السعودية تبدأ رحلة الانفتاح على الفنون ضمن رؤية 2030

الخميس 9 يونيو 2016 08:06 ص

أعلنت السعودية نيتها تسليط الضوء على الفنون وتنمية صناعة الإعلام في إطار برنامجها للإصلاح الاقتصادي، في مبادرة تعد خطوة أولى على طريق طويل وشاق للانفتاح على الفنون في المملكة المحافظة.

وتنوي المملكة، بحسب ما أعلن وزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي مساء الثلاثاء، إنشاء مجمع ملكي للفنون ومدينة إعلامية في إطار «برنامج التحول الوطني 2020» الذي أقره مجلس الوزراء الاثنين.، والبرنامج جزء من «رؤية السعودية 2030» التي أٌعلنت في نيسان/ابريل، وتهدف لتنويع مصادر الدخل لمواجهة انخفاض أسعار النفط.

والبرنامج، كما الرؤية، أعدهما مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» الذي ينظر إليه على أنه يقود عملية تحول جذرية في المملكة التي تواجه باستمرار لانتقادات على خلفية سجلها في حقوق الانسان وتقييد الحريات العامة خصوصا للنساء.

«المجمع الملكي للفنون»

وقال وزير الثقافة والإعلام «عادل الطريفي» إن إنشاء «المجمع الملكي للفنون» يهدف إلى «تعزيز الثقافة والفن، والاهتمام بمتطلبات الأجيال من المثقفين والفنانين السعوديين وإيجاد مؤسسات قادرة على رعايتهم ويستطيعون من خلالها عرض فنونهم وتوثيقها».

وأكد أن المجمع يهدف إلى «المحافظة على الثقافة الوطنية، وتعزيزها وأيضا أن يكون مجالا لإعطاء الأجيال الشابة صورة عن المملكة العربية السعودية وتاريخها»، معتبرا أن «بعض الفنانين السعوديين بدأوا يعرضون أعمالهم الفنية في متاحف ومعارض دولية، بينما لا يتوفر لدينا حتى الآن مجمع فني داخل المملكة لعرض هذه الفنون».

أتت تصريحات «الطريفي» خلال مؤتمر صحفي مع وزراء آخرين في جدة، استكمالا لسلسلة مؤتمرات صحفية بدأت منذ الاثنين، لعرض برنامج التحول الوطني وأبرز المبادرات التي يتضمنها.

 وتعتمد السعودية تفسيراً للشريعة الإسلامية كمرجع للقوانين والنظم الاجتماعية، وبناء عليه تفرض قيودا للفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تمنع النساء من قيادة السيارات.

ومنعت السعودية صالات العرض السينمائي منذ عام 1979 ضمن سلسلة إجراءات اتخذتها في أعقاب اقتحام متشددين للحرم المكي.

كما لا توجد فيها عروض مسرحية عامة، ويقام بعضها على نطاق خاص ومحدود.

ويرى معنيون بالشأن الثقافي في السعودية، أن المبادرة لإنشاء المركز إيجابية، لكنها محطة أولى على درب طويل.

ويقول «أحمد الملا»، وهو شاعر ومدير مهرجان أفلام السعودية الناشئ الذي يقام في مدينة الدمام، إن المملكة تنطلق «من النقطة الصفر» فنيًا.

ويوضح في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أن فناني المملكة يعملون بدوام جزئي، وأن القطاع يحتاج إلى بنية تحتية خصوصًا في المؤسسات التعليمية.

ويعتبر أن الفنانين السعوديين «كالعملة النادرة الممنوعة من التداول»، معربا عن ثقته بأن بلاده «كنز غني بالمواهب الفنية».

إلا أنه أقر بالحاجة للعمل على التعافي من أعوام طويلة من التقييد.

ورغم أن «الطريفي» أو بنود برنامج التحول لم يذكروا صالات السينما بشكل مباشر، يعرب «الملا» عن اعتقاده أن عودتها مسألة وقت.

ويقبل المجتمع السعودي، وأكثر من نصف أفراده هم ما دون 25 من العمر، بكثافة على متابعة الأشرطة المصورة عبر الإنترنت، خصوصا من خلال «يوتيوب». كما يستخدمون بكثرة مواقع التواصل للتعبير عن آرائهم.

وتضمن برنامج التحول إنشاء مدينة إعلامية، بحسب «الطريفي» الذي أوضح أن هذا المشروع سيساهم في تطوير مهارات الإنتاج للشباب السعودي وخلق محتوى محلي ما زال «محدودًا جدًا».

ويتطلع البرنامج الى خلق 16100 فرصة عمل في مجال الإعلام والمجالات ذات الصلة بحلول 2020، مقارنة مع عشرة آلاف حاليا.

ويرجح أن تكون المدينة مشابهة لتلك المقامة منذ 15 عاما في دبي، وهي منطقة حرة (معفاة من الضرائب) اتخذت فيها أكثر من الفي وسيلة وشركة اعلامية إقليمية ودولية مكاتب لها، بينها قناة «العربية» السعودية.

تحسين الصورة

وأكد «الطريفي» أن هدف هذه المشاريع «تحسين صورة المملكة في الداخل والخارج»، وأن ذلك بات من «الألويات الوطنية الكبرى، عطفا على التهم والصور السلبية التي تروج ضد المملكة خاصة في العقدين الماضيين».

واعتبر أن هذه الصورة سببها «عدم فهم الآخر لثقافتنا وصورتنا الحقيقية، لذا كان من الأهمية بمكان جعل تحسين الصورة وهوية المملكة وثقافتها العنصر الأساسي والاستراتيجي في برنامج التحول الوطني».

وسبق لمنظمات دولية خصوصًا الناشطة في مجال حقوق الانسان، أن وجهت انتقادات لاذعة للسعودية على خلفية قضايا عدة، منها العدد الكبير لأحكام الإعدام المنفذة، أو قضية المدون رائف بدوي المحكوم عليه بالسجن عشرة اعوام والجلد الف مرة، تلقى منها 50 جلدة حتى الآن.

وردًا على سؤال عما إذا كان مستوى حرية التعبير في المملكة يسمح بازدهار مجالي الفنون والإعلام، قال «الطريفي» إن الصحف السعودية تنتقد البرامج الحكومية «يوميًا»، وأن ردود الفعل مهمة لإنجاح برنامج التحول.

وتهدف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي أقرها مجلس الوزراء السعودي في أبريل/نيسان الماضي إلى إطلاق البرنامج الوطني «داعم» للترفيه والرياضة، وتأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وعقد شراكات عالمية في قطاع الترفيه.

كما تهدف للوصول إلى 450 نادي هواة بحلول عام 2020، وتخصيص الأراضي لإقامة المتاحف والمسارح، ودعم الموهوبين من الكتاب والمخرجين والفنانين، إضافة إلى تخصيص مساحات كبيرة من الشواطئ للمشروعات السياحية.

وبحسب جريدة «الرياض» فإن وجود الثقافة في رؤية السعودية 2030 يعد تحولاً إيجابياً ومهماً بكل المقاييس، يؤذن بواقع ووعي جديد يؤمن بأهمية الثقافة في اقتصاديات المجتمعات المتقدمة، وقد أشارت الرؤية إلى ذلك بوضوح حين أكدت أن «الفرص الثقافية والترفيهية لا تتواءم مع الوضع الاقتصادي المزدهر في المملكة»، ووضعت حلولاً لسد الفجوة بين ضعف الفعل الثقافي وبين مستوى المعيشة.

ومن هذه الحلول «دعم المناطق والمحافظات والقطاع الحكومي والخاص لإقامة المهرجانات والفعاليات»، و«تفعيل دور الصناديق الحكومية في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية»، و«تشجيع المستثمرين من الداخل والخارج وعقد شراكات مع شركات الترفيه العالمية»، و«تخصيص أراض لإقامة المكتبات والمتاحف»، و«دعم الموهوبين من كتاب ومؤلفين ومخرجين، و«إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تتناسب مع كافة الفئات والأذواق». فلم تكتف الرؤية بتحديد المشكلة بل وضعت خارطة طريق طموحة «ستبتلع» هذه المشكلة.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

رؤية 2030 الاصلاح السعودية الفنون المجمع الملكي ولي ولي العهد

قريبا .. تدشين أول مجمع ملكي للفنون في السعودية

«هيئة الترفيه» تطلق العنان لخيال السعوديين نحو الرفاهية

«الخليج الجديد» ينشر نص «رؤية السعودية 2030»

150 طالبة سعودية يأملن في إطلاق قطاع السينما في المملكة

وزير الإعلام السعودي: الوزارة تحارب التطرف ووسائلنا هي الأكثر حضورا

وزير الاقتصاد السعودي: تنفيذ مبادرات برنامج التحول الوطني سيتم بكل شفافية

مسؤول بالمخابرات الإسرائيلية يشيد بالملك «سلمان» وموقفه تجاه إيران

«الوهابية» والنموذج الصيني و«رؤية 2030»

السعودية تطرح «رؤية 2030» في اجتماع «مجموعة العشرين» في بكين