مجلس الأمن يجيز تنفيذ حظر السلاح على ليبيا بالقوة لمدة عام واحد

الأربعاء 15 يونيو 2016 09:06 ص

اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع، مساء الثلاثاء، قرارا يجيز لجميع الدول الأعضاء بصفتها أو عبر منظمات إقليمية (من بينها الاتحاد الأوروبي) تنفيذ حظر السلاح المفروض على ليبيا، لمدة عام واحد يبدأ من الثلاثاء.

ويسمح القرار، الذي صاغته بريطانيا وحمل الرقم 2292، للدول الأعضاء أن تعمل على الصعيد الوطني أو من خلال المنظمات الإقليمية، من أجل ضمان التنفيذ الصارم لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا.

وقال رئيس مجلس الأمن، السفير «فرانسوا ديلاتر»، مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر يونيو/حزيران الجاري: إن «القرار بمثابة تغيير لقواعد اللعبة بالنسبة لليبيا، خاصة وأن منع تدفق الأسلحة غير المشروعة إلى ليبيا هو أمر مرتبط باستقرارها وبأمنها الوطني».

وأضاف «ديلاتر»، في تصريحات للصحفيين عقب الانتهاء من جلسة التصويت: «نأمل أن تقوم الدول الأعضاء بتنسيق جهودها لتنفيذ القرار، وأن تحترم في ذلك القانون الدولي وجميع مبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة».

وتابع: «هذا القرار يزيد من المهام الموكلة إلى عملية صوفيا التابعة للاتحاد الأوروبي، لكن من المهم التركيز على أن قرار اليوم لن يشغلنا عن قضية مواجهة عصابات تهريب البشر عبر البحر المتوسط».

وأُطلقت عملية (صوفيا) في يونيو/حزيران من العام الماضي، ويسهم فيها 22 بلدا أوروبيا، وتعمل على مراقبة الشبكات الناشطة في الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية، وانتقلت (صوفيا) مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي إلى مرحلة التدخلات الميدانية التي تسمح لها بالصعود على متن الزوارق وتفتيشها وحجزها.

من جهته، قال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير «ماثيو رايكروفت»: إن «لندن جعلت من وقف تهريب السلاح إلى ليبيا أولوية لسياستها»، معتبرا أن استمرار عمليات التهريب تؤدي لمزيد من الفوضى وتقويض فرص الاستقرار في ليبيا.

وشدد المندوب البريطاني، الذي تحدث للصحفيين عقب الجلسة، أن القرار سيسمح للاتحاد الأوروبي باعتراض وتفتيش السفن المتوجهة من وإلى ليبيا التي يعتقد أنها تحمل أسلحة ومصادرتها.

وأدان قرار مجلس الأمن تدفقات الأسلحة وما يتصل بها من عتاد يتم نقلها إلى ليبيا أو منها، في انتهاك لحظر توريد الأسلحة، بما في ذلك نقلها إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وغيره من الجماعات «الإرهابية» في ليبيا.

ونص القرار الصادر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على أنه «بغية التصدي للتهديد الذي تشكله الأسلحة والذخائر غير المؤمنة في ليبيا وانتشارها، أن يؤذن في هذه الظروف الاستثنائية والمحددة لفترة مدتها 12 شهراً، اعتباراً من تاريخ اتخاذ القرار (الثلاثاء)، للدول الأعضاء، وهي تتصرف بصفتها الوطنية أو عن طريق منظمات إقليمية، مع إجراء مشاورات لأزمة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية من أجل ضمان التنفيذ الصارم لحظر توريد الأسلحة على ليبيا، والقيام، بدون تأخير، في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا، بتفتيش السفن المتجهة إليها أو القادمة منها، والتي تكون لديها أسباب معقولة للاعتقاد بأنها تحمل أسلحة».

كما أذن قرار المجلس لجميع الدول الأعضاء وهي تتصرف بصفتها الوطنية أو عن طريق منظمات إقليمية، أن تقوم متى ضبطت أصنافا محظورة (أسلحة) بحجزها والتصرف فيها، من خلال إتلافها أو إبطال مفعولها أو تخزينها، أو نقلها إلى دولة غير دولة المنشأ، أو دولة المقصد، بغرض التخلص منها».

وكان مجلس الأمن حظر بموجب القرار رقم 1970 لعام 2011 توريد الأسلحة إلى ليبيا، وأهاب بجميع الدول الأعضاء تفتيش السفن المتجهة إلى ليبيا، ومصادرة كل ما يحظر توريده، وإتلافه.

من جانبها، أشادت وزيرة الدفاع الألمانية بتكليف مجلس الأمن القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط بوقف التدفق غير المشروع للأسلحة إلى ليبيا، مؤكدة مشاركة الجيش الألماني في هذه المهمة.

وقال مبعوث الأمم المتحدة لليبيا «مارتن كوبلر» في مجلس الأمن الأسبوع الماضي إن ليبيا تسبح في بحر من الأسلحة بوجود 20 مليون قطعة سلاح في هذا البلد الذي يسكنه 6 ملايين نسمة.

وقال «كوبلر» «هذه الأسلحة لا تهبط من السماء لكنها تأتي من خلال شحنات غير قانونية من البحر والبر. هذه الأسلحة تؤجج الصراع. يجب وقف هذه الشحنات إذا كان ثمة أمل في إحلال السلام بليبيا».

وتعد سفينة (فرانكفورت)، أكبر سفينة تابعة للبحرية الألمانية. وتشارك السفينة في مهمة (صوفيا) تحت إشراف الاتحاد الأوروبي لوقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وإنقاذ اللاجئين من الغرق.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال»، كشفت عن قيام الأمم المتحدة بتقديم تقرير إلى مجلس الأمن، يفيد بأن مصر والإمارات كسرتا الحظر المفروض على توريد الأسلحة إلى ليبيا خلال عامي 2014 و 2015، مؤكدة أن العتاد العسكري للدولتين انتهى به المطاف إلى يد حكومة طبرق التي كان يقود الجيش التابع لها «خليفة حفتر».

ووفق التقرير الذي نشرت الصحيفة فحواه، فإنه «تم نقل تلك المعدات عبر شركات نقل البضائع عبر البلدان مثل الأردن، وفي حالات أخرى توفر وسائل النقل من قبل شركات وجمعيات قريبة من الدول مثل شركات شحن من أوكرانيا».

  كلمات مفتاحية

ليبيا أسلحة مجلس الأمن الدولي مصر الإمارات ألمانيا فرنسا صوفيا

تقرير أممي: مصر والإمارات هربتا طائرات مقاتلة وأسلحة إلى ليبيا

«المونيتور»: مصر تخرق قرار «الأمم المتحدة» وتتوسط لتزويد قوات «حفتر» بأسلحة روسية

حفتر: السعودية والإمارات ومصر أرسلوا إلينا أسلحه لكنها قديمة

تعهدات مصرية بتدريب عسكري لجيش طبرق المدعوم من مصر والإمارات

"فجر ليبيا": الإمارات ومصر متورطتان في الغارات على طرابلس

رئيس مجلس «نواب طبرق» يعلن «النفير العام في كامل التراب الليبي»

القاهرة: احتجاز 7 مصريين في مصراتة وتحذيرات من السفر إلى ليبيا

فصل مثير فى عبثية المشهد الليبى

فرنسا تقود قوات دولية بمشاركة إماراتية لدعم «حفتر» في ليبيا

«علماء ليبيا» تطلب من خارجية بلادها مخاطبة السعودية وقف تحريض «المدخلي»

الدفاع الفرنسية تؤكد مقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين في ليبيا

مجلس الأمن يقرّر «بالإجماع» نقل الأسلحة الليبية الكيميائية إلى الخارج لتدميرها

تحقيق أممي حول الجهات الموردة للسلاح إلى ليبيا