«علماء ليبيا» تطلب من خارجية بلادها مخاطبة السعودية وقف تحريض «المدخلي»

السبت 9 يوليو 2016 07:07 ص

قالت هيئة علماء ليبيا، إن ما ورد في منشور الداعية السعودي «ربيع المدخلي»، يعد «تدخلا سياسيا غير ناضج ولا مدروس في الشأن الليبي الداخلي، وتحريضاً على الفتنة والاقتتال بين المسلمين في ليبيا»، مطالبة خارجية بلادها مخاطبة السعودية لوقف هذا التحريض.

واعتبرت الهيئة في بيان اطلع عليه «الخليج الجديد»، أن «هذا المنشور لو صدر عن هيئات سياسية أو شخصيات تمثل حكوماتها لربما ضربت عنه صفحا، أو كان الرد عليه إلى جهات ليبية مماثلة، ولكن أن يصدر مثل هذا التحريض في ثوب نصيحة دينية للشباب الليبي، ويحمل في طياته طعنا في علماء ليبيا، وفي الشباب الذي يقف في وجه قوى البغي والعدوان، فإن الأمر يتطلب من هيئة علماء ليبيا ردا وبيانا».

وكان «المدخلي»، حرض السلفيين على قتال «الإخوان المسلمين» في ليبيا وذلك في رسالة مفاجأة نشرتها شبكات «سلفية» على الإنترنت، وقال في رسالته إن »على السلفيين في ليبيا النصرة لدين الله تعالى وحمايته من الإخوان المسلمين وغيرهم».

وأضاف: «الإخوان المسلمون أخطر الفِرق على الإسلام منذ قامت دعوة الإخوان المسلمين، وهم من أكذب الفرق بعد الروافض؛ عندهم وحدة أديان، ووحدة الوجود، وعندهم علمانية».

وردت هيئة علماء ليبيا على هذا المنشور بدعوة الليبيين إلى عدم اتباع ما ورد فيه، لما فيه من التحريض المباشر وغير المباشر، ولمخالفته لشرع الله وواقع البلد.

وقالت الهيئة إن «الحرب الدائرة في بنغازي اليوم ليست حرباً بين جماعة الإخوان المسلمين وأهالي بنغازي كما جاء في المنشور، وإنَّما هي حرب تحرير يقودها فتية من أبناء بنغازي (منهم الطبيب، والمهندس، والطالب الجامعي، والرياضي) ضد كتائب المجرم الانقلابي حفتر (خليفة)، الذي يريد أن يُعيد البلاد إلى سابق عهدها في حكم القذافي (معمر القذافي)الذي لا يخفى على أحد عداؤه للدين وأهله، مع تصريح كثير من القيادات التابعة لحفتر بأنَّهم لا يريدون شرع الله ولا تحكيمه، وأنهم مستعدون للتحالف مع الشيطان، ولا يريدون أن يهنأ الليبيون باختيار من يحكمهم، بل هجَّروا وشردوا كلَّ من عارضهم، وأحرقوا بيوت كثير منهم».

وأشارت الهيئة إلى أن «ما جاء في المنشور من أنَّ داعش فصيل من فصائل جماعة الإخوان المسلمين الذين يكفرون السلفيين ويستحلون دماءهم لمن البهتان الواضح الذي يعلم الداني والقاصي بطلانه».

وأكد بيان علماء ليبيا «على جميع الليبيين -سلفيين وغيرهم- أن يوحدوا صفوفهم، ويسعوا في تخليص مدينة بنغازي ممَّا يكيده لها المدعو حفتر ومن معه، من تدمير بالبراميل المتفجرة، وقتل للعلماء والدعاة، وتهجير للأخيار، وذلك بعد أن فشل في السيطرة على طرا إثر انقلابه التلفزيوني الشهير عام 2014م».

ودعت الهيئة «وزارةَ الخارجية الليبية إلى مخاطبة الخارجية السعودية، وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية لوضع حد لمثل هذه التدخلات المسيئة لمواطنيها في الشأن الليبي، وإلقاء التهم جزافاً لعلماء البلد، وعلى رأسهم المفتي العام، والإساءة إليهم وللشباب الشرفاء الذين حرَّروا ليبيا من عدو الله وعدو دينه القذافي، ويقاتلون الآن حفتر السائر على منهج القذافي وسنته».

وأوضحت أن رسالة «المدخلي»، تحمل «تهم وتدخلاتٌ بلغة هابطة بعيدة عن التحلي بالمسؤولية، وبخطاب تحريضي لا يختلف عن خطاب العلمانيين من العوام الذين يُطلقون كلمة الإخوان على كلِّ متدينٍ يرتاد المساجد ويهتم بشأن أمته، إلى غير ذلك ممَّا هو مخالف لما تقتضيه أمانة العلم والأخوة الإسلامية، ولِمَا يحمله علماء ليبيا -وعلى رأسهم المفتي العام- لعلماء المملكة السعودية من تقدير واحترام، فإنهم بحمد الله يُجلُّونهم ويحرصون كل الحرص ألاّ يتعرض لهم أحد بسوء، ويتمنون أن يدوم ذلك، وألاَّ يفسده عليهم أحد؛ فإن العلم رحم بين أهله».

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هيئة علماء ليبيا ربيع المدخلي السعودية

«حفتر» يصل إلى القاهرة لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا

مجلس الأمن يجيز تنفيذ حظر السلاح على ليبيا بالقوة لمدة عام واحد

ليبيا.. «حكومة الوفاق» تتهم «حكومة طبرق» بالسعي لعرقلة عملها

التدخل الدولي في ليبيا .. مكافحة الإرهاب والسياسة

غضب إلكتروني ضد دعوة «المدخلي» للثورة في ليبيا