بثت صحيفة «الغارديان» البريطانية، مقطع فيديو لعدد من سكان حلب شمالي سوريا، أكدوا خلاله أنهم لن يتركوا المدينة وسيتمسكون بالصمود مهما اشتد قصف النظام السوري لهم.
وقال أحد السكان وهو يحمل بقايا الصواريخ والقنابل التي استخدمت في قصف المدينة: «لا بشار ولا أمريكا ولا روسيا ولا العالم كله سيخرنا من حلب، وسنظل في المدينة رغما عنه، لأنه ساقط، و.. و.. هو ومن معه».
فيما قال شاب في العشرينيات، إن القصف يستهدف المدنيين في المدينة، بهدف إجبارهم على تركها وهو الأمر الذي لن يحدث حتى لو أحرقوا بيوتنا، كما يحدث بالفعل حاليا.
ولفت السكان إلى أن المدينة تتعرض لشتى أنواع القصف سوا عن طريق طيران حربي أو طيران مروحي أو براميل متفجرة، وغيرها.
وكان وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، قال إن «حلب (شمالي سوريا) ستنضم إلى نظام التهدئة في غضون الساعات أو الأيام القادمة» بشروط.
جاء ذلك في تصريحات عقب مباحثاته في موسكو مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستفين دي ميستورا، حيث أشار إلى أنه «على قوات المعارضة المعتدلة والمؤيدة للهدنة أن تخلي مدينة حلب إذا كانت تريد ألا تستهدف»، فضلا عن تأكيده بأن وقف النار لن يشمل «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» المصنفيْن في قرار مجلس الأمن رقم 2254 كتنظيمات إرهابية.
وجاءت مباحثات لافروف دي ميستورا خلاصة لمساع دبلوماسية وتنسيق روسي أمريكي لإعادة الحياة للهدنة المنتهكة في سوريا، التي سيقوم بمراقبتها مركز روسي أمريكي في جنيف من المفترض أن يبدأ عمله الأيام القادمة تحت رعاية الأمم المتحدة.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، أمس الثلاثاء، أن «عواقب» ستترتب على عدم التزام «بشار الأسد» بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، خصوصاً في حلب.
وقال «كيري» في تصريح صحفي، أدلى به في مقر وزارة الخارجية بواشنطن: «في حال لم يلتزم الأسد بذلك ستكون هناك بشكل واضح عواقب وإحداها يمكن أن تكون الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار».
وأشار إلى «عواقب أخرى يجري النقاش حولها»، من دون أن يوضح ماهيتها.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أدان مجلس الأمن الدولي «بشدة»، «مهاجمة الأطراف المتنازعة في مناطق الصراع، المستشفيات والمنشآت الطبية»، معتبراً أن مثل تلك الهجمات تشكل «جرائم حرب».
واعتمد المجلس بإجماع كل أعضائه البالغ عددهم 15، قرارًا طالب فيه «كل الأطراف المتنازعة بحماية المستشفيات والمرافق الصحية في أوقات الصراع».
ويأتي صدور قرار مجلس الأمن، بعد أقل من أسبوع من الغارات الجوية على مستشفى «القدس» الميداني في مدينة حلب والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.
ومنذ 21 أبريل/ نيسان الماضي، تتعرض أحياء مدينة حلب لقصف عنيف عشوائي من قبل طيران النظام السوري، وروسيا لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلًا عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي «انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي».