أعلنت «وحدات الحماية الشعبية الكردية» في سوريا تسليم موسكو جثة جندي روسي قتل في مدينة تدمر السورية، ضمن عملية تبادل أسرى وجثث مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، دون الكشف عن تفاصيل الصفقة.

وأكد المتحدث العسكري باسم قوات الحماية الكردية «ريدور خليل» تسلم الحكومة الروسية جثة الجندي الذي قتل خلال المعارك الأخيرة في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضاف «خليل» في حديثه لوسيلة إعلامية كردية أن القوات الكردية استطاعت الحصول على جثة الجندي الروسي بصفقة تبادل للأسرى والجثث مع تنظيم «الدولة الإسلامية» مؤخرا، مشيرا إلى طلب الحكومة الروسية مساعدة الوحدات الكردية في استعادة جثة الجندي القتيل.

وبحسب «خليل»، فإن هدف قوات الحماية الشعبية الكردية إزاء عملية التبادل مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، إعادة جثمان الجندي الروسي المقتول إلى حكومته وعائلته، هو هدف إنساني بحت وفق قوله، بينما لم يكشف عن تفاصيل الصفقة، وما الذي قدمته الوحدات لتنظيم الدولة بناء عليها.

وكان ناشطون في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا والتي تسيطر القوات الكردية على جزء كبير منها، تحدثوا في الأيام الماضية عن صفقة تبادل للأسرى بين الوحدات الكردية وتنظيم «الدولة الإسلامية» جرت بشكل مباشر ودون وسيط.

ووفقا لصحيفة «القدس العربي» قال الناشط الإعلامي «باسل الحسين»: «إن الوحدات الكردية أجرت صفقة تبادل أسرى مع تنظيم الدولة بريف مدينة الشدادي جنوب محافظة الحسكة الأسبوع الماضي، وسط إجراءات أمنية مشددة قبيل عملية التبادل».

وبحسب «الحسين»، فإن الميليشيات الكردية سلمت تنظيم «الدولة الإسلامية» ثمانية عناصر كانوا أسرى لديها، بينهم ثلاثة من غير السوريين أسروا خلال معارك السيطرة على مدينة الشدادي أخيرا، وأنها المرة الثانية خلال الفترة القصيرة الماضية التي تجرى فيها عمليات التبادل هذه بين الجانبين بتدخل وجهاء من سكان المنطقة.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تمكنت من استعادة جثة ضابط روسي قتل في سوريا، معتبرة أن استرجاع جثة القتيل شكل مسألة شرف لموسكو.

وأفادت الوزارة أنها استرجعت جثة الملازم «ألكسندر بروكورينكو»، الذي لقي مصرعه أثناء مهمة قتالية في سوريا، بينما كان يقوم بإرشاد الطائرات الروسية إلى مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط تدمر بهدف قصفها.

وقالت الوزارة: «نتيجة لعمليات خاصة مشتركة تضم ممثلين عن السلطات السورية والميليشيات الكردية، تم نقل جثة الضابط إلى موسكو، منوهة بأنها تأكدت من أن الجثة عائدة للضابط القتيل بعد إجراء اختبار الحمض النووي عليها».

وكان «بروكورينكو» يخدم في قوات العمليات الخاصة، وشارك في الهجوم على تدمر، حيث لقي حتفه في 17 مارس/آذار الماضي، بينما كان يقوم بإرشاد الطائرات الحربية الروسية وتزوديها بإحداثيات القصف، وقد تمكن عناصر تابعون للتنظيم من محاصرته وقتله وسحب جثته.

وأمر الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بمنح الضابط القتيل لقب «بطل روسيا»، كما سيتم تسمية في مدينة أورينبورغ باسم القتيل.