حلب تشهد كارثة إنسانية .. وروسيا تزعم براءتها من قصف مستشفى القدس

الخميس 28 أبريل 2016 07:04 ص

تتعرض مدينة حلب السورية على مدار عدة أيام لقصف عنيف تشنه قوات النظام السوري، بدعم روسي، مما دفع الأمم المتحدة للتحذير من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي اعتبرتها واحدة من أكثر المناطق تضررا في الصراع المندلع منذ 5 أعوام، في الوقت ذاته تحاول قوات النظام الاستعداد لـ«معركة حاسمة».

وأدى القصف المستمر منذ أسبوع إلى سقوط أكثر من 200 قتيل، وطال معظم الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الجزء الشرقي من المدينة، وشمل أحياء، الصالحين والسكري والكلاسة وبستان القصر والحيدرية وباب الحديد وتراب الغرباء والمواصلات وضهرة عواد وقاضي عسكر وباب النيرب والحرابلة والسكن الشبابي وبني زيد والأرض الحمرا وبعيدين وطريق الباب والمرجة والشعار وغيرها.

«أطباء بلا حدود» تدين

إلى ذلك أدانت منظمة أطباء بلا حدود في بيان الخميس تدمير مستشفى القدس الذي تدعمه، في غارة جوية استهدفته أمس الأربعاء في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وقالت المنظمة في بيانها إن «مستشفى القدس المدعوم من قبلها تعرّض لقصف صاروخي مساء يوم الأربعاء». ونقلت عن موظفين أن المستشفى «تحوّل إلى ركام» إثر إصابته «مباشرة في غارة واحدة على الأقل».

وقالت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في سوريا «موسكيلدا زانداكا» إن «منظمة أطباء بلا حدود تدين بأشدّ العبارات الاستهداف المشين لمرفقٍ طبي آخر في سوريا».

البيت الأبيض: قصف مستشفى في حلب أمر مرفوض

إلى ذلك أدان البيت الأبيض «الغارات الجوية الأخيرة» في حلب، شمالي سوريا، ووصف قصف مستشفى فيها بـ «الأمر المروع» والمرفوض.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش إرنست»: «ندين بشدة موجة الغارات الجوية والقصف الذي أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصا داخل مدينة حلب في غضون الـ 24 ساعة الماضية».

من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الغارة الجوية السورية على مستشفى في حلب أمر «مستهجن»، داعية روسيا إلى استخدام نفوذها للضغط على حكومة دمشق لوقف الهجمات.

وصرح «جون كيربي» المتحدث باسم وزارة الخارجية قائلا: «واشنطن لا تزال تحاول معرفة المزيد من المعلومات عن الهجوم الذي طال المستشفى المدعوم من منظمة أطباء بلا حدود... ويبدو أن هناك عشرات الضحايا... مرة ​​أخرى ندعو النظام إلى وقف هذه الهجمات التي لا معنى لها على الإطلاق، والتي هي انتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية«.

فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس ، إن تصاعد العنف في حلب قد يدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات إلى شفا كارثة إنسانية.

وحذرت اللجنة الدولية من أن «المعارك الضارية المندلعة في المدينة، التي شهدت دمار مستشفى رئيسي وخسائر فادحة في الأرواح، تدفع ملايين السكان نحو مخاطر كبيرة».

وقال مدير مكتب اللجنة الدولية في حلب «فالتر غروس» «يسمع المرء أينما ذهب دوي انفجارات قذائف الهاون والقصف وأصوات الطائرات المحلّقة في السماء».

وأضاف «لم تسلم أي منطقة سكنية في المدينة من القصف. والخطر محدق بكلّ السكان هنا».

التدهور الكارثي في حلب يعرقل إمداد المساعدات

وقال «يان إيغلاند» رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن «التدهور الكارثي في حلب خلال اليوم أو اليومين الماضيين يعرض خط الإمداد الذي يوصل الإمدادات الإنسانية لملايين السوريين للخطر».

وأضاف «إيغلاند» «لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة».

وأضاف «غروس»: «لا يوجد حي لم يتعرض للقصف. الناس يعيشون على الحافة. الكل هنا يخشى على حياته ولا أحد يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك».

«طبيب الأطفال الوحيد في حلب قتل»

وكان الموفد الدولي إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا» حذّر الأربعاء في مؤتمر صحفي من تصاعد العنف في سوريا وخصوصاً في حلب على الرغم من اتفاق وقف الأعمال القتالية. وقال «خلال الساعات الـ48 الأخيرة قتل سوري كل 25 دقيقة»، مضيفاً أن «طبيب الأطفال الوحيد في حلب قتل» في القصف الأربعاء.

وفي الوقت ذاته أعلنت قوات النظام السوري استعدادها لـ«معركة حاسمة» تبدأ قريبا في حلب، بحسب ما ذكرت صحيفة سورية قريبة من السلطات الخميس 28 أبريل/ نيسان 2016، في وقت يستنجد الموفد الدولي ستافان دي ميستورا بموسكو وواشنطن لإنقاذ الهدنة المعمول بها منذ شهرين في البلاد.

وأكد مصدر تابع لنظام «الأسد» أن «الجيش يستعد لمعركة ضخمة خلال الأيام المقبلة لطرد المقاتلين من مدينة حلب عبر محاصرتها وإنشاء منطقة آمنة».

واعتبرت الصحيفة أن «القيادة السياسية والعسكرية أعطت فرصة للهدنة لحقن الدماء ومنحت التسوية السياسية فرصة سانحة في جنيف استجابةً لطلب الأصدقاء الروس، مع أن العمليات العسكرية قبل وقف القتال كانت تسير باتجاه حسم الصراع في حلب».

الدفاع الروسية تنفي قصفها المستشفى

نفت وزارة الدفاع الروسية أنباء تناقلتها وسائل إعلام أن سلاح الجو الروسي قصف مستشفى في حلب، مؤكدة أنه لم يقم بأي تحليق في منطقة حلب خلال الأيام الأخيرة.

وقال الناطق باسم الوزارة، «إيغور كوناشينكوف»، الخميس: «سلاح الجو الروسي لم ينفذ أي تحليق في منطقة حلب خلال الأيام الأخيرة».

وأضاف «كوناشينكوف»: «لدى الوزارة معطيات تفيد بأن يوم الـ27 من نيسان/أبريل ظهرت في سماء حلب لأول مرة بعد فاصل زمني طويل طائرة تابعة لإحدى دول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت وسائل إعلام نقلت في وقت سابق من الخميس عن مصادر سورية محلية قولهم إن نحو 14 شخصا و3 أطباء قتلوا في قصف جوي على مستشفى بمدينة حلب.

المصدر | الخليج الجديد+وكالات

  كلمات مفتاحية

حلب سوريا روسيا قصف الأمم المتحدة البيت الأبيض إدانات دولية حلب تحترق

30 قتيلا في قصف روسي «متعمد» لمستشفى في حلب السورية

مع اشتداد المعارك في حلب .. طرق الهروب محدودة

‏المعارضة السورية تستعيد 4 قرى من «الدولة الإسلامية» شمال ⁧‫حلب‬⁩

حلب ونهاية وقف إطلاق النار: من يخدع من في سوريا؟

9 قتلى من المدنيين في قصف روسي على مناطق للمعارضة في إدلب وحلب

قطر قلقة للوضع الكارثي في حلب وتدعو المجتمع الدولي لإنقاذها

التحديات المقبلة أمام المعارضة السورية

تصاعد التنديدات بمجازر «الأسد» في حلب..والمعارضة تستنكر «صمت» مجلس الأمن

«إخوان مصر»: الأنظمة العربية تشارك بصمتها في جرائم الإبادة الجماعية بحلب

مليون ونصف تغريدة حمراء.. السعودية وتركيا والجامعة العربية يدينون مجزرة حلب

«حلب تحترق»: تواطؤ الأعداء وصمت الأصدقاء .. حالة ”يتم“ غير مسبوقة ولا يأس من روح الله

الإمارات تعرب عن قلقها البالغ إزاء استهداف المدنيين في حلب

موسكو تستعيد جثة جندي قتل في سوريا في صفقة تبادل مع «الدولة الإسلامية»

«أطباء بلا حدود»: 4 دول دائمة في «مجلس الأمن» مسؤولة عن هجمات على مستشفيات

الطائرات الروسية والسورية تكثف قصفها لحلب قبل رمضان بساعات