مليون ونصف تغريدة حمراء.. السعودية وتركيا والجامعة العربية يدينون مجزرة حلب

السبت 30 أبريل 2016 06:04 ص

«عن الذين أوجعوكي يا حلب سيسألنا الله.. ولن تغفري لنا.. ولن نغفر صمت كل من انخرس واخرس وسيخرس».. بهذه الكلمات شهدت حلب تضامنا واسعا عقب القصف الجوي، لمستشفى «القدس» الذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى من المدنيين السوريين.

وخرجت العديد من الإدانات والاستنكارات الرسمية من السعودية وتركيا وجامعة الدول العربية، وامتدت لتفاعل النشطاء بأكثر من مليون ونصف التغريدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت العمليات القتالية تصاعدت في مدينة حلب، التي تتعرض أحياؤها منذ أيام لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلا عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي «انتهاكا واضحا للقانون الدولي».

وقال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إن القصف الوحشي الذي تتعرض له مدينة حلب من قبل قوات «الأسد»، «لا ترتضيه الأخلاق الإنسانية ولا المبادئ والقوانين الدولية».

وأكد الجبير في تغريدات عبر حسابه على موقع «تويتر»، أن «على المجتمع الدولي ان يضطلع بمسؤولياته تجاه وقف مجزرة حلب ، خصوصا حلفاء بشار الأسد ، في ظل التزامهم بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254».

وأدانت وزارة الخارجية التركية بشدة القصف الجوي، لمستشفى «القدس» في حلب، وفقا لـ«الأناضول».

وقال بيان صادر عن الوزارة، أمس الجمعة، «ندين ونشجب بشدة الغارة الجوية التي استهدفت مستشفى القدس، الذي يعد أكبر مستشفى للولادة والأطفال في حلب، ليلة 27 نيسان/أبريل الجاري، ووفقا للمعلومات الأولية فقد قتل أكثر من 40 مدنيا بينهم طبيبان، وأربعة ممرضات، وأطفال».

وأعربت عن تعازيها لأسر ضحايا الغارة الجوية، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.

وأشارت إلى أن «الهجمات الممنهجة لقوات نظام بشار الأسد، وروسيا الاتحادية، وانتهاكاتهما المتزايدة، ألحقت جرحا خطيرا في اتفاقية وقف الأعمال العدائية، التي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط/فبراير الماضي».

وقالت، إن «قوات النظام وروسيا تعملان بشكل مقصود على زيادة هجماتهما في كل جولة من المفاوضات بخصوص الانتقال السياسي في البلاد بجنيف، لعرقلتها».

وأضافت أن «الهجوم الأخير الذي استهدف المدنيين دون التفريق بين النساء والأطفال والمسنين وأمام أنظار جميع العالم، بشكل مقصود، يعد جريمة حرب تجاوزت أكثر بكثير الانتهاك لاتفاقية وقف الأعمال العدائية في سوريا».

وتابعت أنه «من الواضح أن الجرائم المرتكبة لن تبقى دون عقاب»، ودعت الخارجية التركية، المجتمع الدولي إلى الوفاء بمسؤوليته أمام «الجرائم الخطيرة، التي ترتكب ضد الإنسانية».

من جانبه، أدان «نبيل العربي»، أمين عام جامعة الدول العربية، بـ«أشد العبارات عمليات القصف "الوحشي التي استهدفت مستشفى القدس في حلب السورية». 

وطالب الأمين العام، في بيان صادرعنه أمس الجمعة، بـ«معاقبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء، بحق المدنيين السوريين»، مؤكدا «ضرورة بذل الجهود من أجل تثبيت الهدنة، واتفاق وقف الأعمال العدائية، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة والمحاصرة».

وتابع «لابد من العمل على تنفيذ ذلك، وفقا لما جرى إقراره من آليات عمل ومتابعة في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا الذي انعقد بتاريخ 11 شباط/فبراير الماضي بميونيخ، والقرار رقم 2268 الصادر عن مجلس الأمن الصادر في هذا الشأن».

وأكد الأمين العام مجددا، «موقف جامعة الدول العربية الداعم لمسار الحل التفاوضي السلمي للأزمة السورية، باعتباره المدخل الوحيد المتاح لوقف نزيف الدماء والدمار في سوريا وإنجاز عملية الانتقال السياسي وفقا لما نص عليه بيان جنيف (2012) وقرار مجلس الأمن 2254 (قرار صوت عليه مجلس الأمن يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2015 ينص على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير/كانون الثاني 2016)».

بدوره أدان «الأزهر الشريف»، الوضع المأساوي في حلب، وطالب المجتمع الدولي بـ«تحمل مسؤولياته لوقف نزيف الدم السوري». 

وقال الأزهر، أمس الجمعة، في بيان له إنه «يتابع بقلق شديد ما تتداوله وسائل الإعلام من تردي الوضع الإنساني في حلب، جراء أعمال القصف والقتال التي تشهدها المدينة بسبب قصف المدنيين والمستشفيات ودور العبادة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص بينهم أطفال ونساء، وتشريد العديد من الأسر». 

وأكد الأزهر أن «الوضع المأساوي في حلب لم يعد يتحمل المماطلة لوقف إطلاق النار، وأن أعمال القتل والتدمير التي شاهدها القاصي والداني عبر وسائل الإعلام، ومشاهد التنقيب بين الأنقاض عن الضحايا الأبرياء لا يقره عرف ولا دين، وهو يخالف كافة الشرائع والمواثيق الدولية التي تدعو إلى احترام النفس البشرية وحقها في حياة آمنة وكريمة». 

وطالب المجتمع الدولي بـ«تحمل مسؤولياته في ضرورة الوصول إلى حل عاجل وسريع لوقف أعمال القتل والتدمير في حلب وإنهاء الوضع المأساوي فيها، والسعي قدما لوقف نزيف الدم السوري».‬ 

أما مواقع التواصل الاجتماعي، اشتعلت غضبا من قبل النشطاء، وتصدر وسم «#حلب_تحترق»، المرتبة الأولى عالميا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، واقترب من مليون تغريدة.

بينما نشط الوسم نفسه باللغة الإنجليزية، «AleppoIsBurning#»، غير أنه لم يحصد ترتيبا بين الأوسمة الأكثر تداولا على قائمة «تويتر». 
 

كما حل وسم «#حلب_تناديكم»، في المرتبة الثالثة بالمملكة العربية السعودية، متجاوزا 76 ألف تغريدة. 

ونقلت التغريدات، صورا وأنباء وتعليقات، تتناول ما اعتبرته «تدهورا شديدا في الأوضاع داخل حلب»، موجهة انتقادات للأنظمة العربية والغربية والنظام السوري.

واكتست العديد من حسابات النشطاء على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر» في العديد من البلاد باللون الأحمر، تضامنا مع المحاصرين في حلب.

وكانت قوات النظام السوري، وحلفاؤها، صعدت، خلال الأسبوع الجاري، من قصفها للأحياء الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وشمل ذلك قصف تعرض له، أول أمس، «مستشفي القدس» في المدينة، كان يمثل مركزا رئيسيا لعلاج الأطفال؛ ما أسفر مقتل  27 شخصا على الأقل، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره لندن، لكن مسعفين قدروا العدد بأكثر من ذلك.

وقال «المرصد»، أمس، إن الغارات الجوية، التي شنها النظام السوري وحلفاؤه على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب، خلال الأسبوع الجاري، أسفرت عن مقتل 131 مدنيا بينهم 21 طفلا.

ومن جانبه أعلن الدفاع المدني بحلب، ‏أن النظام السوري شن 260غارة جوية، واستخدم 110 قذيفة مدفعية و18صاروخا و65 برميلا متفجرا، واستشهد 106رجلا و43 سيدة و40 طفلا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حلب مستشفى القدس السعودية تركيا جامعة الدولة العربية الأزهر الشريف تويتر فيس بوك نشطاء

اتفاق أمريكي روسي على هدنة قصيرة الأمد في اللاذقية والغوطة وتجاهل حلب

«إخوان مصر»: الأنظمة العربية تشارك بصمتها في جرائم الإبادة الجماعية بحلب

غارة على مستوصف في حي تسيطر عليه فصائل المعارضة بحلب

تصاعد التنديدات بمجازر «الأسد» في حلب..والمعارضة تستنكر «صمت» مجلس الأمن

قطر قلقة للوضع الكارثي في حلب وتدعو المجتمع الدولي لإنقاذها

حلب تشهد كارثة إنسانية .. وروسيا تزعم براءتها من قصف مستشفى القدس

30 قتيلا في قصف روسي «متعمد» لمستشفى في حلب السورية

مع اشتداد المعارك في حلب .. طرق الهروب محدودة

«قصف حلب» و«إحباط الإرهاب بالمملكة» يتصدران اهتمامات صحف السعودية

«حلب تحترق»: تواطؤ الأعداء وصمت الأصدقاء .. حالة ”يتم“ غير مسبوقة ولا يأس من روح الله

قطر تدعو لعقد اجتماع طارئ لـ«الجامعة العربية» لبحث الأوضاع في حلب

«كيري» يلتقي نظيريه السعودي والأردني لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا

الإمارات تعرب عن قلقها البالغ إزاء استهداف المدنيين في حلب

وزير خارجية قطر يبحث أوضاع حلب مع نظرائه في تركيا وفرنسا وبريطانيا

«التعاون الخليجي» يحمل «الأسد» مسؤولية جرائم حلب ويدعو مجلس الأمن للتدخل

«الجامعة العربية» تعقد اجتماعا طارئا الأربعاء المقبل لبحث الوضع في حلب

حلب تبكي طبيبها الذي نذر حياته لخدمة الأطفال

وزير خارجية قطر يبحث مع نظرائه السعودي والأمريكي والألماني الوضع بحلب

«سيلفي الجثث».. إدانة بريطانية وإماراتية وغضب إلكتروني: أبشع وأقذر صورة

فيديو.. سكان حلب يتحدون «الأسد» ويؤكدون: «لن نترك مدينتنا»

مصير حلب .. مصير سوريا .. ومصير المشرق!

«الأسد» يعد بالـ«النصر النهائي» في حلب وينتهك «التهدئة»

السعودية: مجرزة «مخيم كمونة» بسوريا جريمة حرب لا ينبغي السكوت عليها