أفادت مصادر في المقاومة الشعبية اليمنية بأن الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» سيطرتا على جبل جالس الاستراتيجي في بلدة القبيطة شمال محافظة لحج (جنوب)، الذي يطل على قاعدة العند (أكبر قاعدة عسكرية باليمن)، بعد هجوم واسع، أجبر قوات المقاومة على الانسحاب؛ نتيجة النقص في العتاد والذخيرة.
وأفاد مصدر عسكري موال للحكومة، بأن الحوثيين وحلفاءهم شنوا هجوما الثلاثاء للسيطرة على جبل جالس الواقع على مسافة 20 كلم من القاعدة، بحسب مواقع يمنية.
وأضاف أن المتمردين «نجحوا في السيطرة على الجبل (...) وبإمكانهم الآن استهداف القاعدة بصواريخ كاتيوشا».
وجاءت سيطرة الحوثيين، على جبل جالس بعد معارك شرسة خلفت 30 قتيلا، بينهم 7 مدنيين، حسبما أفادت مصادر عسكرية.
وتقع العند، أكبر قاعدة عسكرية يمنية، في محافظة لحج التي استعادتها قوات حكومة الرئيس «عبد ربه منصور هادي»، بدعم من التحالف في يوليو/تموز الماضي، من سيطرة الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس المخلوع. وتستخدم قوات التحالف حاليا القاعدة المحاطة بمناطق جبلية عدة.
وتسعى الميليشيات إلى إحداث إرباك في صفوف القوات الموالية للشرعية ما يمكنها من السيطرة على مواقع جبلية استراتيجية مطلة على قاعدة العند الجوية وممر الملاحة الدولية باب المندب.
ولا تزال المعارك مستمرة في جبهات مختلفة من اليمن، على الرغم من الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 11 أبريل/نيسان، بمبادرة من الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، أبلغ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي، أنه سيطرح على أطراف الأزمة اليمنية خلال الأيام القليلة المقبلة، خارطة طريق تستهدف إنهاء الصراع واستعادة مسار عملية سياسية سلمية في البلاد.
وقال في إفادة قدمها إلى أعضاء مجلس الأمن عبر دائرة تليفزيونية من الكويت، إن مشاورات الكويت تستهدف التوصل إلى اتفاقية سلام مستدامة وشاملة بغرض إحلال الأمن والاستقرار لليمن ولشعبه وتمثل ومضة أمل لمنطقة الشرق الأوسط المبتلية بسلسلة من النزاعات الإقليمية والدولية.
وأوضح أن خارطة الطريق تقوم على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر العام الماضي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بتقديم الخدمات الأساسية وتحقيق الانتعاش الاقتصادي.
وأردف قائلا: «وفقا لخارطة الطريق فإن حكومة الوحدة الوطنية ستكون مسؤولة عن إعداد حوار سياسي بشأن الخطوات المتبقية للتوصل إلي حل سياسي شامل يتضمن القانون الانتخابي وتفويض المؤسسات التي ستشرف على الفترة الانتقالية وإكمال مسودة الدستور».
وناشد «ولد الشيخ أحمد» أطراف الصراع اليمني بـ«ضرورة تقديم التنازلات اللازمة من أجل التوصل إلي اتفاق شامل يحفظ سلامة اليمن ومواطنيه».
وما زال تشكيل الحكومة يقف حجر عثرة أمام تقدم المشاورات، الجارية في الكويت منذ 21 أبريل/نيسان الماضي؛ حيث يرفض وفد الحوثيين وحزب «صالح مقترحا للانضمام إلى الحكومة الحالية التي يترأسها «أحمد عبيد بن دغر»، ويطالبون بحكومة توافقية جديدة يكون شركاء فيها، وتمتلك كافة الصلاحيات، قبل الانتقال إلى مناقشة البنود الأخرى الموضوعة على قائمة جدول أعمال المشاورات.
ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة فقد خلفت الحرب في اليمن، منذ مارس/آذار 2015، أكثر من 6400 قتيل و30 ألف جريح.