«ديلي صباح»: تركيا لم تغير موقفها تجاه «الأسد» وتطبيع العلاقات مرهون برحيله

الجمعة 15 يوليو 2016 03:07 ص

خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية يوم الثلاثاء الماضي، صرح رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدرم» بالقول: «أنا أثق بأن علاقاتنا مع سوريا سوف تعود إلى وضعها الطبيعي»، وهو التصريح الذي تسبب في حالة من الخلط لدى الكثيرين.

بعد أن وفت (إسرائيل) بمعظم شروط أنقرة في يونيو/حزيران، فقد قامت تركيا بالتوصل إلى اتفاق سلام مع (إسرائيل) التي قامت في وقت سابق بمداهمة سفينة «مافي مرمرة» ضمن الأسطول المتجه إلى غزة مما أسفر عن مقتل 10 مواطنين أتراك.

في نفس اليوم من شهر يونيو/حزيران، بعث الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» برسالة إلى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» أعرب فيه عن أسفه لقيام بلاده بإسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وذلك رغبة في البدء في إعادة العلاقات مع سوريا إلى مسارها. فهل حان الوقت لتركيا للتقارب مع سوريا؟

تؤكد المصادر العليا التي قابلتها في وزارة الخارجية التركية أن مثل هذا التقارب لن يحدث. وبالمثل تؤكد مصادر رئاسية أنه لولا السياسات الشمولية والمذابح الموسعة التي ارتكبها نظام «بشار الأسد»، فإن الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية لم تكن لتظهر من الأساس. وقد أكدت هذه المصادر أن «نظام الأسد» لا يمكن أن يكون وجهة شرعية بالنسبة إلى تركيا.

وخلال مقابلة يوم الأربعاء مع «بي بي سي» صرح «يلدرم» بالقول: «طالما ظل الأسد موجودا لن تحل المشكلة. سياسات نظام الأسد هي التي تسببت في خلق الدولة الإسلامية. هدفنا إقامة علاقات جيدة مع كل جيراننا بما في ذلك سوريا والعراق. وقد قمنا بتطبيع علاقاتنا مع كل من روسيا و(إسرائيل). وأنا واثق أننا سنقوم بتطبيع علاقاتنا مع سوريا أيضا. لابد من جلب الاستقرار إلى سوريا والعراق من أجل النجاح في مكافحة الإرهاب. ولكن من ناحية فإن لدينا الأسد ومن ناحية أخرى فإن لدينا الإسلامية. لا يمكننا أن نفل أيا منهما. كلاهما يجب أن يرحل».

كما يتضح الآن، فإنه لا يوجد أي تغيير في وجهة نظر أنقرة تجاه «الأسد». ومع ذلك، إذا تم تطبيق أي صيغة تضمن استبعاد «الأسد» في سوريا فمن المؤمل أن تركيا سوف تسعى إلى استعادة علاقتها مع الدولة السورية، كدولة قدمت أكبر قرابين الصداقة للشعب السوري من خلال فتح أبوابها لاستقبال ثلاثة ملايين لاجئ.

وفي الوقت نفسه، وفقا لمسؤول تركي رفيع المستوى، فإن وزير الدفاع السوري السابق الجنرال «علي حبيب» قد زار أنقرة قادما من باريس قبل يومين. وقد ناقشت السلطات التركية مع «حبيب» تأسيس عملية انتقالية في مرحلة ما بعد «الأسد» تأخذ بالاعتبار حالة الحرب الأهلية في سوريا.

لدي انطباع أن التغيير الوحيد في سياسة أنقرة تجاه سوريا يتضمن بذل المزيد من الجهود الحثيثة لتحقيق الاستقرار في الدولة المجاورة التي تمتلك أطول حدود مع تركيا من خلال تبني لهجة أكثر هدوءا ودبلوماسية أكثر نشاطا، بدلا من إلقاء الخطب الحماسية.

  كلمات مفتاحية

تركيا سوريا بشار الأسد الدولة الإسلامية بن علي يلدرم

«يلدريم»: لن يتغير أي شيء في موقف تركيا حيال سوريا دون رحيل «الأسد»

وزير داخلية تركيا يوضح شروط منح الجنسية للاجئين السوريين

«موديز»: تطبيع علاقات تركيا و«إسرائيل» سيدعم الاستقرار السياسي الإقليمي

مصر ترحب بتصريحات «يلدريم» وتطرح نقطة انطلاق لتطوير علاقتها مع تركيا

«ميدل ايست بريفينج»: تركيا أبرز المستفيدين من صراع «الأسد» مع الأكراد