذلك من احتلال ومحاولة شطب دولة وشعب.

وشهدت بعض الجمهوريات العربية منذ خمسينيات القرن الماضي انقلابات عسكرية، وإنشاء أحلاف مع أو ضد الشيوعية والاشتراكية أو الرأسمالية، وزاد الاستقطاب بعد رحيل بريطانيا وفرنسا وحضور أميركا وروسيا.. وجربت الجمهوريات العربية القومية والاشتراكية والناصرية و«البعث» والإسلام السياسي، ولكنها جميعها فشلت في التنمية وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

خاضت الجمهوريات حروباً فاشلة، وخسرت القضية وفلسطين، وتفاخر زعماء بعض تلك الجمهوريات التي حكم جلها العسكر بانقلاباتهم، بعد أن خسروا المعارك العسكرية والسياسية، وانتقدوا الملكيات التي اتهموها بـ«الرجعية»!

ليثبت الواقع، مع مرور الزمن، استقرار وتطور المجتمعات الملكية وخواء وهشاشة بعض الأنظمة الجمهورية العربية التي شهدت ثورات تغيير خلال الأعوام الستة الماضية. وهي ثورات قادت للمزيد من الفوضى والتشتت، وضعف الدول الوطنية، مع خطر التقسيم والتفتيت الذي تتحدث عنه وكالات الاستخبارات الغربية كواقع معيش.

وفشلت محاولات العرب في الانتقال إلى تشكيل أي نوع من وحدة أو اتحاد تحت مظلة الجامعة العربية، المؤسسة العربية التي لم تنجح في حل أي من أزمات العرب، بدءاً بفشل اتحاد مصطنع بين مصر وسوريا خلال الفترة 1958-1961 تحت اسم «الجمهورية العربية المتحدة». وكذلك الاتحاد المغاربي، ومجلس التعاون العربي.

ويبقى مجلس التعاون الخليجي، الذي يحتفل هذا الأسبوع بمرور الذكرى الخامسة والثلاثين على قيامه، وعلى رغم نجاحه المحدود، فإنه لم يتطور ليتحول إلى مجلس يحقق الأمن والحماية للدول الخليجية الأعضاء، وهو السبب الرئيسي لقيام المجلس في عام 1981. واليوم بات واضحاً أن من يقود النظام العربي بأبعاده الناعمة السياسية والاقتصادية والتنموية، والصلبة ببعده العسكري والاستراتيجي، هي دول مجلس التعاون الخليجي، التي تمسك زمام المبادرة في إقليم عربي بلا نظام أو أمن واستقرار.

وقد تراجع حلم العرب من كيان عربي موحد -الولايات العربية المتحدة- على غرار فيدرالية الولايات المتحدة الأميركية أو كونفدرالية الاتحاد الأوروبي! ولم يعد هناك حنين أو واقع سياسي- جيوبوليتيكي لما نطلق عليه الوطن العربي أو العالم العربي. الذي بقي يرمز لبعد جغرافي متناثر لا يزيدنا قوة ومهابة ووزناً لنصبح رقماً صعباً في معادلة الشرق الأوسط..

حيث يتآمر الجميع على العرب.. وتتقاطع المشاريع الإقليمية من إسرائيلية وإيرانية وتركية.. وتزدحم المشاريع الدولية من أميركية وروسية وأوروبية على رقعة شطرنج العرب، وعلى حساب العرب، وفي عقر دار العرب. بل على العكس زادت المعاناة وفشل النظام العربي، وزاد بؤس الكثير من العرب.. حيث تحول ملايين من العرب إلى قتلى ومحاصرين ولاجئين ونازحين ومشردين. وصار العرب أكبر مصدر ومستقبل للاجئين والنازحين!

وأصبح توصيف الدول الفاشلة أو الهشة العربية أمراً معيشاً يزداد تعقيداً عاماً بعد آخر، مع ضعف الدولة المركزية وتفاقم دور بعض القوى من غير الدول التي تتحكم في مصير وواقع دول، وفي بعض الأحيان تنقلب على الدولة (الحوثيون في اليمن)، أو تكون أقوى من الدولة («حزب الله» في لبنان و«الحشد الشعبي» في العراق)، أو تحتل مناطق شاسعة من الدولة («داعش» في سوريا والعراق).

وأمام هذا الواقع الصعب يتشكل نظام عربي جديد بقيادة خليجية وزعامة سعودية، عبر مبدأ الملك سلمان، لينتشل بقايا النظام العربي، ويبلور مشروعاً عربياً يحول العرب، أغلبية المكون الشرق أوسطي، إلى رقم صعب في معادلة بقيت على مدى قرن من الزمن تعمل ضد العرب وأحلامهم وطموحاتهم وآمالهم.. وهذه بداية التحول الذي يجب الرهان عليه ودعمه.

* د. عبد الله خليفة الشايجي رئيس قسم العلوم السياسية - جامعة الكويت.

  كلمات مفتاحية

العرب سايكس بيكو النظام الإقليمي السعودية مبدأ سلمان الشرق الأوسط التقسيم المنطقة العربية

«نقاط عشر» لمرحلة ما بعد «سايكس بيكو»

سايكس – بيكو: نهاية حقبة

«فورين بوليسي»: الاستبداد وليست «سايكس بيكو» وراء فوضى الشرق الأوسط

خبراء: الدماء تطمس حدود الشرق الأوسط التي رسمتها «سايكس بيكو» قبل 100 عام

هل يمكن أن يجد الشرق الأوسط طريقه بعيدا عن «سايكس بيكو»؟

ما لا يحكيه التاريخ عادة: نساء أسهمن في صناعة الشرق الأوسط

جامعة غير عربية لنظام غير عربي؟

مائة عام على «سايكس ـ بيكو»: غياب تام للمقاومة العربية!

مائة عام الشتات قد تتكرر بنسخة جديدة من سايكس بيكو

العرب بين حلم التغيير وواقع الانهيار