لم يتمكن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان من حبس دموعه عندما كان يرثي داخل مسجد على الضفة الآسيوية لإسطنبول صديقه الذي كان يعمل في مجال الإعلانات والذي قتل مع ابنه البالغ 16 عاما مساء الجمعة بأيدي الانقلابيين.
وشارك «أردوغان»، الأحد في جنازة أحد رفاق دربه الذي قتل مع ابنه خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، وشوهد وهو يذرف الدموع حزنا.
وبحسب ما أفادت صحف تركية، فقد قتل «إيروول أولتشاك»، الذي وصفوه بأنه مستشار «أردوغان» و«صانع صورته الإعلامية».
وقال «أردوغان في كلمة له بالجنازة «لقد شيعنا اليوم عدد من شهدائنا في جامع السلطان محمد الفاتح وتم تشييع شهداء آخرين في مناطق أخرى بتركيا وأدعو بالصبر والسلوان لذويهم ولجميع الشعب التركي هنا إيروول أولتشاك رفيق دربي وابنه عبدالله».
وأضاف وهو يبكي «وعبدالله كان ابنه البار وأدعو الله أن يجعل مكانهما الجنة، وأدعو الله أن يحشرنا معهم». وتعالت هتافات الحضور بالتكبير.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة الكيان الموازي الإرهابية، التي يقودها «فتح الله غولن»، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلاب الفاشلة، بإدانات دولية، واحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وعقد البرلمان التركي، السبت جلسة اسثنائية لمناقشة التطورات الأخيرة لما قام به الانقلابيون، ألقى خلالها رئيس الوزراء «بن علي يلدريم»، كلمة قال فيها إن 15 يوليو/تموز بات عيدًا للديمقراطية في البلاد، والدفاع عنها.