محللان أمريكيان: السعودية أكثر حزما في مواجهة سياسة إيران التخريبية

الثلاثاء 14 يونيو 2016 08:06 ص

قال محللان أمريكيان إن السياسة التي تتبعها السعودية في اليمن وسوريا ولبنان هي الأكثر حزما، مؤكدين أنها في سياق مواجهة سياسة التآمر والتخريب التي تتبعها إيران في المنطقة، في اليمن، وسوريا، ووصولا إلى لبنان.

وأوضح «ديفيد شينكر» زميل أوفزين مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، في تقرير بعنوان «التحول في السياسة الخارجية السعودية» إن المملكة رسمت سياسة جديدة أكثر حزما تجاه إيران، وقام ائتلاف بقيادة الرياض بشن غارات جوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن الذين تدعمهم إيران، والذين كانوا اجتاحوا العاصمة الموقتة عدن قبل أسبوع من وقوع الغارات الجوية ودفعوا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى مغادرة البلاد.

وقال «شينكر»: «إن اليمن يمثل مبادرة طموحة إلى حد كبير في نهج الرياض الأكثر صرامة تجاه إيران، لكنها ليست ساحة المعركة الوحيدة، فالمملكة تدعم الشعب السوري ضد نظام الأسد الذي تسانده إيران منذ 2011، ولم يتزعزع هذا الدعم في ظل الانتشار العسكري الروسي في سبتمبر/أيلول 2015، أو انتكاس الزخم لمصلحة النظام، أو التغيرات المفاجئة في سياسة إدارة أوباما حول استمرار حكم الأسد في سوريا».

ولفت إلى أن الحزم السعودي بدا واضحا بصورة أكثر تأثيرا في يناير/كانون الثاني 2016، خصوصا عندما هدد وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» بقطع المساعدات عن المعارضة السورية إذا لم يشارك ممثلون عنها في محادثات السلام في جنيف -والتي خشيت المعارضة أنها ستسفر عن ممارسة ضغوط نحو اعتماد جدول أعمال يركز على بقاء الأسد في السلطة- وهنا أعلن وزير الخارجية «عادل الجبير» أن الرياض ستدعم العملية السياسية التي من شأنها أن تؤدي إلى رحيل «الأسد»، أو ستستمر في دعم المعارضة السورية من أجل إزاحته بالقوة.

وذكر مدير برنامج السياسة العربية في المعهد أنه خارج حدود التحرك السعودي في اليمن، والنهج الإبداعي الجديد الذي تتبعه الرياض في لبنان، يمكن أن ينظر أيضا إلى النهج السعودي الأكثر صرامة على أنه يأتي في نطاق اتخاذ القرار قياسا على التطورات الإقليمية.

وفي سياق متصل، قال المحلل الأمريكي «ديفيد بولوك»: «من الضروري ألا ننسى أن أمريكا ما زالت بحاجة إلى 10 ملايين برميل من نفط المملكة يوميا، والتي لا يمكن تعويضها للمحافظة على استقرار الاقتصاد العالمي، ومن أجل انتقال أمريكا نحو آسيا، التي تعتمد بشكل كبير على النفط السعودي».

وأشار «بولوك» إلى أنه إضافة إلى ذلك، فإن عائدات النفط في المملكة تعمل على مساندة شركاء رئيسيين لواشنطن في المنطقة، من مصر مرورا بالأردن ووصولا إلى السلطة الفلسطينية، فيما تشكل عائدات النفط الإيراني على النقيض ضمانا لأعداء واشنطن مثل نظام «بشار الأسد» في سوري، و«حزب الله» في لبنان، وحركة «حماس» في غزة، وغيرهم.

وقلل المحلل الأمريكي من أهمية ما تتداوله بعض وسائل الإعلام في بلاده لما وصفه بـ«ابتعاد وجفاء في العلاقات بين البلدين»، قائلا: «إذا ما تخطينا هذه التساؤلات الخطرة حول صدقية أي ابتعاد أمريكي عن المملكة، فإن الاعتبارات العملية وحدها تجعل من فكرة الابتعاد اقتراحا خطرا إلى حد السذاجة».

وحول ما يثار من مزاعم حول أحكام القصاص في المملكة، قال «بولوك»: «هناك أمر تم التغاضي عنه في طرح هذه المزاعم هو أن معدل عمليات الإعدام التي نفذتها إيران خلال العام الماضي على أساس نصيب الفرد (حرفيا) يساوي تماما ثلاثة أضعاف معدل هذه العمليات في المملكة، لذا فإن إيران، وليس المملكة هي التي لا تزال تظهر في جميع الحسابات الأمريكية الرسمية على أنها الدولة الرئيسة الراعية للإرهاب على الصعيد الدولي، والداعمة للميليشيات القاتلة في العراق، والخلايا الطائفية التخريبية العنيفة في كل بلد من البلدان المجاورة لها»،

وكشف أنه وفقا للحكومة الأمريكية فإن أبرز شخصيات غسل الأموال في تنظيم «الدولة الإسلامية» يتخذون من إيران مقرا لهم.

وأكد أنه بينما كانت إيران منذ وقت طويل ولا تزال الخصم الدائم قبل الاتفاق النووي ومنذ توقيعه لأمريكا، كانت الرياض شريكا رئيسا لواشنطن في مشاريعها الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية، وأخيرا، كانت إيران هي التي تراجعت عن المواجهة العلنية مع المملكة في حين تقوم بعض الحكومات العربية الأخرى بالانضمام إلى الحملة الدبلوماسية السعودية ضد طهران.

  كلمات مفتاحية

السعودية سوريا اليمن لبنان إيران الدولة الإسلامية

هل تتمكن السعودية من إعادة تشكيل الشرق الأوسط؟

هل يمكن التوصل إلى اتفاق «هلسنكي» جديد لوقف التصعيد بين السعودية وإيران؟

السعودية توسع نطاق استراتيجية مناهضة إيران فيما وراء الشرق الأوسط

خبير إسرائيلي: السعودية تحاصر الاقتصاد الإيراني ودبي منسجمة مع خطط الرياض

مصادر دبلوماسية: دول الخليج باتت تتعامل مع المنطقة حسب «الرؤية السعودية»