«سيلفي الجثث».. إدانة بريطانية وإماراتية وغضب إلكتروني: أبشع وأقذر صورة

الثلاثاء 3 مايو 2016 06:05 ص

لم تمر صورة المذيعة السورية الموالية لنظام «بشار الأسد»، التي التقطتها مع جثث ضحايا حلب، قبل أيام، مرور الكرام، سواء على الصعيد الرسمي أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

المذيعة السورية «كنانة علوش»، أغضبت العالم، بعد أن نشرت على صفحتها بموقع «فيسبوك»، صورة لها بطريقة «سيلفي» مع جثث الضحايا في مدينة حلب سوريا، والتي سقطت جراء الهجمات العسكرية المتصاعدة بين قوات نظام «الأسد»، والمعارضة المسلحة.

سيلفي الجثث

و«علوش»، هي مذيعة موالية لنظام «الأسد» في سوريا، حيث عملت بالهيئة السورية العامة للإذاعة والتليفزيون، وأصبحت مراسلة حربية تُغطى الأحداث السورية على الصعيد الميداني، مدعمة نظام «الأسد» وما يشنه من هجمات عسكرية على الأراضي السورية.

وكثيرًا ما تعبر «كنانة علوش»، صاحبة «سيلفي الجثث» عن آرائها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مساندة النظام السوري في تصريحاتها، حيث قالت في آخر تدوينة مؤخرا عقب المجازر التي وقعت في مدينة حلب: «كل الناس يلي واقفة مع جماعة حلب تحترق هدول أغبياء.. الجيش السوري يقوم بتنظيف حلب لتعود آمنة مستقرة.. الجيش السوري مستمر في قتل الإرهاب وتدمير سكناتهم».

وتعمل «علوش» مراسلة تليفزيونية لقناتي «الدنيا» و«سما» من حلب، حيث تنقل أخبار الميدان والجيش السوري، في الوقت الذي قال موقع «سوريا برس»، إنها غير حاصلة على أي شهادة جامعية.

صورة «كنانة»، أثارت موجة من الغضب ضدها، وهو ما دفعها لتبرير فعلتها بالقول إن «الصورة ردة فعل على جرائم المسلحين ضد جنود الجيش السوري والمدنيين».

وتابعت: «لست حقودة، ولست من هواة القتل والتدمير، بل أتمنى أن يسود بلدي السلام، وأن تعود أيام زمان بكل تفاصيلها، ولكن لابد من التساؤل هؤلاء المسلحون -أجانب كانوا أم سوريين- لو تمكنوا من الدخول إلى مدينة حلب، ولم يتصد لهم جيشنا الباسل، هل كانوا سينثرون علينا الأزهار والورود؟، هل سيقولون لنا إنه من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن؟».

لم تكن تلك المرة الأولى التي تستفز بها كنانة مشاعر العرب، حيث ظهرت في عام 2015 وهي تقوم بالترويج لنظام «بشار الأسد»، عن طريق سيرها وسط جثث القتلى الذي خلفهم النظام، ولم يظهر عليها أي طابع من الغضب جراء الجثث المتناثرة هنا وهناك.

انتقادات رسمية

بريطانيا، علقت على الصورة بأنها «الأبشع في العالم».

وقال متحدث الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، «إدوين صامويل»، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «سيلفي لمذيعة النظام السوري مع جثث الضحايا في حلب، أسوأ وأبشع سيلفي في العالم.. ما رأيكم».

وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي «أنور قرقاش»، علق عبر حسابه بـ«تويتر»: «التوحش والنذالة لا تعرف قاعا في حروب العرب الأهلية، من سلفي الإعلامية السورية إلى استعراض الجثث عبر شاحنة النقل، وقبل ذلك عنف وإعدامات داعش».

وأضاف: «العنف واستعراضه أصبح ظاهرة يومية في لغة العرب مع العرب، والإعلام الحديث سهل نشره، ظاهرة إن لم نتصدى لها ستصبح سردا مواكبا و مقبولا لحروبنا»، وتابع: «هل نقف صامتين أمام هذا الإفلاس والانحطاط اليومي والمرافق لحروب العرب والإرهاب المصاحب؟.. هل وجب أن نسقط أخلاقيا ونحن نمزق الأوطان ونفكك الدول؟».

غضب إلكتروني

ناشطون عبر «تويتر»، قالوا إن «علوش» بهذا التصرف، الذي لا يمت لأي نوع من المهنية بصلة، تحاول خطف الأضواء من زميلها «شادي حلوة»، الذي خطف الأضواء طيلة الأشهر الماضية بمرافقته للعقيد «سهيل الحسن» الذي قاد معارك في ريف حلب الشرقي، وفي منطقة تدمر، حيث رافقه «حلوة» كظله في كل مكان ما جعله يكتسب شهرةً واسعة على حساب زميلته مراسلة قناة «سما» التي مُنعت بطلب من «حلوة» من الوصول إلى مطار كويرس لتغطية المعارك هناك.

في الوقت الذي وصفها «ياسين أبو رائد» عضو المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية، بأنها تهوى «الرقص على الجثث»، مضيفا: «هي مجرمة ومشاركة بالقتل، ومحرضة على الجرائم.. مرة اتصورت وهي حاطة رجلها على الجثة».

وتابع: «مستواها أقل من أن أعطيها قيمة للحديث عنها والتعليق على بشاعة جرائمها».

فيما غرد الناشط والسياسي المصري «مصطفى النجار»: «سيلفى الإعلامية السورية كنانة علوش مع الأشلاء والقتلى، ضحايا نظام بشار، صورة سيسجلها التاريخ كنموذج للانحطاط والتشوه».

فيما كتب «زوني»: «أقذر سيلفي على وجه التاريخ.. في اليمين مع جثث الشهداء.. وفي اليسار مع شبيحة الأسد»، وأضافت «وفاء سليم»: «تمثل أخلاق مؤيدي الأنظمة الدكتاتورية!».

وتابعت الإعلامية «أحلام اليعقوب»: «في مكان تفوح منه رائحة الدم.. مر الظلم من هنا، مر ملك الموت من هنا، ومر الحمقى من هنا».

وأشارت «سعدية مفرح»، إلى أن هذه الصورة، تفوقت في بشاعتها عن كل الصور التي خرجت من حلب، وكتبت: «سيلفي الإعلامية كنانة علوش مع جثث أبناء شعبها من السوريين تفوق في بشاعته وانحطاطه على كل الصور الدامية من حلب»، وأضافت «بيان»: «الإنسانية والقيم الأخلاقية أصبحت في الحضيض».

كما شن النشطاء هجوما على صفحة «كنانة»، بنشر صور الكثير من الضحايا الأطفال والنساء والشيوخ، حتى امتلأت صفحتها بمئات الصور.

سيلفي رابعة

وربط النشطاء، بين «سيلفي الجثث»، والصور التي التقطها جنود مصريين بعد مذبحة فض اعتصام أنصار الرئيس المصري الأسبق «محمد مرسي» بميدان رابعة العدوية، في 14 أغسطس/ آب 2013.

وقال الناشط «هتكلم وهقول»: «سيلفي الجثث في سوريا لم يكن الأول من نوعه.. عودوا بذاكرتكم لصور الضباط الأنجاس الذين قتلوا العُزّل في رابعة والتقطوا الصور بجانبهم».

ونشر «أحمد ماهر»، صورة لرجلي شرطة، خلال التقاط صورة في ميدان رابعة، والجثث حولهما، وألسنة اللهب تتصاعد بجانبهم، وقال: «بمناسبة صورة سيلفى بتاعة كنانة علوش مع جثث قتلي قصف حلب في سوريا.. الصورة دى من مجزرة رابعة بعد ماقتلوا وحرقوا الجثث».

وعلق على ذات الصورة «محمد أبو الفضل»: «تعددت الكلاب والفعل واحد، مذيعة سورية تأخذ سيلفي مع الجثث وحلب تحترق.. وجنود مصريين في صورة تذكارية مع أشلاء أهل رابعة».

وكتب «عمر جابر»: «شوفتوا المذيعين اللي بيتصوروا سيلفي مع الجثث في سوريا.. عندنا مذيع مصري اسمه باسم يوسف، رقص على جثث رابعة والنهضة برضو».

وفي 14 أغسطس/ آب 2013 فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر في ميداني «رابعة العدوية» شرقي القاهرة، و«النهضة» غربي العاصمة، ما أسفر عن سقوط 632 قتيًلا منهم 8 شرطيين حسب المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر «حكومي»، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية «غير رسمية»، إن أعداد الضحايا تجاوزت 1000 قتيل.

  كلمات مفتاحية

حلب تحترق مذيعة سوريا بريطانيا الإمارات تويتر

«الجبير»: النظام السوري وروسيا يمارسان تطهيرا عرقيا في حلب

تجدد القصف على حلب والمعارضة تعيد تشكيل غرفة عمليات «جيش الفتح»

حلب تبكي طبيبها الذي نذر حياته لخدمة الأطفال

«حلب تحترق»: تواطؤ الأعداء وصمت الأصدقاء .. حالة ”يتم“ غير مسبوقة ولا يأس من روح الله

مليون ونصف تغريدة حمراء.. السعودية وتركيا والجامعة العربية يدينون مجزرة حلب

ردود الفعل الغاضبة تجبر فضائية مصرية على الاعتذار بعد سخرية أحد برامجها من ضحايا حلب

بسبب التدخين.. وفاة إيراني ملقب بأقذر رجل في العالم