الخارجية الأمريكية تساند «بان كي مون» في مواجهة ضغوط السعودية

الأحد 12 يونيو 2016 08:06 ص

أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن تأييدها لموقف الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون» وتصريحاته، الخميس الماضي، المنددة بالضغوط التي مارستها السعودية، بما فيها المالية، لإجباره على سحب اسم «التحالف العربي»، الذي تقوده في اليمن، من لائحة سوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال.

بينما أقرت الخارجية الأمريكية بسجلها في تهديد المنظمة الدولية، وتعليق المساعدات عنها، حسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.

وفي الموجز الصحفي اليومي للوزارة، أمس، قال نائب المتحدث باسم الخارجية «مارك تونر»: «لقد استمعنا إلى تصريحاته، ونتفق مع رؤية الأمين العام للأم المتحدة بأن التقرير (التي تضمن اللائحة السوداء) يصف الرعب الذي لا يجب أن يواجهه أي طفل، ونعتقد أنه من المهم السماح للأمم المتحدة بمواصلة تحمل مسؤولياتها، فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحماية الأطفال دون خوف من الانتقام». وأضاف: «نتفق مع الأمين العام في أن الأمم المتحدة يجب أن تمارس مهامها دون خوف من قطع الأموال عنها».

ورد أي أحد الصحفيين على «تونر»، خلال المؤتمر، بأن تهديد الأمم المتحدة أصبح إجراء دبلوماسيا عاديا أو سلوكا عاديا من دول بينها الولايات المتحدة، فقاطعه نائب المتحدث بقوله: «أنا على علم بسجلنا».

ثم سأله الصحفي مجددا: «التهديد بقطع الدعم عن هيئات الأمم المتحدة إذا لم تفعل أو إذا فعلت أشياء غير مرغوب فيها، ألا يعتبر نفاقا منكم أن ترفعوا حاجبا أو تقولوا إن السعوديين على خطأ، بينما تواصل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وأحيانا وفقا للقانون الأمريكي، بتهديد الأمم المتحدة تقريبا بشكل يومي؟».

ورد «تونر»: «مرة أخرى، أنا أتحدث عن حالة محددة وهو التقرير الخاص بحماية الأطفال، وسأقول إن تركيزنا يجب أن يكون على المضي قدما، إذ دعا الأمين العام السعوديين والتحالف لإرسال فريق إلى مقر المنظمة في نيويورك، لمناقشة التقرير، وبالتأكيد نشجع السعوديين وغيرهم على المشاركة في هذه العملية».

وأضاف: «لقد قلت إني أعترف تماما بسجلنا في تعليق المساعدات، ومع قول هذا، فإن الأمم المتحدة يجب أن تكون قادرة على تنفيذ تفويضها وعلى إصدار تقارير محايدة حول هذه النوعية من القضايا دون خوف من انتقام».

فعاد الصحفي وسأله: «لكن، هل يعني ذلك أنكم على استعداد لتجاهل القانون الأمريكي ودعم هيئات الأمم المتحدة التي تعترف بالفلسطينيين؟».

وقال «تونر»: «أنا أتحدث عن موقف محدد وعن قضية محددة». وقاطعه الصحفي بقوله: «لكن هذا تناقض، أنت تقر بتناقض موقف الولايات المتحدة»، فرد «تونر»: «أنا أقر بأننا علقنا المساعدات لأسباب مختلفة في الماضي».

خلال الأيام القليلة الماضية، ثار جدل بشأن ضغوط مارستها الرياض على الأمم المتحدة لحذف اسم «التحالف العربي» من لائحة سوداء للمنظمات والدول التي تنتهك حقوق الإطفال.

وأعلنت الأمم المتحدة، يوم الاثنين الماضي، رفع اسم «التحالف العربي» من على هذه اللائحة، التي صدرت الأسبوع الماضي؛ لحين إجراء مراجعة من قبل المنظمة الدولية والتحالف لحالات وفيات وإصابات الأطفال خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من عام في اليمن.

وقال «بان»، أول أمس الخميس، إن السعودية مارست ضغوطا «غير مناسبة» و«غير مقبولة» بالتهديد بقطع تمويل حيوي للمنظمة الدولية بعد إدراج اسم التحالف على القائمة.

بينما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، نقلا عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، أن دولا مسلمة، حليفة للسعودية، مارست ضغوطا على «بان» بسبب وضع اسم التحالف في القائمة السوداء، وأن الرياض هددت بوقف الدعم عن «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى» (أونروا)، وقطع التمويل عن برامج أخرى تابعة للمنظمة الدولية.

والسعودية هي رابع أكبر مانح لـ«أونروا» بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وقدمت قرابة مئة مليون دولار للوكالة العام الماضي.

كما أن الكويت والإمارات، العضوين في «التحالف العربي»، مانحتان كبيرتان لـ«أونروا»؛ إذ قدمتا للوكالة قرابة 50 مليون دولار في 2015.

لكن المندوب السعودي في الأمم المتحدة، «عبد الله المعلمي»، نفى في وقت سابق هذا الأسبوع ممارسة بلاده أي ضغوط على الأمم المتحدة.

 

  كلمات مفتاحية

أمريكا الأمم المتحدة اليمن السعودية ضغوط انتهاك حقوق الأطفال قطع التمويل

فرنسا تعرض المساعدة في تهدئة الخلاف بين السعودية والأمم المتحدة

مليون دولار دعما سعوديا لـ«يونيسكو» وسط جدل حول تبرعات المملكة للأمم المتحدة

«بان كي مون» ينتقد حذف التحالف من قائمة «انتهاكات الأطفال» باليمن

السعودية هددت بـ«مقاطعة» الأمم المتحدة بسبب قائمة منتهكي حقوق الأطفال

الأمم المتحدة تحذف «التحالف العربي» «مؤقتا» من قائمة منتهكي حقوق الأطفال