روسيا توقف مؤقتا الضربات الجوية على «جبهة النصرة» في سوريا

الثلاثاء 24 مايو 2016 07:05 ص

أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تمديد المهلة التي أعطتها سابقا لفصائل المعارضة السورية لاستكمال تنصلها من تنظيم «جبهة النصرة»، وأكدت تأجيل ضرب مواقع التنظيم لحين التأكد من الأهداف.

جاء ذلك بعد أن أكدت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن روسيا ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وتركز على ضرب مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط.

وكانت مجموعة دعم سوريا قد أصدرت قبل أسبوع بيانا دعت فيه فصائل المعارضة السورية للتنصل جغرافيا وأيديولوجيا من تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة».

بدورها أمهلت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضي، تلك الفصائل حتى 25 مايو/أيار الجاري للانضمام إلى الهدنة والابتعاد عن مواقع «جبهة النصرة»، مؤكدة استعدادها لضرب مواقع التنظيم بعد هذا الموعد.

وأوضح اللواء «إيغور كوناشينكوف» الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية في تصريح صحفي الأربعاء الماضي، أن قرار تأجيل توجيه الغارات إلى مواقع «النصرة" جاء بعد أن تلقى مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، قرابة 10 طلبات من قيادات تشكيلات مسلحة تعمل في مختلف المحافظات السورية، وبالدرجة الأولى في ريفي حلب ودمشق، بعدم توجيه الغارات قبل استكمال عملية تنصل تلك التشكيلات من مواقع «جبهة النصرة».

ولوح وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» في تصريحات له، أمس الثلاثاء، بالتوصل إلى اتفاق مع واشنطن على الشروع في التنسيق الفعلي لعمليات محاربة الإرهاب في سوريا، مضيفا أن عسكريي البلدين يبحثون حاليا المسائل المتعلقة بهذا التنسيق بالتفاصيل.

وتابع قائلا: «إننا توصلنا إلى هذا الاتفاق مع الشركاء الأمريكيين، ولكن ليس على الفور، بل بعد تجاوز شكوكهم وتأملاتهم، وحتى مقاومتهم لفكرة الانتقال من مجرد تبادل المعلومات إلى تنسيق عمليات محاربة الإرهاب».

كما أكد «لافروف» أن موسكو مستعدة لتنسيق الجهود مع «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة ومع الأكراد من أجل تحرير الرقة من قبضة «الدولة الإسلامية».

بدوره لم يستبعد «مارك تونر» المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في معرض تعليقه على تصريحات «لافروف»، إمكانية إجراء عمليات عسكرية مشتركة للجيشين الروسي والأمريكي في سوريا، لكنه شكك في احتمال بدء مثل هذا التعاون في إطار معركة تحرير الرقة.

وفي سياق متصل، قال «لافروف» إن بلاده مستعدة للتنسيق مع «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير مدينة الرقة، التي تعتبر عاصمة تنظيم «الدولة الإسلامية».

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية الحكومية، على لسان «لافروف» قوله: «لا يمكنني القول بمدى واقعية هذه التقارير حول وجود جهود مثل هذه قد بدأت بالفعل، ولكننا مستعدون لمثل هذا التنسيق».

ويشار إلى أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بتدريب قوات في معسكرات شمال سوريا وتسابق الزمن في سبيل تقديم التدريبات والمشورات اللازمة لهذه القوات التي يطلق عليها اسم «قوات سوريا الديمقراطية للزحف جنوبا تجاه الرقة.

وبحسب تحليل مترجم عن موقع «أنتوبيك» الإيطالي في 11 من مايو/أيار الجاري، ووفقا للتسريبات المنتشرة عن خطط الولايات المتحدة الأمريكية، فإن سقوط كل من مدينتي الرقة في سوريا والموصل في العراق يمثل بالنسبة لأمريكا خطوة مهمة وأساسية في طريق القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ ومن ثم قامت بإرسال مئات الأفراد من قوات العمليات الخاصة لمساعدة وتدريب الجيش العراقي و«البيشمركة» (أكراد العراق)، والقوى الديمقراطية السورية (وهو ائتلاف مكون من المتمردين السوريين)، إلا أن البطء في التقدم هو السمة الغالبة على الخطوات الأمريكية على هذا الطريق، ولعل الأسباب التي أدت إلى ذلك هي حالة الفوضى السياسية، التي تعترى المجتمع العراقي، بالإضافة إلى حالة التصدع والانقسام بين السنة والشيعة، ناهيك عن حالة الجيش غير المرضية، مما سمح بوجود ميليشيات شيعية يتم تمويلها من الجانب الإيراني تعمل على إثارة حالة من الفزع والخوف داخل الطائفة السنية، وأخيرًا وجود حالة من عدم الثقة إزاء «البيشمركة».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا الولايات المتحدة الدولة الإسلامية جبهة النصرة الرقة الموصل

طيران النظام السوري وروسيا يشنان أعنف غارات على حلب منذ سريان الهدنة

«بنتاغون»: لم نتلقَ طلباً روسيا لتنفيذ غارات مشتركة في سوريا

واشنطن: روسيا سحبت جزءا بسيطا من قواتها بسوريا وأنشأت قاعدة عسكرية في تدمر

خيبة أمل تنتاب الأوربيين لإخفاق أمريكا وروسيا في الاتفاق بشأن سوريا

كيف سمحت روسيا لمتطرفي الداخل بالذهاب للقتال في سوريا؟

وزراء خارجية الخليج يلتقون «لافروف» غدا في موسكو لبحث العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة

مسؤول عسكري: روسيا تكثف الضربات الجوية على مواقع نفطية لـ«النصرة»

غدا.. وزاري عربي طارئ يبحث المستجدات الإقليمية