خبير: تهديدات واشنطن بضرب «الأسد» وراء زيارة «شويغو» لسوريا

الاثنين 20 يونيو 2016 07:06 ص

أعرب خبير روسي عن اعتقاده بأن المطالب المتصاعدة في أمريكا بتوجيه ضربات عسكرية للنظام السوري كانت أحد الأسباب التي دفعت وزير الدفاع الروسي، «سيرغي شويغو»، إلى إجراء زيارة مفاجئة لسوريا؛ ومقابلة «بشار الأسد».

والجمعة الماضية، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن 51 من مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية وقعوا مذكرة داخلية تدعو الإدارة الأمريكية إلى توجيه ضربات عسكرية ضد نظام «الأسد»، وطالبوا بتغيير هذا النظام باعتباره السبيل الوحيد لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وحول أهداف زيارة «شويغو» إلى سوريا ولقائه «الأسد»، أمس الأحد، قال الخبير الروسي «سيرغي دولغوف»، كبير الباحثين في «مركز الدراسات العربية والإسلامية»، التابع لـ«معهد الاستشراق بأكاديمية العلوم الروسية»: «أصبحت هذه الزيارة لوزير الدفاع الروسي مفاجئة بالنسبة إلى الخبراء، وذلك رغم قيامه بزيارات إلى سوريا من وقت إلى آخر، لكن هذا اللقاء مع الأسد مهم، وبالطبع هو مرتبط، من جهة بمذكرة موظفي الخارجية الأمريكية، الذين طالبوا سلطات الولايات المتحدة باتخاذ خطوات أكثر حزما ضد الجيش الحكومي السوري، ومرتبط، من جهة أخرى، بشكاوى الولايات المتحدة من أعمال القوات الجوية الروسية في سوريا».

وأضاف «دولغوف»، في حديث لصحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»: «أعتقد أن شويغو وصل إلى سوريا من أجل أن يحدد على الأرض ما هو مسار عمليات القوات الجوية الروسية وما هي الأوضاع في سوريا»، حس موقع «روسيا اليوم» الحكومي الروسي.

وتابع أن الهدف الآخر لزيارة وزير الدفاع الروسي إلى سوريا تمثل بتفقد سير عملية توقيع الاتفاق حول وقف إطلاق النار مع المجموعات المسلحة التي تعمل ضد قوات «الأسد» ولا تعد في الوقت ذاته متشددة.

ويوم الجمعة الماضي، قال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، لوكالة «الأناضول» للأنباء إن طائرات روسية استهدفت معارضين يقاتلون تنظيم «الدولة الإسلامية» قرب معبر التنف (الحدوي مع العراق)، جنوبي سوريا، وبينها قوات تدعمها الولايات المتحدة.

المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أضاف أن بلاده «ستسعى للحصول على توضيح من روسيا بشأن سبب قيامها بهذه الأفعال، وضمانات بعدم تكرارها».

وكانت روسيا والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد بدأ سريانه في 27 فبراير/شباط الماضي، لكن كلا الجانبين يتهم الآخر بخرقه.

من جانب أخر، أشار الخبير الروسي «سيرغي دولغوف» إلى أن تكثيف الغرب نشاطه في سوريا جذب اهتمام الطرف الروسي، معيدا إلى الأذهان أن وحدات «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تتكون أساسا من المقاتلين الأكراد، تواصل هجومها على مدينة الرقة، أكبر معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، وذلك بدعم من قبل الولايات المتحدة، وعدد من الدول الغربية الأخرى.

ولفت إلى أن هذه التطورات، بالإضافة إلى التصريحات القاطعة للخارجية الأمريكية، تدل بوضوح على أن «الغرب قام في سوريا بتكثيف أنشطته التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تغيير النظام».

وأكد «دولغوف» في هذا السياق أن «زيارة شويغو كانت تهدف إلى استطلاع الأوضاع على الأرض ومعارضة مساعي شركاء روسيا الغربيين».

كما أشار إلى أن تصعيد التوتر بين موسكو وواشنطن نجم أيضا عن التصريحات التي أدلى بها مؤخرا البنتاغون واتهمت القوات الجوية الروسية بتوجيه ضربات إلى مواقع مجموعات المعارضة السورية المعتدلة قرب معبر التنف.

وتعليقا على هذه الاتهامات، قال الخبير الروسي: «من الصعب للغاية أحيانا الفصل بين مجموعات متطرفة وغير متطرفة، وعسكريا تقع هذه المجموعات أحيانا قريبا جدا من بعضها البعض، وأحيانا المجموعة، التي وقعت الاتفاقية، وبعد هذا تقوم بخرقها وتعمل تحت اسم آخر، تشكل تحالفا مع مجموعات راديكالية، وبعد ذلك تخرج منه».

وأضاف: «في هذه الظروف، من المحتمل أن يتم توجيه ضربات مماثلة، ولاحظتُ عندما كنت في سوريا أن بعض المجموعات تستخدم هذا التكتيك، ويعمل أحيانا بعض القادة الميدانيين بصورة مستقلة».   

ودأبت واشنطن على رفض التعاون مع موسكو في سوريا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ أن شنت روسيا حملتها الجوية في سوريا في سبتمبر/أيلول العام الماضي، متهمة روسيا بالتصرف بشكل منفرد لدعم نظام «الأسد». لكن هناك تواصل بين البلدين لمنع حدوث أي تصادم عرضي أثناء تنفيذ حملات قصف منفصلة.

  كلمات مفتاحية

لماذا لا توجه الولايات المتحدة ضربات جوية إلى نظام «الأسد»؟

«الأسد» يستقبل وزير الدفاع الروسي خلال زيارة هي الأولى منذ اندلاع الثورة

المعارضة تعلن استعادة مواقعها باللاذقية والطائرات الروسية تقصفها جنوب سوريا

51 مسوؤلا في الخارجية الأمريكية يطالبون إدارة «أوباما» بتوجيه ضربات عسكرية لنظام «الأسد»

الطائرات الروسية والسورية تكثف قصفها لحلب قبل رمضان بساعات

«أتلانتيك كاونسل»: «الأسد» يخوض الحرب ضد «الدولة الإسلامية» بحثا عن الشرعية الدولية

المعارضة السورية تسقط مروحية تابعة لنظام «الأسد» بريف دمشق

الروس إذ يمعنون في إذلال حلفائهم