أجرى وزير الخارجية والتعاون الدولي «عبد الله بن زايد آل نهيان» اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» وزير الخارجية التركي أعرب فيه عن حرص دولة الإمارات على أمن واستقرار تركيا، وذلك عل خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذها عسكريون مساء الجمعة.
وقال «عبدالله بن زايد آل نهيان»– خلال الاتصال الذي جاء متأخرا– إن دولة الإمارات تابعت بقلق بالغ التطورات الأخيرة التي شهدتها تركيا، مؤكدا حرص دولة الإمارات على أمن واستقرار تركيا، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
ورحب وزير الخارجية الإماراتي بعودة الأمور إلى مسارها الشرعي و الدستوري وبما يعبر عن إرادة الشعب التركي، متمنيا دوام الاستقرار والازدهار لتركيا وشعبها، بحد قوله.
وجاء تعقيب الإمارات متأخرا بعد توالي ردود الأفعال الرافضة لمحاولة الانقلاب خليجيا ودوليا.
وكان مستشار الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» قد أعرب عن أسفه لتأخر دعم بعض الدول الإقليمية لتركيا بعد محاولة الانقلاب، قائلا «كنا نتوقع دعما أكثر وضوحا من بعض الدول الإقليمية لكنها تأخرت».
وكان أول الداعمين عربيا لقيادة «أردوغان» أمير قطر «تميم بن حمد» الذي هنأ الرئيس التركي في اتصال هاتفي بالتفاف الشعب حوله.
وفي وقت لاحق عبرت كل من السعودية والكويت والبحرين والمغرب عن ترحيبهم بعودة الأمور إلى نصابها بقيادة «أردوغان»، وحكومته المنتخبة، وفي إطار الشرعية الدستورية، وفق إرادة الشعب التركي.
وفي الوقت الذي تأخر تعليق الإمارات، قال الأكاديمي الإماراتي «عبد الخالق عبد الله» مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» في تغريدة له على «تويتر»، قال«أيام سوداء تنتظر تركيا في ظل أردوغان الذي سيعتبر فشل التمرد العسكري انتصار شخصي وتفويض آلهي ليبقى رئيسا مدى الحياة والتحول إلى هتلر القرن 21».
وأضاف في تغريدة أخرى أن «التمرد العسكري فشل في تركيا وإن شاء الله يفشل في كل مكان، لكن تركيا تبدو بائسة اليوم وأردوغان الذي خرج منتصرًا مسؤول عن إيصالها لحافة الهاوية».
من جانبه، اعتبر نائب قائد شرطة دبي السابق «ضاحي خلفان» أن ما شهدته تركيا من أحداث قد تكون مفبركة، والهدف من ذلك هو إعطاء الفرصة للرئيس التركي لتوقيع التصالح مع نظيره السوري بشار الأسد، والمبرر موجود، وهو تحقيق الأمن التركي، والحد من الخصومات مع الجيران»، بحد زعمه.
وادعى قائلا «أردوغان فقد المصداقية منذ أن أعلن نيته التصالح مع الأسد ومع إيران، ووقع مواثيق تعاون مع إسرائيل، واعتذر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبقي معاديا لمصر».
وأضاف «خلفان» المعروف بعداوته للإسلاميين: «فاز أردوغان أو خسر، فإنه بالنسبة للعرب لا يعني أكثر من رجل همه مصلحة بلده، حتى ولو كان على حساب الإخلال بالأمن القومي العربي»، مستطردا: «على العرب ألا يضعوا أحلامهم على رجل متقلب، يميل حيث يجد مصلحة حزبه، وليست مصلحة العرب».
واعتبر أنه «لا الانقلابيين ولا الأردوغانيين يخدمون مصلحة أمتنا العربية، مصلحتنا يخدمها أبناء أمتنا، لا الاردوغانيين ولا الانقلابيين في تركيا».
وتساءل «من هو أردوغان؟ هو أحد المتلونين الذين لا عهد لهم مرة معك، وأخرى ضدك، صديق لإسرائيل وإيران ويحاول ويترجى بشار أن يصالحه الآن وعدو لمصر»، بحد زعمه.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع للكيان الموازي، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت تلك المحاولة باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث طوق المواطنون مباني البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب، وإفشال المحاولة الانقلابية.