بعد عودة العلاقات مع (إسرائيل).. نشطاء وسياسيون: شكرا تركيا لكن لا للتطبيع

الاثنين 27 يونيو 2016 12:06 م

أثار الإعلان التركي عن بدء المرحلة الأولى لتطبيع العلاقات مع (إسرائيل) ردود أفعال واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بين شريحة السياسيين والمحللين وعلى رأسهم الفلسلطينيين بالطبع.

ورغم وجود تباين في وجهات النظر، إلا أن الاتجاه السائد في التغريدات جاء مستنكرا للاتفاق، رغم التماس بعض العذر لتركيا، والإشارة إلى الضغوط التي تتعرض لها.

وشهد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» آلاف المشاركات عبر أوسمة مختلفة، من أبرزها: «التطبيع التركي الإسرائيلي» و«أردوغان ركّع إسرائيل» و«أردوغان صديق إسرائيل» و«حصار غزة ينكسر».

شكرا تركيا لكن لا للتطبيع

البداية مع المحلل السياسي الفلسطيني «ياسر الزعاترة»، الذي علق على الاتفاق عبر «تويتر» بقوله: «فرضت تركيا بعض الشروط لها ولغزة في اتفاق التطبيع مع (إسرائيل)، لكنها هامشية ولا تقلل من سوئه. اتفاق فرضه حريق المنطقة، لكن إدانته واجبة».

وأضاف في تغريدة أخرى: «أدنت مرارا اتفاق التطبيع التركي الإسرائيلي، رغم علاقة تاريخية ورثها أردوغان، لكن بعضهم يدين هذا، ويدعم من يحاصر غزة وعلاقته حميمة بنتنياهو».

أما «رضوان الأخرس»، الناشط الفلسطيني فشارك عبر حسابه في «تويتر» قائلا: «عاطفيًا مؤلمة كل خطوة تجاه الاحتلال وإن كان لا مكان في السياسة للعواطف، ولا أتمنى أن أرى من يبرر التطبيع فهذا مرض نتمنى زواله لا التعايش معه»، وتابع: «التطبيع مع الكيان (الصهيوني) غير مقبول بغض النظر عن فاعله وكفلسطيني ولا يمكن أن أقبل بأي شرعية للإحتلال أو شرعنة وجوده تحت أي مبرر».

وفي تغريدة أخرى، قال: «من المخجل تحويل مشكلة غزة إلى قضية مساعدات دون وجود نية لكسر الحصار حتى يذهب جذر المشكلة فنحن شعبٌ عزيز تعود أن لا يتسول لا طعامه ولا حريته».

بينما اعتبر الكاتب الفلسطيني، «حسام الدجني» أن الاتفاق صنع جسراً برياً يربط تركيا بقطاع غزة، «بعد أن أغلق الأشقاء شرايين الحياة بمعناها الشامل، وليس المتعارف عليه (الأنفاق)».

أما المحلل السياسي الفلسطيني «مصطفى الصواف» فكتب قائلا: «يكفي تركيا أنها حاولت، لكن اللوم على من يدعي الحرص على القضية الفلسطينية، ويحاصر الشعب الفلسطيني، ويغلق الرئة التي يتنفس منها مليونان في قطاع غزة، ويعمل على تصفية القضية الفلسطينية، ويقوم بدور العراب لبعض الأنظمة العربية من أجل التطبيع مع الاحتلال، وإقامة علاقات بينه وبين دول عربية كانت تعتبر هذا الكيان عدواً مغتصباً، ويطرح اليوم مشاريع الاعتراف بهذا الكيان حتى لو على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه».

وأضاف: «قد تفشل تركيا في تحقيق شرط رفع الحصار عن قطاع غزة -ولن يكون هذا نهاية الدنيا- وهذا ما يتمناه اليسار والعلمانيون بشكل عام؛ فقط كون تركيا تؤكد على إسلاميتها، فلو كانت تركيا باقية على علمانيتها الأتاتوركية لوجدت ترحيباً من كل هؤلاء الرافضين للدور التركي، حتى لو أدى إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، وهذا يؤكد رفض هؤلاء جميعاً أن يكون للإسلام دور في معالجة أزمات الشعب الفلسطيني، والمنطقة العربية والإسلامية».

أما د.«طارق الزمر»، رئيس حزب البناء والتنمية المصري، ففضل الإشادة بالدور التركي تجاه حصار غزة قائلا: «في الوقت الذي تحاصر فيه بعض الدول العربية القضية الفلسطينية في غزة فإن تركيا تمارس ضغوطا على إسرائيل منذ ست سنوات لفك الحصار».

الأكاديمي الكويتي «حامد العلي» غرد قائلا: «خطوة تركيا جاءت بالتنسيق مع غزة المقاوِمة للتخفيف عنها، غزة تموت بسبب خنق الأنظمة العربية لها ونظام سيسي أشدهم تصهينا سيما بعد هدم الأنفاق».

بينما أشاد الأكاديمي التركي «أحمد أويصال» بالاتفاق، وأكد أن «سوريا وفلسطين ستكونا أحسن من الوضع الحالي بسبب الاتفاق».

موقف حماس وفتح والجهاد

وعلق الصحفي والكاتب التركي «حمزة تيكين» على الاتفاق بقوله: «الاتفاق التركي ـ الإسرائيلي تم بموافقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، واطلع رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل على بنود الاتفاق بواسطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان».

لكن عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية بحماس، «أسامة حمدان» نفى الأمر، ورد قائلا: «ما تقوله غير صحيح يا أستاذ حمزة ولا يخدم مصداقيتك. الاتفاق قرار تركي دون تدخل حماس».

بيما أكد قيادي آخر في الحركة في تصريحات صحفية أن إنهاء الحصار كان شرطاً تبنّته تركيا كموقف لإكمال رسالة وهدف أسطول مرمرة الذي أبحر من أجله نحو القطاع، مؤكداً أن أنقرة بذلت كل ما بوسعها.

واعتبر القيادي أن إصرار تركيا على بقاء مكاتب التمثيل الفلسطيني كما هي، إشارة على قوة العلاقة بين أنقرة وحماس، واستمرارها، وعزّزها لقاء الرئيس التركي أردوغان برئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل.

من جانبها، علقت حركة فتح على الاتفاق بقولها أن «مصالح الدول أهم من الأيدولوجيا»، وأضاف القيادي بالحركة يحيى رباح: «تركيا لديها مصالح كثيرة في الاتفاق؛ من بينها التطبيع مع إسرائيل، والسماح بتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا من خلال تركيا، إضافة إلى أن أنقرة تطمع بأن تتحسن شروطها لدخول الاتحاد الأوروبي، ومن الممكن أن تساعد تل أبيب في ذلك».

أما حركة الجهاد الإسلامي فأعلنت عن «رفض الصلح والتطبيع مع العدو الصهيوني من قبل أي طرف عربي أو إسلامي تحت أي مبرر أو ذريعة».

وفي بيان صحفي، قالت الحركة: «بمعزل عن أي اتفاق، فنحن نرحب بأية جهود عربية أو إسلامية لتخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني، ونتطلع إلى إنهاء الحصار عن قطاع غزة بالكامل».

وبموجب اتفاق تطبيع العلاقات الذي تم توقيعه اليوم الثلاثاء، ستدفع (إسرائيل) 20 مليون دولار لضحايا الهجوم على سفينة المساعدات التركية.

ويشمل الاتفاق أيضا مسألة حصار غزة، ومن المقرر أن ترسل تركيا أول شحنة مساعدات إلى القطاع يوم الجمعة المقبل تضم موادا للاستخدام في الأغراض المدنية، بينها مساعدات إنسانية، كما سيتم الاستثمار في مجال البنية التحتية في القطاع، وإنشاء مساكن لأهالي القطاع، على أن تفتتح مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، في أقرب وقت ممكن.

كما يشمل الاتفاق بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء، ومعالجة المياه في قطاع غزة، وزيادة حصة القطاع من الكهرباء والمياه، ما يصب في سبيل تلبية الحاجات العاجلة لأهالي القطاع، ويمهد الطريق لإنشاء مشاريع كبيرة في غزة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا (إسرائبل) العلاقات التركية الإسرائيلية التطبيع تطبيع العلاقات حماس فلسطين قطاع غزة

تركيا و(إسرائيل) توقعان على نص اتفاق تطبيع العلاقات

«يلدريم»: اتفاق التطبيع يتضمن تعويضات إسرائيلية لضحايا «مرمرة» ومساعدات تركية لغزة

تركيا و(إسرائيل) تتوصلان لاتفاق حول تطبيع العلاقات

تركيا: محادثات تطبيع العلاقات مع (إسرائيل) هدفها الرئيسي فك حصار غزة

(إسرائيل): «أردوغان» يصر على رفع الحصار عن غزة كشرط للتطبيع

«أميركان إنتربرايز»: عداء «أردوغان» لـ(إسرائيل) فكري وعلى الدولة العبرية دعم الأكراد

وزراء الدفاع والعدل والتعليم في (إسرائيل) رفضوا اتفاقية تطبيع العلاقات مع تركيا

«موديز»: تطبيع علاقات تركيا و«إسرائيل» سيدعم الاستقرار السياسي الإقليمي