افتتح مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية مع دول الجوار «يوهانس هان»، صباح الثلاثاء، محطة لتحلية مياه البحر، وسط قطاع غزة.

وقال «هان»، في كلمة له خلال حفل افتتاح المحطة، في مخيم دير البلح، وسط القطاع: «نفتتح اليوم المرحلة الأولى لمحطة تحلية مياه البحر، التي ستخدم سكان وسط وجنوبي غزة»، بحسب وكالة «الأناضول» التركية.

وأضاف، المسؤول الأوروبي الذي وصل القطاع، في زيارة تستمر عدة ساعات، «أن المرحلة الأولى من محطة التحلية، توفر 6 آلاف متر مكعب من مياه البحر المحلاة يوميًا».

وأشار، أن الاتحاد الأوربي، مول بناء المرحلة الأولى من المحطة، التي سيستفيد منها 75 ألف فلسطيني، بقيمة 10 ملايين يورو.

وأعلن، أن أوروبا ستمول إنشاء المرحلة الثانية من محطة التحلية بنفس القيمة، في منتصف يونيو/ حزيران المقبل، كجزء من التزاماتها لزيادة قدرات إنتاج المحطة من المياه.

وأكد: «أن الموارد المائية والطبيعية في قطاع غزة تضررت بشكل كبير بعد سنوات مستمرة من النزاع، ونتيجة لذلك تعتبر 95% من المياه في غزة، غير صالحة للاستخدام البشري».

من جانبها، قالت «جون كونوجي»، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدى دولة فلسطين خلال الحفل:«إن المرحلة الاولى من هذا المشروع تمثل رمزا للأمل والتعبير الإيجابي في غزة».

وأضافت: «هذا المشروع سيزيد من إمكانية الوصول إلى مياه صالحة للاستخدام وهو ضروري للحياة والرفاهية».

وكان مفوّض الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية مع دول الجوار«يوهانس هان»، وصل قطاع غزة، صباح اليوم الثلاثاء، عبر معبر بيت حانون «إيريز»، في زيارة تستمر عدة ساعات لافتتاح محطة التحلية.

بدوره، ذكر وزير الإسكان والأشغال العامة في حكومة الوفاق الوطني، «مفيد الحسانية»، أن حكومته تركز على تنفيذ مثل هذه المشاريع (في الإشارة إلى تحلية المياه)، مطالبًا بمساندة دولية مستمرة لتمكين المواطنين في القطاع من تخطي الأوضاع الصعبة التي يواجهونها. بحسب وكالة «قدس برس» للأخبار اليوم.

من جانبه، قال نائب رئيس سلطة المياه، المهندس «ربحي الشيخ»، إن محطة تحلية المياه في دير البلح ستخدم مع بدء تشغيلها 75 ألف نسمة في خانيونس ورفح (جنوب قطاع غزة).

وبيّن أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن عن مواصلة دعمه للمحطة وتمويل تنفيذ مرحلتها الثانية، حيث ستتم زيادة قدرتها إلى 12 ألف متر مكعب يوميًا، بدعم إضافي بقيمة 10 ملايين يورو، فيما ستخدم مع استكمال هذه المرحلة ما يزيد عن 150 ألف نسمة في محافظتي رفح وخانيونس.

وأضاف أن هذه المحطة (والتي ستنتج 6 آلاف متر مكعب يوميًا مع استكمال مرحلتها الأولى) تعتبر إحدى ثلاث محطات تحلية محدودة تشملها الخطة الاستراتيجية لسلطة المياه في سبيل توفير مصادر مياه نظيفة وصالحة للشرب في غزة.

واستطرد: «الجهود مستمرة حاليًا في سبيل توفير الدعم الفني والمادي المطلوب لبدء تنفيذ مشروع محطة التحلية المركزية»، مشددًا على ضرورة استمرار الدعم من مختلف المانحين للنهوض بقطاع المياه ودعم المشروع الذي سيخدم سكان القطاع وبقدرة إجمالية تبلغ 55 مليون متر مكعب سنويًا.

ويعاني قطاع غزة من تلوث كبير في مياه الشرب وزيادة الملوحة، حيث يدعم الاتحاد الأوربي بناء عدة محطات تحلية لخدمة السكان هناك.

وبحسب «الجزيرة نت» في مارس/أذار الماضي، فقد دق تقرير صادر عن الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2005 ناقوس الخطر بشأن قطاع غزة، بقوله إنه بحلول عام 2020 لن يكون القطاع مكانا يصلح للعيش. وتم التحذير من تلوث الخزان الجوفي للمياه في غزة بما يجعله غير صالح للاستخدام البشري عام 2017.

وقال رئيس سلطة المياه الفلسطينية الوزير «مازن غنيم» إن نسبة المياه الملوثة في مياه غزة الجوفية تصل إلى 97% بسبب دخول مياه البحر ومياه الصرف الصحي، وكشف أن 85% من مصادر المياه الفلسطينية يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته، تحدث أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة الدكتور «مخيمر أبو سعدة» عن تلوث مياه المخزون الجوفي في القطاع، جراء تسرب المياه المالحة من البحر ولعدم معالجة مياه الصرف الصحي، لأن الاحتلال يرفض إدخال المعدات اللازمة للقطاع من أجل المعالجة.

وأشار إلى أن عدد السكان الكبير في غزة حوالي مليوني نسمة أدى إلى استنزاف المخزون الجوفي في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أن هذا المخزون استنزفه الاحتلال لصالح مستوطناته في السنوات الماضية.