وصف وزير الخارجية الكويتي الأزمة السورية بأسوء كارثة عرفها التاريخ المعاصر، مطالبا المجتمع الدولي بالترفع عن المصالح الضيقة والتفرغ لإنهاء هذا الصراع الذي يخطئ من يعتقد أنه بعيد عن مرمى تبعاته المدمرة
وصف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ «صباح خالد حمد الصباح» الأزمة السورية بأنها «أسوأ كارثة إنسانية عرفها تاريخنا المعاصر أزهقت فيها مئات الآلاف من الأرواح وشردت الملايين بين لاجئ ونازح ووضعت جيلاً كاملاً من الأطفال في دروب الضياع».
وأضاف «الصباح» أن الأراضي السورية أصبحت بسبب تلك الكارثة «ملاذاً للجماعات الإرهابية وقاعدة تنطلق منها لتنفيذ مخططاتها الإجرامية».
وقال «الصباح»، في كلمة له لدى افتتاحه المؤتمر السنوي الخامس حول «الشراكة الفعالة وإدارة المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل» والذي عقد بالكويت أمس الاثنين: «حذرنا مراراً من خطر استمرار هذا الصراع المدمر ليس فقط على سورية ودول الجوار فحسب وإنما على الأمن والسلم الدوليين»، مضيفا: ها نحن نرى اليوم ما حذرنا منه أصبح واقعاً يعمل المجتمع الدولي على التصدي له والتخلص من آثاره عبر تشكيل تحالف يضمّ العديد من دول العالم لمحاربة ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام».
وطالب المجتمع الدولي «بوضع تلك الحقائق نصب عينيه والترفع عن المصالح الضيقة والتفرغ لإنهاء هذا الصراع الذي يخطئ من يعتقد أنه بعيد عن مرمى تبعاته المدمرة».
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة «ميرور» البريطانية في تقرير لها أول أمس الأحد، عن خبراء الإرهاب قولهم إنهم لا يستبعدون وقوع حرب عالمية ثالثة في حال سقطت كوباني (عين العرب) المدينة التي تقع على الحدود السورية – التركية تحت سيطرة الدولة الإسلامية.
وأضاف الخبراء أن مقاتلي الدولة الإسلامية بمشاركة الجهاديين الأجانب الذين فروا من بلدانهم للالتحاق بالتنظيم، يحاولون دخول بلدة كوباني باعتبارها الحدود الفاصلة بينهم وبين أوروبا الغربية عبر تركيا، وذلك بالتنكر كلاجئين، واختلاطهم بالآلاف من المدنيين الذين يهربون يومياً من الحرب الأهلية في سوريا منذ ثلاث سنوات، ليتمكنوا بعدها التسلل لباقي الدول الأوروبية وزيادة مناطق تمركزهم حول العالم.
ووفق ما صرح به المسؤول البريطاني السابق، «كيم هاولز»، فإن «هناك معلومات أكيدة ودقيقة حول وجود عناصر من أصل بريطاني التحقوا بصفوف «الدولة الإسلامية»، ومن المؤكد محاولتهم العبور إلى تركيا عبر حدود بلدة كوباني للرجوع إلى بريطانيا وتهديد المنطقة.
وأضاف «هاولز» أن وزارة الداخلية تقوم بجهود كبيرة للحد من وجود مثل هؤلاء الإسلاميين المتشددين في البلاد، وهناك إجراءات مشددة في المطارات، وأن رجال الأمن منتشرين في جميع أرجاء البلاد تحسباً لوقوع أي هجمات من قِبل الإرهابيين.