قريبا .. تدشين أول مجمع ملكي للفنون في السعودية

الثلاثاء 7 يونيو 2016 05:06 ص

تستعد السعودية لتدشين مجمع ملكي للفنون، يتوقع أن يكون الأكبر في المنطقة العربية ضمن استراتيجية برنامج التحول الوطني، أحد أركان «رؤية السعودية 2030».

والمجمع يكون على شكل هيئة تتوخى تحسين مستويات فنون الرسم والنحت والعمارة، كما أنها تقدم تشجيعا للفنانين المعاصرين، وتقيم معرضين سنويين، أحدهما لأعمال كبار الفنانين في الماضي، والآخر لإنتاج الفنانين المعاصرين، ويتم تخصيص الأموال الفائضة لمساعدة شباب الفنانين ممن يفتقرون إلى المال.

وأكد مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام «أسامة الملا» لـ«العربية.نت» أن الخطوة «إيجابية» ستدعم الشباب الذين يشكلون 60% من عدد سكان المملكة.

وقال «الملا»: «نتطلع لإنشاء أكاديميات تعليم للفنون على اختلافها، متاحف، مسارح، صالات سينما، إضافة إلى برامج مستمرة لفعاليات فنية نوعية، مع سرعة توجيه الاهتمام إلى الجانب العلمي في البحث والتوثيق لجميع الفنون قبل اندثارها، ولا ننسى احتضان الفنانين وتشجيعهم ومن ثم تطوير مهاراتهم وهم العملة النادرة والتي كانت ممنوعة من التداول» .

وأضاف «الملا»: «المجمع الملكي للفنون أمامه أرض محروقة، وعليه أن يحرث ويبذر ويرعى سواء على مستوى البنية التحتية والتعليم وإعادة الاعتبار للفنون في المضمار الاجتماعي والبرامج والفعاليات الفنية المختلفة حتى مرحلة الاعتناء والتطوير للفنانين، كل في مجاله» .

وأشار «الملا» إلى أن مواجهة فقر حركة الفنون خطوة لا بد منها، قائلا: «ثقتي بأن بلادي منجم يزخر بكنوز فنية أشبه ما تكون بثروة في شكلها الخام تحتاج إلى البحث والمعرفة وصقل المواهب والعمل على إزالة ما تراكم من ترهيب تجاه الفن وأهله» .

بدوره، أوضح رئيس قسم الاتصال والإعلام في جامعة الملك فيصل الدكتور «سامي الجمعان» أن إقرار المجمع الملكي للفنون مرحلة تحول حقيقية خاصة وأن الفنون، وهي مرآة الحضارات ومنجم مواهب وقدرات الشعوب، عانت كثيرا في السعودية: «لقد فُهمت (الفنون) بشكل خاطئ، بل حوربت دون أن يكون هناك قراءة متأنية وواعية بدروها وأهميتها ومدى أثرها على الحياة والناس» .

وبارك الجمعان خطوة المجمع واصفاً إياها بالمهمة في تاريخ السعودية: «ستكون قنطرة حضارية لأجيالنا القادمة، فلا ننسى أننا في بلد أشبه ما يكون بقارة تحوي فنونا متعددة وثقافات متنوعة ومشارب إبداعية كثيرة، ومثل هذا المجمع الفني سيكون حاضنا وراعيا وموثقا ومطورا لكل هذا الفنون على اختلافها وثراء تنوعها» .

وشدد «الجمعان» على ضرورة أن يتم التعامل مع المجمع باحترافية، داعياً إلى الاستفادة من التجارب العالمية، خصوصاً في أوروبا: «لها باع طويل في إنشاء مثل هذه القصور الفنية الرائدة. وهي مرحلة جديدة علينا أن نتعامل معها بوعي ومهارة وأن نستثمر مثل هذه المشاريع الضخمة لخدمة هويتنا وتراثنا وحضارة أجيالنا القادمة».

 وكان وزير الثقافة والإعلام السعودي «عادل الطريفي» وافق منذ أيام قليلة على إنشاء فرقة موسيقية تسمى «الفرقة الوطنية الموسيقية السعودية» لتعبر عن حضارة المملكة وفلكلورها.

كما ستشمل مهام الفرقة الجديدة أيضاً تنشيط الحراك الثقافي والمشاركة في المناسبات الوطنية والزيارات المختلفة داخل السعودية وخارجها.

وبحسب جريدة «الرياض» السعودية سيترتب على تشكيل الفرقة الجديدة، إعادة جميع أعضاء الفرقة الموسيقية من الموظفين والمتعاقدين الموجودين حالياً في عدد من قطاعات الهئية ووكالات الوزارة المختلفة، وتكوين فرقة موسيقية خاصة بهيئة الإذاعة والتلفزيون تحت مظلة القناة الثقافية باعتبارها الأقرب من حيث التخصص للاهتمام بهذا النشاط والاستفادة منه لدعم جميع برامج التلفزيون السعودي.

يشار إلى أن الفنان السعودي «حسن خيرات» كان قد طرح سابقا فكرة إنشاء فرقة موسيقية وطنية، وتمت الموافقة عليها ورفعها إلى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي، قبل أن يوافق عليها الوزير لاحقا.

وقال «خيرات»: إن إنشاء الفرقة هي الحل لإعادة الهوية السعودية الموسيقية اعلامياً، وهي مصدر جاذب للشباب الموسيقيين ومن شأنها تهذيب الذائقة، وأكد أن وجود «الفرقة الوطنية الموسيقية السعودية» سيساهم في برامج الاحتفالات الوطنية ويشارك مع الهيئة العليا للترفية.

وبحسب جريدة «السفير» اللبنانية في سبتمبر/أيلول الماضي فإن عشرات السعوديين يشاركون سنويا ببرامج الهواة، وإنتاج الموسيقى الشعبيّة العربيّة يعتمد بشكل أساسي على استهلاك الجمهور السعودي لإصدارات «روتانا» وغيرها، ومعظم القنوات السعوديّة تقوم على عرض الأغاني سواءً القديمة منها أو الحديثة، إلا أنّ الموسيقى ما زالت موضوع تحريم وتحليل بالنسبة للسعوديين وتشهد الكثير من الجدل.

يذكر أن إمام وخطيب مسجد قباء في المدينة المنورة «صالح المغامسي» كان قد جدد فتواه الشهر الماضي، بعدم تحريم الموسيقى.

وبين أنه ليس هناك إجماع على تحريم الموسيقى أو المعازف، لافتا النظر إلى أن القرآن الكريم لم يذكر المعازف، وأن ما تم ذكره هو «لهو الحديث»، والمعازف هنا ليس لها ذكر في الآية، مؤكداً أن الله قادر أن ينزل آية يُحرم فيها المعازف.

وأثارت الفتوى آنذاك ردود فعل متباينة من المشيدين بها والمعارضين لها بخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدى له علماء دين من أبرزهم االشيخ «صالح الفوزان»، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء، عضو هيئة كبار العلماء السعودية. وقال إن النبي عليه الصلاة والصلام حرم المعازف والمزامير وقد أجمع العلماء على ذلك.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مجمع ملكي الفنون السعودية

وزير الثقافة السعودي يوافق على إنشاء «فرقة وطنية للموسيقى»

في السعودية .. الفتيات يدرسن السينما قبل الشباب

150 طالبة سعودية يأملن في إطلاق قطاع السينما في المملكة

سعودية تعلن عن تقديمها خدمة الترفيه للسيدات بـ«السوالف والنكات» مقابل 150 ريالا

العمل السعودية تتراجع: مسمى «السينما وخدمات التسلية» لا يقتصر على دور السينما فقط

السعودية تبدأ رحلة الانفتاح على الفنون ضمن رؤية 2030