«مشعل» يحذر من مخططات إقليمية لصناعة قيادة فلسطينية جديدة

الخميس 23 يونيو 2016 07:06 ص

حذر «خالد مشعل»، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، من وجود مخططات إقليمية لصناعة قيادة فلسطينية جديدة، والتحكم في قرارها السياسي،  كما عبر عن شكره لتركيا وقيادتها، لدعمها القضية الفلسطينية واشتراطها رفع الحصار عن غزة مقابل تطبيع العلاقات مع «إسرائيل».

جاء ذلك خلال لقاء مع إعلاميين نظمه في العاصمة القطرية الدوحة مساء الأربعاء، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء.

وقال «مشعل»: «هناك مخططات إقليمية (لم يسمها) تتحرك اليوم لمحاولة صياغة المشهد الفلسطيني الداخلي وصناعة قيادته الجديدة والتحكم فيها وفي قرارها السياسي وفق مقاسات إقليمية وليس وفق متطلبات شعبنا ومصالحه وثوابته».

وأشار إلى أن هذه المخططات «تستهدف غزة ورام الله، وتعمل على كسر حماس وكسر مشروع المقاومة».

واعتبر أن ضم وزير الدفاع الإسرائيلي، «أفيغدور ليبرمان»، للحكومة «الإسرائيلية»، مؤخراً؛ يأتي لأن «له خبرة وعلاقات تساعد إسرائيل على تنفيذ هذه الأجندة».

وفي مايو/أيار الماضي، كشف موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، نقلا عن مصادر أردنية وفلسطينية، عن أن الإمارات ومصر والأردن تخطط لـ«مرحلة ما بعد محمود عباس»، من خلال إعداد القيادي المفصول من حركة «فتح»، «محمد دحلان»، لخلافة «عباس»، في رئاسة «السلطة الوطنية الفلسطينية» وحركة «فتح» و«منظمة التحرير الفلسطينية».  

وقال الموقع إن الإمارات أطلعت تل أبيب بالفعل على الخطة الساعية إلى إحلال «دحلان» بدلا من «عباس»، فيما سيقوم «دحلان» والدول العربية الثلاث بإطلاع السعودية على الخطة حين اكتمالها.

ولفت إلى الأهداف الرئيسية للخطة تتمثل في: «توحيد وتعزيز حركة فتح من أجل تجهيزها للانتخابات المقبلة في مواجهة حماس»، و«إضعاف حماس من خلال تقسميها إلى فصائل متنافسة»، و«السيطرة على المؤسسات الفلسطينية ذات السيادة، والسلطة الوطنية الفلسطينية، ورئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، وقيادة حركة فتح»، و«عودة دحلان لعرش حركة فتح والسلطة الفلسطينية».

«مشعل»: بالجهدين القطري والتركي نكسر حصار غزة ونعيد إعمارها

وتعليقاً على تصريحات لوزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو»، بأن أحد شروط تطبيع بلاده للعلاقات مع «إسرائيل» هو «رفع الحصار عن غزة»، قال «مشعل»: «تصريحات وزير الخارجية التركي ردت على ما قيل عن مصادر مكذوبة بشأن التطبيع مع إسرائيل، يُشكر الأتراك وتُشكر القيادة التركية أنها وضعت شرط كسر الحصار عن غزة، ولو تخلت تركيا عن هذا الشرط لتفاهمت (مع إسرائيل) منذ زمن».

وبين القيادي في حركة «حماس» أن حركته «تسعى لكسر الحصار عن غزة وإعادة إعمارها بالجهد القطري والتركي».

وانتقد «مشعل» مبادرات سياسية دولية (لم يسميها)، قال إنها «هي أقرب لملئ الفراغ والإلهاء منها كفرص جادة حقيقية لمعالجة هذا الصراع فضلاً عن اختلال مضمونها في الأساس».

وحذّر من أن «هناك سعي لتفتيت الأمة وتقسيمها»، مشيراً إلى أن «الكيان الصهيوني عامل أساسي في تأجيج قضايا المنطقة وتأزيمها وتأخير حلها في ظل أجندته الساعية لتقسيم المنطقة واستنزاف مقدراتها».

وأضاف: «في ظل انشغال العالم عن القضية الفلسطينية، تبرز أهمية العامل الفلسطيني وضرورة ترتيب أولويات البيت الفلسطيني».

«مشعل» لفت إلى وجود عدة أولويات لحركة «حماس»، ويأتي في مقدمتها: «إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية»، و«المحافظة على زخم الانتفاضة والمقاومة»، و«كسر الحصار عن قطاع غزة»، و«السعي لتجنب أي حرب جديدة على قطاع غزة»؛ فـ«مشروعنا مقاومة وتحرير، وليس سلسلة من الحروب مع الاستمرار في تعظيم قدرات المقاومة وجاهزيتها والاستعداد لأسوأ الاحتمالات».

وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك 3 عناوين هي جوهر المصالحة وتحقيق الوحدة وهي: «حكومة وحدة وطنية»، و«انتخابات لكل مرجعياتنا في السلطة ومنظمة التحرير»، و«شراكة بين كل القوى والفصائل في الحرب والسلام».

وعن سبب إخفاق جولات المصالحة بين «فتح» و«حماس» التي استضافتها الدوحة، قال: «هناك أخطاء من فتح وحماس، كما أن المصالحة لم تعد شأنا فلسطينيا؛ حيث يتدخل فيها القريب والبعيد».

ومضى بقوله: «قطر مشكورة استضافتنا مرتين وخطونا خطوات معقولة ، المحطة الثالثة (انتهت الأسبوع الماضي) عملنا ولكن هناك بعض التباينات في بعض المسائل وقلنا لنعد الكرة بالرعاية القطرية الكريمة فنحن ما زلنا في الطريق».

تعليق «مشعل» على علاقات «حماس» بالقاهرة وطهران والرياض

 

وعن علاقة «حماس» مع القاهرة، قال «مشعل»: «مصر أكبر دولة عربية، ولا أحد عاقل في الساحة الفلسطينية يستطيع أن يتجاهلها أو أن يستغني عن دورها».

وأشار إلى أن علاقة الحركة حالياً محصورة مع المخابرات المصرية، معتبراً هذه العلاقة «أحد أهم أدلة براءة حماس من اتهماها بالتورط في اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات».

وفي تعليقه على تصريحات القيادي في الحركة، «موسى أبو مرزوق»، بشأن إشادته بدعم إيران للمقاومة، مؤخراً، قال «مشعل»: «هناك معركة نخوضها مع الاحتلال في ظل اختلال موزاين القوى، ونحن محتاجون للدعم، وبصرف النظر عن اتفاقنا معها (يقصد إيران) سياسيا أو اختلافنا نرحب بدعمها ولا نجد غضاضة في ذلك، وقبولنا للدعم منها ليس تأييدا لمواقفها أو أجنداتها هنا أو هناك، شرط ألا ندفع فاتورة من قيمنا السياسية».

وبيّن أنه لا يوجد ما يمنع دعم من هذا الطرف أو ذاك "لكن مع بقاء ثوابتنا أننا لا نتطابق من أجندات الآخرين التي نخالفها ونحن ضد التدخل في سوريا والعراق واليمن وفي قضايا الأمة»، مستطرداً: «هذا جوهر موقف حماس».

وفي رده على سؤال حول علاقة الحركة بالسعودية بعد زيارة وفد الحركة لها العام الماضي، قال «مشعل»: «سياستنا الانفتاح على كل الدول العربية والاسلامية، البوابة مفتوحة من طرفنا، ولكن من الطرف الآخر، هناك دول بوابتها مفتوحة معنا دائما مثل قطر وتركيا، وهناك دول تفتحت أحيانا وتغلق أحيانا، وهناك بوابات مغلقة، وسنطل نطرق كل الأبواب من أجل شعبنا الفلسطيني».

ودلل على تمسك «حماس» بمبادئها، قائلا: «كنا ملوك غير متوجين في سوريا لمدة 15 عاما عندما اقتضى الأمر أن ننحاز إلى قيمنا خرجنا من دمشق».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

فلسطين تركيا خالد مشعل قطر مصر المصالحة الفلسطينية

«حماس» تشيد بالدعم الإيراني وتؤكد عقد لقاء مرتقب مع «فتح» بالقاهرة

المصالحة الفلسطينية .. ‏وفد من «فتح» إلى الدوحة وآخر من «حماس» إلى القاهرة

أنظمة الثورة المضادة تهيئ «دحلان» لخلافة «عباس» بعد فشل المصالحة بينهما

الإمارات و(إسرائيل) تخططان لتتويج «دحلان» وتليفزيون الاحتلال يصفه بـ«صديق ليبرمان»

«ميدل إيست آي»: خطة ثلاثية إماراتية مصرية أردنية لإسقاط «عباس» وتنصيب «دحلان»

«مشعل»: مخططات إقليمية لكسر مشروع «حماس»

مصادر: «حماس» تتجه لاختيار «هنية» لرئاسة المكتب السياسي خلفا لـ«مشعل»