‏متحدث إسرائيلي: «نتنياهو» و«بوتين» لم يبحثا مبادرة السلام العربية في موسكو

الخميس 9 يونيو 2016 06:06 ص

قال «أوفير جندلمان» المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن مبادرة السلام العربية لم تبحث نهائيا، خلال لقاء «بنيامين نتنياهو» مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، مساء الثلاثاء بالعاصمة موسكو.

وأضاف «جندلمان» في بيان نشرته الأناضول الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد سابقا أنه ستكون هناك ضرورة لتغيير المبادرة بشكل يعكس التحولات الدراماتيكية التي حدثت في المنطقة منذ 2002.

ووفق المتحدث «قال نتنياهو إنه في أي حال من الأحوال، فإن المبادرة العربية لا يمكن أن تشكل إملاء على إسرائيل، بل هي موضوع للنقاش بين إسرائيل ودول المنطقة بغية دفع السلام الإقليمي مع الدول العربية قدما».

وكانت وسائل إعلام نقلت عن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» الأربعاء قوله إن «نتنياهو وافق على مبادرة السلام دون تعديل وذلك خلال لقائه مع بوتين»، وذلك خلال زيارته لموسكو التي بدأت الإثنين واستمرت ثلاثة أيام.

وأواخر الشهر الماضي، قال «نتنياهو»«نحن مستعدون لبدء مفاوضات مع الدول العربية على تغيير هذه المبادرة بشكل يعكس التغييرات الدراماتيكية التي حدثت في المنطقة منذ العام 2002 ولكن عليها أن تحتفظ بالغاية المتفق عليها وهي دولتان للشعبين».

وكان «نتنياهو» يشير بذلك إلى التغييرات التي حدثت في المنطقة منذ مصادقة القمة العربية في بيروت عام 2002 على مبادرة السلام العربية دون أن يحددها.

والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إن الوقت ما زال مبكرا للمشاركة في مفاوضات سلام مع (إسرائيل)، مشيرا إلى أن المبادرة قائمة ويتم التأكيد عليها في كل القمم العربية ويعلم الإسرائيليون ذلك، وكون رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن عن استعداده للنظر في مبادرة السلام فهذا يفتح خطا للمباحثات مع الجانب الفلسطيني من أجل الوصول لحل سلمي مبني على مبادرة السلام العربية.

وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يتحدث عن بعض البنود التي اعتبرها إيجابية، ولكنه لم يعلن قبول المبادرة إلا أن الأهم من ذلك هو استئناف المفاوضات بين (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية، مضيفا أن الإسرائيليين كانوا رافضين لهذه المفاوضات ولعل موقفهم قد تغير في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني للوصول إلى حل لهذا النزاع مبني على مبادرة السلام العربية لقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وتطالب مبادرة السلام بانسحاب (إسرائيل) الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

وتضيف المبادرة أنه عند تحقيق بنودها من قبل الطرف الإسرائيلي حينها يمكن اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهياً، والدخول في اتفاقية سلام مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل لحقن الدماء وتوفير السلام والمستقبل الآمن للأجيال القادمة يسوده الرخاء والاستقرار .

لقاءات مع شخصيات إسرائيلية

وتزايدت في الآونة الأخيرة اللقاءات بين رموز سعودية وشخصيات إسرائيلية للترويج للمبادرة العربية، حيث التقى رئيس الاستخبارات السابق واللواء المتقاعد «أنور عشقي» مع «دوري غولد» مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية والمستشار الأبرز لـ«نتنياهو» أكثر من مرة، وجرى نشر صور للاثنين وهما يتصافحان ويتبادلان الابتسامات.

كما جرى الحديث عن لقاءات مماثلة بين «عشقي» ومسؤولين إسرائيليين آخرين خلال الفترة الماضية.

وشهر أبريل/ نيسان الماضي، قال «عشقي» إن الرياض ستقدم على إنشاء سفارة لها في (إسرائيل) إذا قبلت تل أبيب مبادرة السلام العربية المطروحة عام 2002.

وأضاف أنه «إذا أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه يقبل المبادرة العربية، فالمملكة سوف تبدأ على الفور في إنشاء سفارة لها في تل أبيب».

وقبل أيام، اعتبر «أنور عشقي»، أن هناك فرصة تاريخية لإنجاز السلام مع (إسرائيل) خاصة في عهد الملك «سلمان بن عبد العزيز».

وقال «عشقي» خلال مقابلة له مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» «هناك فرصة حقيقية لبلوغ السلام، وأن كافتنا هنا نريد التسوية»، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك فرصة لتحقيق سلام شامل وحقيقي من خلال مبادرة السلام العربية بعهد الملك السعودي الراحل (الملك عبدالله بن عبد العزيز) المبادر لها أصلا.

وتابع «أما اليوم وبعهد الملك الحالي سلمان فهذا ممكن نتيجة تغير الظروف والاحتمالات تحسنت كثيرا»، بحسب ما نقلت صحف عربية عن المقابلة.

وكشف أن السعودية أرسلت لحكومة (إسرائيل) قبل عامين طلبا بضرورة الاعتراف بمبادرة السلام العربية، لافتا إلى أنه تلقى جوابا واحدا متكررا مفاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعد بإعلان تبنيه لها.

وأضاف أن «السعودية بحال أوفى نتنياهو بوعده ستبادر لعملية تشجع دولا عربية للبدء بالتطبيع مع إسرائيل مما سينعكس إيجابا على علاقاتها مع مصر والأردن ودول أخرى».

وأضاف «قريبا ستبدأ السعودية ببناء جسر يوصل بين آسيا وأفريقيا وفي منطقة مضائق تيران سنبني منطقة تجارية حرة وبحال تبنت إسرائيل مبادرة السلام العربية سندعوها لتكون شريكة بالسوق الحرة وهذه فرصة لها لتحقيق أرباح بالغة . كما سترون مسؤولين سعوديين وإسرائيليين بلقاءات علنية وستكون الرياض فعالة».

وخلص للتأكيد أن السعودية اليوم وبعكس الماضي مستعدة للتباحث حول طلبات (إسرائيل) بتعديل بعض بنود مبادرة السلام العربية، مشددا على أن تحقيق السلام معها مصلحة إستراتيجية للرياض.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل مبادرة السلام روسيا

«أنور عشقي» لـ«يديعوت أحرونوت»: السعودية و(إسرائيل) لديهما مصالح مشتركة

«الجبير»: مبادرة السلام العربية أفضل حل للقضية الفلسطينية وغير قابلة للتعديل

«رويترز»: «نتنياهو» يلجأ لمبادرة السلام العربية لمواجهة تحديات جديدة

«أنور عشقي»: السعودية ستبني سفارة لها في تل أبيب إذا قبلت مبادرة السلام

«نتنياهو»: مبادرة السلام العربية لم تعد تتلاءم مع تطورات المنطقة

«نتنياهو»: الدبابة المعادة من روسيا ستكون نصبا تذكاريا لجنودنا المفقودين

«نتنياهو» يطلب السلم وإن في موسكو