مسؤول سابق في «سي آي إيه»: سوريا وليبيا ستختفيان واليمن قد يفقد جنوبه بحماية السعودية

الخميس 14 يوليو 2016 08:07 ص

قال المسؤول السابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، «بروس ريدل»، إن منطقة الشرق الأوسط يعاد رسمها حاليا من خلال ما أسماها بـ«قوى الفوضى والتدمير»، متوقعا أن سوريا وليبيا في طريقهما إلى الاختفاء، وأن العراق سيفقد شماله الكردي، بينما قد يفقد اليمن جنوبه بحماية السعودية.

وفي مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندينة، اعتبر الرجل، الذي سبق له العمل مع  4 رؤساء أمريكيين كمسشار فيما يتعلق بالشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا ضمن فريق جهاز الأمن القومي، إن ما يسميه الإيرانيون ثورة إسلامية إنما هو في الحقيقة ثورة مذهبية، «وما دامت هناك ميليشيات شيعية في العراق تدعمها إيران، سيكون هناك تنظيم داعش (الدولة الإسلامية)».

وردا على سؤال بخصوص ما إذا يتم حاليا تنفيذ مخطط أمريكي روسي لإعادة رسم منطقة الشرق الأوسط،  قال «ريدل»: «أعتقد أننا نتجه إلى منطقة يُعاد رسمها، لكنني لستُ متأكدًا من أن الأمريكيين والروس هم من يقومون بذلك. أعتقد أن قوى الفوضى والتدمير هي التي تعيد رسمها أكثر من قوى خارجية».

واعتبر أن «الشرق الأوسط يتفجر من الداخل، وهناك عدة أسباب وراء ذلك، بينها سببان رئيسيان: الأول، قرار جورج دبليو بوش (الرئيس الأمريكي السابق) وتوني بلير (رئيس الوزراء البريطاني الأسبق) الكارثي بغزو العراق (في العام 2003)، والثاني، فشل (ثورات) الربيع العربي (التي انطلقت في من تونس في العام 2011 ثم انتقلت إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا)».

وأوضح: «مع غزو العراق بدأت عملية تفكيك الدول العربية وتوازن القوى في المنطقة، ثم جاء الربيع العربي ليسرّع العملية مع الأسف».

وعن توقعاته لمصير دول المنطقة في سياق الأحداث الجارية حاليا، قال ريدل: «أعتقد أن سوريا وليبيا في طريقهما إلى الاختفاء، والعراق بصدد خسارة شماله الكردي، فيما تتماسك مناطقه الباقية، ليس حبًا، وإنما بقوة السلاح».

وأضاف: «لن أُفاجأ إذا ما رأيت أجزاء من ليبيا وقد ضُمّت إلى دول أخرى. ربما مصر عبر المناطق القريبة منها، ربما بشكل غير رسمي في البداية».

وتابع: «دولة أخرى أراها تعود إلى شكل مختلف، وهي اليمن؛ فالجنوب قد ينفصل عن الشمال مجددًا، وقد يكون بحماية السعودية».

سوريا ستصبح دولة مرعبة

وعن سوريا، توقع أن تبقى «مقسمة ما بين العلويين وإمارات سنّية. كلها ستكون إسلامية، لكن بعضها سيكون أكثر تشددًا من الآخر. ستصبح دولة مرعبة».

واعتبر أن إيران «تلعب لعبة غامضة جدًا؛ فهي تدعي أنها ثورة إسلامية، لكنها في الواقع ثورة مذهبية ضيقة».

وأعرب عن اعتقاده بأن هدف طهران «هو السيطرة على الشرق الأوسط، وهذا كان هدف الشاه أيضًا، وإن بدا أكثر رقة».

وبخصوص الحل، قال «ريدل»: «نحتاج إلى حوار ما بين المملكة العربية السعودية وإيران أكثر من أي شيء آخر».

وعن الجهة التي يمكن أن تقوم بوساطة بين البلدين، قال: «تاريخيا، كان الوسيط السلطان قابوس بن سعيد (شلطان عمان)، الذي تثق به كل الأطراف. لكنه أصبح رجلاً مسنًا ومريضًا جدًا. الباكستانيون يمكنهم أن يقوموا بهذا الدور. المشكلة الآن أنني لا أرى قابلية في الرياض أو في طهران لتبريد الأمور».

المصدر | الخليج الجديد + صحيفة الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة سوريا ليبيا اليمن السعودية إيران الشرق الأوسط بروس ريدل

توقعات «ستراتفور» للربع الثالث: السعودية تقلل نفوذ المؤسسة الدينية والإمارات تنسحب من اليمن (1-2)

ظروف الثورة والتغيير تتجدد في الشرق الأوسط

«ديفينس وان»: الحرس الثوري الإيراني يشكل مستقبل الشرق الأوسط

هل تتمكن السعودية من إعادة تشكيل الشرق الأوسط؟

«فورين بوليسي»: الاستبداد وليست «سايكس بيكو» وراء فوضى الشرق الأوسط

المرحلة الأخطر: انفلات الروس والإيرانيين والأسد

التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا.. «السر المفضوح»