مقتل نائبة بريطانية مؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي وداعمة لحقوق المسلمين واللاجئين

الجمعة 17 يونيو 2016 07:06 ص

فارقت النائبة البريطانية عن حزب العمال «جو كوكس» (41 عاماً)، الحياة بعد أن صوّب مُتعصب النار إليها، الخميس، وتركها تنزف، مُطلق النار الذي يُعارض تأييدها بقاء بلادها ضمن الاتحاد الأوروبي قال لها قبل ارتكاب جريمته: «بريطانيا أولاً»، وهذه كانت آخر كلمة استمعت إليها.

وجاء الحادث وسط أجواء مشحونة قبل الاستفتاء المقرر إجراؤه في 23 من الشهر الجاري، بعدما رجح استطلاعان جديدان للرأي فوز معسكر مؤيدي خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، فيما تُحذر أوساط المال من عواقب خطيرة على الاقتصادين المحلي والعالمي في هذه الفرضية.

تعاطفها مع المسلمين والقضية السورية

البرلمانية الراحلة «جو كوكس» كانت لها مواقف تدعم حقوق المسلمين، وكذلك عبّرت أكثر من مرّة عن تعاطفها مع القضايا العربية. وأثبتت كوكس نفسها كمناضلة ملتزمة تجاه الأزمة السورية.

ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحالفت مع وزير التنمية الدولية السابق «أندرو ميتشيل» من حزب المحافظين في كتابة مقال في صحيفة The Observer، دعوا فيه إلى مزيد من التحرك البريطاني نحو مساعدة الأسر البائسة في المنطقة، كما أطلقت وترأست مجموعة برلمانية تحمل اسم «أصدقاء سوريا».

امتنعت «كوكس» عن التصويت في مجلس العموم البريطاني حول الضربات الجوية البريطانية في سوريا، حيث قالت إنها ليست ضدها من حيث المبدأ، لكنها «لا يمكن أن تدعمها بفاعلية ما لم تكن جزءاً من خطة»، وفق ماذكر موقع buzzfeed الأمريكي.

و«كوكس» البالغة من العمر 41 عامًا، دخلت البرلمان البريطاني لأول مرة في مايو/ أيار من عام 2015، وهي أم لطفلين، وكانت تعمل متطوعة في المناطق المنكوبة مع مؤسسة «أوكسفام» الدولية الخيرية، وتُعرف باهتمامها بالأزمة السورية حيث ترأست مجموعة سوريا في برلمان بلادها.

كما أجرت «كوكس» في وقت سابق حملات لاستقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين في بريطانيا، وانتقدت حكومة بلادها حيال موقفها من أزمة اللاجئين، ودعمت مقترحًا في البرلمان البريطاني في أبريل/ نيسان الماضي لاستقبال 3 آلاف طفل سوري من مخيمات اللاجئين بأوروبا.

انتقادها «أوباما» و«كاميرون»

«كوكس» وصفت نفسها بأنها «معجبة كبيرة بالرئيس أوباما»، وبالطبع عملت في حملته الانتخابية الأولى عام 2008، إلا أنها انتقدت كلاً من «أوباما» و«ديفيد كاميرون» لأنهما صنّفا المشكلة السورية في خانة «القضايا الصعبة جدا»، وحذرت «كوكس» الشهر الماضي من أن هذا الأمر أدى إلى أزمة اللاجئين الكبرى في أوروبا بالإضافة إلى ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية».

كما دعمت «كوكس» تعديل اللورد دابس الذي يقضي بقبول بريطانيا لعدد 3000 طفل لاجئ غير مصحوبين بذويهم. وصرّحت كوكس لصحيفة Yorkshire Post في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأن عملها السابق في الإغاثة ساعدها في وضع أسس حملتها لدعم سوريا في البرلمان.

ودافعت النائبة أيضاً عن مواقف وصفتها بالمروعة بدارفور، «حيث تعرضت النساء للاغتصاب بشكل متكرر في دارفور». وشهدت أيضاً تجنيد الأطفال الذين مُنحوا أسلحة كلاشينكوف ليقتلوا أفراداً من عائلاتهم في أوغندا.

وفي تصريح لها حول أفغانستان قالت «كوكس»: «كنت أتحدث مع شيوخ القبائل الأفغان الذين كانوا يشعرون بالضجر من نقص الاهتمام من جانب حكومتهم، ومن جانب المجتمع الدولي نحو إيقاف المشاكل مبكراً. هذا هو ما استفدته من هذه الخبرات، عندما تهمل مشكلة ما، فالوضع يصبح أسوأ».

وفي تغريدة لمجموعة Tell Mama التي ترصد الحوادث التي ترتكب بحق المسلمين بسبب الإسلاموفوبيا، ذكرت المجموعة، الخميس، أن «كوكس» كانت تقف ضد كراهية المسلمين.

من هو «توماس ماير» قاتل «كوكس»؟

كشفت منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية الخميس أن قاتل النائبة البريطانية «جو كوكس» الذي تم إيقافه يدعى «توماس ماير» وهو من أنصار مجموعة النازيين الجدد، وقد هتف أمام النائبة قبل طعنها «بريطانيا أولا».

وقالت منظمة «ساذرن بوفرتي لو سنتر» إن الرجل الذي ذكرت وسائل الإعلام إنه يدعى «توماس ماير» لديه «تاريخ طويل مع التيار القومي الأبيض». مضيفة أنه «حسب وثائق حصلت عليها، كان ماير من الأنصار الأوفياء ل- التحالف الوطني- الذي كان لعشرات السنين أكبر منظمة للنازيين الجدد في الولايات المتحدة».

وقال شقيقه «سكوت ماير» إن «توماس» أصيب باضطرابات نفسية وخضع للعلاج. وصرح لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية «لا أستطيع أن أصدق. شقيقي ليس عنيفا ولا مسيسا». وأضاف «أصيب في الماضي بمرض نفسي لكنه حصل على المساعدة اللازمة».

رد فعل الشارع البريطاني

شارك المئات في بريطانيا في وقفات تضامنية حدادا على وفاة النائبة العمالية البريطانية «جو كوكس» إثر جروح أصيبت بها في اعتداء بسكين وسلاح ناري على يد بدائرتها الانتخابية شمالي انجلترا.

واقيمت إحدى الوقفات في كنيسة بيرستال غرب يوركشير، مسقط رأس النائبة، والأخرى خارج مقر البرلمان في ويستمنستر وسط العاصمة لندن.

وقررت بريطانيا تنكيس أعلامها إلى نصف الصاري في منطقة مجلس الوزراء «وايت هول».

نشطاء ينعونها

وعبر صفحات التواصل الاجتماعي، نعى عدد كبير من النشطاء والكتاب النائبة البريطانية والتي وصفها أحدهم بـ«أفضل السياسيين البريطانيين وأكثرهم وقوفا مع الشعب السوري».

حساب «أنور الرشيد» قال «مقتل البرلمانية البريطانية جو كوكس تؤكد بأن الأرهاب لادين ولامذهب له لقد اغتالتها يد التطرّف البريطاني العنصري».

أما الأكاديمي والناقد السعودي «عبدالله الغذامي» فقال «وفاة النائبة البريطانية جو كوكس بعد تعرضها لإطلاق نار وطعنات بالسكين لموقفها مع بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي الثقافة البشرية تتوحش»، مضيفا « جو كوكس وقفت مع قضايا الحقوق ومع المضطهدين وتكلمت بشجاعة مذهلة في صف الشعب السوري وثورته العظيمة».

ونعتها Euro-Med-Monitor الحقوقية قائلة: «جو كوكس، امرأة قضت حياتها مخلصة لبلادها ولجميع الشعوب حول العالم بهدف مساعدة ودعم الفئات المهمشة والدفاع عن حقوقهم».

وقال الناشط السياسي والحقوقي الجزائري «محمد العربي زيتوت»: «النائبة البرلمانية جو كوكس التي اغتيلت قبل قليل تعتبرمن أفضل السياسيين البريطانيين وأكثرهم وقوفا مع الشعب السوري  كلفها ذلك كثير من الهجومات».

حساب «يحيي عسيري» أيضا نعى «كوكس» قائلا «النائبةالعمالية جو كوكس التي قتلت اليوم(الأمس)، على الأرجح على يد متطرف عنصري، كانت لها مواقف مشرفة،إنسانية وحقوقية وإغاثية».

 

معاينة مكان الجريمة

  كلمات مفتاحية

بريطانيا جو كوكس الاتحاد الأوروبي دعم المسلمين القضية الفلسطينية أصدقاء سوريا

الشرطة البريطانية: النائبة «جو كوكس» تلقت تهديدات قبل اغتيالها

ماذا قالت النائبة البريطانية لمساعدتها المسلمة قبل لفظ أنفاسها الأخيرة؟

قاتل النائبة «جو كوكس» يهتف أمام القضاء: الموت للخونة والحرية لبريطانيا

الخروج البريطاني دليل فشل النظام الأوروبي

«الخروج»..خطر على بريطانيا والاتحاد الأوروبي

«كاميرون» يطالب البريطانيين بالتأني قبل الاستفتاء على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي

«دير شبيغل» تطرح سيناريوهات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

العالم يتجه يمينا