أعلنت «الجامعة العربية»، مساء أمس السبت، عقد اجتماع طارئ على مستوى مندوبيها الدائمين، الأربعاء المقبل، في مقرها بالقاهرة؛ بناء على طلب دولة قطر لبحث التصعيد الخطير للوضع في مدينة حلب السورية.
وقالت الجامعة، في بيان لها، إن الاتفاق على عقد الاجتماع تقرر بعد المشاورات والاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة ومملكة البحرين (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة) مع الدول الأعضاء، وبعد موافقة دولتين اثنتين على عقد الاجتماع هما السعودية والبحرين، وهو ما ينص عليه النظام الداخلي للجامعة في مثل هذه الأحوال.
وفي وقت سابق اليوم، طلبت دولة قطر، عقد اجتماع طارئ، لمجلس الجامعة، لبحث تطورات الأوضاع الأخيرة في مدينة حلب في الشمال السوري.
وأكد وزير الخارجية القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» أن ما تتعرض له حلب يتنافى وكافة المواثيق والمبادئ الدولية.
وشدد «آل ثاني» في اتصالات هاتفية أجراها مع وزراء خارجية كل من تركيا وفرنسا والمملكة المتحدة، على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه وقف ما وصفه بالمجزرة وحماية الشعب السوري.
كما بحث وزير الخارجية القطري الوضع الإنساني المأساوي في مدينة حلب في ظل استمرار القصف الوحشي لقوات النظام في سوريا على المؤسسات والمدنيين.
وكانت دولة قطر أدانت الوضع الكارثي في حلب جراء القصف، ودعت المجتمع الدولي و«مجلس الأمن» إلى القيام بمسؤولياته لحماية الشعب السوري.
وقد أدانت «جامعة الدول العربية» بأشد العبارات القصف الذي تعرض له الأربعاء الماضي مستشفى القدس في حي السكري بحلب، والذي أسفر عن مقتل خمسين شخصا بينهم أطباء ومسعفون، ووصفت القصف بالوحشي.
وطالب الأمين العام لـ«لجامعة العربية»، «نبيل العربي» في بيان له اليوم السبت، بمعاقبة المسؤولين عن ارتكاب هذا القصف الذي وصفه بالجريمة النكراء بحق المدنيين السوريين.
وأكد «العربي» على ضرورة تثبيت الهدنة ووقف الأعمال العدائية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة والمحاصرة، مجددا موقف الجامعة الداعم لحل الأزمة السورية سياسيا عن طريق التفاوض وفق ما نص عليه بيان جنيف1 وقرار «مجلس الأمن الدولي» 2254.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عبر عن إدانة بلاده وشجبها واستنكارها الشديدين للغارات على مدينة حلب السورية، وقال إن استهداف المدينة يسعى لإجهاض المساعي الدولية الرامية للوصول إلى حل سياسي للأزمة.
وتشهد مدينة حلب منذ 22 أبريل/نيسان تصعيدا عسكريا بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، أوقع 246 قتيلا من المدنيين، وفق حصيلة لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الأحياء الشرقية فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية بالقذائف الصاروخية.
وتعيش سوريا منذ 5 سنوات حربا أهلية خلقت حتى الآن نحو ربع مليون قتيل وأكثر من 3 ملايين مصاب، وتهجير نصف الشعب السوري في الداخل والخارج.