عقد مجلس الأمة التركي الكبير اجتماعا استثنائيا، اليوم السبت، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، في وقت كان آلاف المواطنين الأتراك فيه يهتفون خارج البرلمان.
وحضر حوالي مئة سفير، باستثناء السفيرين الأمريكي والبريطاني، معبرين عن تضامنهم مع الحكومة التركية بحضور الجلسة الاستثنائية.
وبدأ الاجتماع بلحظة صمت على ضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة من قبل مجموعة من الجيش التركي.
وقرأ رئيس البرلمان «إسماعيل كهرمان» 10 أبيات من النشيد الوطني التركي وأنشدها معه أعضاء البرلمان.
وحيا الحضور رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» مع دخوله قاعة البرلمان، وسلم أثناء دخوله على عدد من السياسيين من أحزاب المعارضة.
وأصدر زعماء الأحزاب البرلمانية الأربعة بيانا مشتركا ضد محاولة الانقلاب، التي فشلت بجهود الشعب التركي والشرطة التركية.
وأدان البيان محاولة الانقلاب من قبل مجموعة مرتبطة بـ«حركة كولن» من الجيش التركي في وقت متأخر من أمس الجمعة، والتي أحبطتها مجموعة من أفراد الشرطة الموالين للحكومة التركية وملايين المواطنين الأتراك الذين تظاهروا في الشوارع.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء التركي إلى أن أولئك الذين تسببوا بهذا الضرر للبلاد سيلقون العقاب الذي يستحقونه.
وقال: «هؤلاء الذين حاولوا الإطاحة بالحكومة المنتخبة من قبل الشعب، أطاح بهم الشعب نفسه»، مضيفا أن اليوم هو اليوم الذي قالت فيه كل الأحزاب السياسية لا للانقلاب وتعاونت في البرلمان وسيكون علامة بداية جديدة.
وفي كلمته بعد «يلدريم»، أدان رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، «كمال كليجدار أوغلو» بشدة محاولة الانقلاب، قائلا: «إن الأحزاب السياسية اتخذت تحركا موحدا تجاهها».
وأضاف أن نواب كل الأحزاب احتضنوا الديمقراطية ضد محاولة الانقلاب.
من جهته، أدان زعيم «حزب الحركة القومية»، «دولت بهتشلي» بشدة محاولة الانقلاب، وقال إنه ليس مجرد محاولة انقلاب ولكنه كان هجوما إرهابيا.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لـ«حزب الشعوب الديمقراطي»، «إدريس بالوكين» إنه يدين محاولة الانقلاب بأشد العبارات.
وقد أكد رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» أن الوضع في البلاد بات تحت السيطرة، وتوعد بمحاسبة الانقلابيين، داعيا الشعب للبقاء في الشوارع درءا لأي محاولة تمرد جديدة.
ودعا رئيس الوزراء الشعب التركي في مؤتمر صحفي سبق اجتماع البرلمان للاحتشاد في الميادين والشوارع في المدن والبلدات الليلة رافعين الأعلام، معربا عن شكره للشعب الذي قال إنه هو الذي أحبط المحاولة الانقلابية، وإن إرادة الشعب أقوى من أي إرادة أخرى.
وشدد «يلدريم» على أن الأمور لم تنته بعد، وأن الذي انتهى هو المرحلة الأولى مما حدث، موضحا أنه تمت السيطرة والقبض على من وصفهم بمن يشكلون العمود الفقري للعملية الانقلابية وكبار مدربيها، متوعدا باتخاذ كل الإجراءات ضد من حاولوا النيل من استقرار البلاد.
وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين أمام المؤسسات الحكومية والميادين والشوارع في المدن والبلدات التركية للتنديد بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، وللتعبير عن تأييدهم الحكومة المنتخبة.
وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في مختلف أنحاء تركيا مع بزوغ فجر اليوم السبت بعد الانقلاب الفاشل الذي نفذه عدد من العسكريين أمس الجمعة ضد الرئيس «رجب طيب أردوغان».
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لما تسمى «منظمة الكيان الموازي» التي يديرها «فتح الله كولن»، حاولت خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في أنقرة وإسطنبول، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان ومديريات الأمن، مما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب، الأمر الذي ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.
