اعتبر خبير أمني واستخباراتي أمريكي، ثبوت وقوف تنظيم «الدولة الإسلامية»، وراء هجوم العاصمة البنغلادشية داكا، سابقة خطيرة.

ونقل موقع «سي إن إن بالعربية»، عن «بوب بير» محلل الشؤون الأمنية والاستخباراتية والعميل السابق بوكالة الاستخبارات الأمريكية «CIA»، قوله: «كنت أعمل في جنوب آسيا، وكنا نعتبر بنغلادش دولة علمانية بالكامل، حيث لم تتواجد حركات متطرفة ولا اغتيالات أو أي عمليات قتل بالأسلحة».

وتابع قائلا: «ما جرى بالفعل يعتبر سابقة خطيرة وغير معهودة، إذا ثبت بالفعل أن هناك دافعا سياسيا ورائها»، مضيفا: «عمليات قتل المدونين العلمانيين والنشطاء الحقوقيين يعتبر أمرا جديدا كليا ولم يتوقعه أحد قبل خمس سنوات».

وأشار إلى أنه «إذا ثبت وقوف تنظيم الدولة الإسلامية أو أي جماعية إسلامية موالية وراء هذه العملية، فإن ذلك سابقة خطيرة بالنسبة لدولة فقيرة للغاية».

يشار إلى أن تصريحات «بير» تأتي في الوقت الذي أعلن فيه تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر وكالة «أعماق» الذي يعتبر الذراع الإعلامية للتنظيم، مسؤوليته عن الهجوم.

إلا أن أعلن وزير الداخلية البنغالي «أسد الزمان خان»، قال الأحد، لوكالة «أ ف ب» إن منفذي الهجوم «كانوا أعضاء في جماعة المجاهدين في بنغلاديش»، وهي مجموعة محظورة منذ أكثر من عقد، مؤكدا أنهم «لم يكونوا على أي ارتباط بتنظيم الدولة الإسلامية».

وأكد «خان» أن جميع المهاجمين قادمون من عائلات ميسورة، وأنهم «شبان أنهوا تحصيلهم الجامعي، ولم يتخرج أي منهم من مدرسة قرآنية».

وبثت الشرطة أسماء ستة مهاجمين قتلوا في الهجوم الذي شنته وحدات مكافحة الإرهاب على المطعم، بينما اعتقل سابع تقوم أجهزة الاستخبارات حاليا باستجوابه.

وكانت الحكومة في بنغلاديش، أعلنت صباح السبت، مقتل 20 أجنبيا كانوا ضمن رهائن احتجزهم مسلحون من تنظيم «الدولة الإسلامية» في مقهى بالعاصمة دكا.

وقُتل خلال عملية تحرير الرهائن اثنان من عناصر الشرطة و6 من المسلحين، بينما تم تحرير 13 من الرهائن.

واقتحم المسلحون مقهى «هولي ارتيسان بيكري» بالعاصمة دكا، مساء الجمعة، واحتجزوا رهائن لنحو 12 ساعة، قبل أن تقتحم قوات الأمن المكان، وتقتل المسلحين.

من جهته، أدان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم، مشيرا إلى أن «الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأنه لا ينبغي ربطه بأي دين أو جنسية أو جماعة عرقية».

وشدد البيان على ضرورة اتخاذ تدابير تجفيف مصادر تمويل الإرهاب والمنظمات الإرهابية، وفقًا لقراري المجلس 2199  و2253 الصادرين العام الماضي، داعيا إلى «ضرورة تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة الأعمال الإرهابية إلى العدالة».

وكانت رئيسة الوزراء البنغالية الشيخة «حسينة واجد»، وصفت الهجوم بأنه «دنيء جدا»، وأن منفذيه «لا دين لهم سوى الإرهاب»، وأكدت عزمها على «استئصال الإرهاب» في هذا البلد الذي يشكل المسلمون أكثرية سكانه.