قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان في مدينة حلب شمالي سوريا إن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة داخل وحول المدينة تعرضت لما يقرب من 40 غارة جوية الأحد ضمن سلسلة من أعنف الضربات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية والسورية في الآونة الأخيرة، وذلك قبل ساعات من شهر رمضان الكريم الذي تحل أولى أيامه غدا الإثنين.

وقصف مقاتلو المعارضة مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بالمدينة فيما وصفته وسائل الإعلام السورية بأنه تصعيد للهجمات بقذائف الهاون على المناطق الغربية في ثاني أكبر مدينة في سوريا قبل الحرب.

وذكرت وسائل إعلام حكومية أن صواريخ أطلقها مقاتلو المعارضة على منطقتي الحمدانية والميدان خلفت عشرات الجرحى والعديد من القتلى في اليوم الثاني لقصف مكثف تتعرض لها المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والذي أسفر عن مقتل 24 شخصا السبت، بحد قولها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات هليكوبتر عسكرية سورية وروسية أسقطت عشرات البراميل المتفجرة على حي القاطرجي المكتظ بالسكان، مما أسفر عن مقتل 9 مدنيين على الأقل وإصابة العشرات.

وقال أحد العاملين في الدفاع المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في اتصال بوكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) إن عمال الإنقاذ انتشلوا 20 جثة على الأقل من تحت الأنقاض في عدة مواقع.

وجاءت الضربات الجوية الأحد في أعقاب ضربات روسية وسورية استهدفت مناطق مدنية يوم الجمعة والتي قال سكان إنها كانت الأشد خلال أكثر من شهر، حيث سقط أكثر من 65 قتيلا.

وقال المرصد إن الضربات السورية استهدفت أيضا الطريق الرئيسي المؤدي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب في إطار حملة لمحاصرتها.

وفي وقت سابق، قالت مصادر سورية معارضة إن مدينة حلب تتعرض بشكل يوميّ إلى قرابة 300 غارة جوية، مشيرة إلى أنه قتِل خلال الـ16 يوماً الماضية نحو 400 شخص، كما أصيب أكثر من 1700 آخرين.

الدعوة لهدنة في رمضان

وقبل يومين، دعت منظمة التعاون الإسلامي قبل يومين إلى هدنة ووقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية خلال شهر رمضان، حقنا للدماء وتوصيل المساعدات الإنسانية.

وقال الأمين العام للمنظمة «إياد مدني» في بيان صدر عن المنظمة في جدة الجمعة- إن الدعوة جاءت أيضا لإفساح المجال أمام منظمات الإغاثة للقيام بواجباتها في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمناطق المنكوبة في جميع الأراضي السورية.

ودعا مدني» الأطراف والقوى الإقليمية والدولية الفاعلة المعنية بمجريات الأزمة السورية إلى دعم هذا النداء، والضغط على النظام السوري وجميع الأطراف العسكرية المتحاربة من أجل الالتزام بإعلان هدنة لوقف جميع العمليات العسكرية، تشكل أساسا لوقف دائم لإطلاق النار في المستقبل.

وأضاف أن حلول هذا الشهر مناسبة دينية مهمة لها رمزيتها المقدسة، وهو مناسبة لنبذ العنف وتأكيد قيم الإسلام السمحة، ومبادئه كدين للرحمة والتضامن بين المسلمين، وتوحيد الكلمة والسعي لحل الخلافات بالطرق السلمية.

وتعرض اتفاق وقف العمليات العدائية في سوريا إلى خروقات كبيرة، رغم دعوات الأمم المتحدة والدول المعنية للالتزام به، فضلا عن عدم التزام النظام بمقررات مؤتمر فيينا الأخير لدول مجموعة الدعم، الذي عقد قبل أكثر من أسبوعين، حيث دعا الأطراف إلى الالتزام بوقف الأعمال العدائية.