بدأت عناصر مشاركة في الانقلاب الفاشل بتركيا، في تسليم نفسها، إلى السلطات التركية، في الوقت الذي واصلت السلطات التحرك لاعتقال المشبه بتورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة.

ونقلت وكالة الأنباء التركية «الأناضول»، عن مصادر أمنية قولها إن العناصر التي سيطرت على مقر رئاسة الأركان التركية بأنقرة في إطار محاولة الانقلاب الفاشلة الليلة الماضية، بدأت تُسلّم أنفسها لقوات الأمن.

وقالت المصادر، إن ثلاثة مدعين عامين من النيابة العامة التركية في أنقرة، وصلوا مقر رئاسة الأركان لاستلام المشتبه بهم الذين سلّموا أنفسهم لعناصر القوات الخاصة التركية.

وأشارت إلى أن القوات الخاصة نقلت المشتبه بهم إلى حافلات خاصة، وسط تدابير أمنية اتخذتها فرق مكافحة الشغب التركية في المكان.

وأكدت المصادر ذاتها أن من بين الأشخاص الذين سلّموا أنفسهم للسلطات الأمنية، 13 ضابطًا من القوات البحرية التركية، دون أن تكشف عن العدد الحقيقي للقوات التي سلمت نفسها.

وبحسب وسائل إعلام تركية، فقد تم انتهاء العملية في مقر الأركان للجيش في أنقرة ضد الانقلابيين، وتم تحرير المقر بالكامل.

في الوقت نفسه، نجحت قوات الأمن الخاصة، في توقيف نحو 200 عسكري، بينهم ضباط، في عملية أمنية بمقر القيادة العامة للدرك بأنقرة.

ونقلت قوات الأمن، الانقلابيين الموقوفين إلى مراكز احتجاز، فيما اندلع حريق في مقر القيادة، خلال العملية الأمنية، تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة عليه.

كما أوقفت قوات الأمن التركية، 10 أعضاء في المحكمة الإدارية العليا، على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة.

جاء ذلك عقب صدور قرارات توقيف بحقهم، في إطار التحقيقات التي تجريها نيابة العاصمة، حول المحاولة الانقلابية الفاشلة.

كما نقلت وكالة «رويترز»، أن قوات الأمن، اعتقلت نحو 100 عسكري في قاعدة جوية، بديار بكر على خلفية المحاولة الانقلابية.

في المقابل، بدأ البرلمان التركي، جلسة استثنائية في مقره بأنقرة، لمناقشة محاولة الانقلاب الفاشلة مساء أمس.

كما تظاهر الآلاف أمام البرلمان، دعما له، ضد محاولة الانقلاب الفاشلة.

وكان رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدرم»، قال في مؤتمر صحفي، قبل ساعات، إن الوضع في البلاد بات تحت السيطرة، وتوعد بمحاسبة الانقلابيين، داعيا الشعب للبقاء في الشوارع درءا لأي محاولة تمرد جديدة.

وقال «يلدرم» في مؤتمر صحفي هو الأول من نوعه منذ الانقلاب العسكري الليلة الماضية، إن ما حدث كان محاولة من قبل «هيكل مواز» في القوات المسلحة، وإنه أظهر أن لتركيا تجربة كبيرة مع الديمقراطية.

ودعا رئيس الوزراء الشعب التركي للاحتشاد في الميادين والشوارع في المدن والبلدات الليلة رافعًا الأعلام، معربا عن شكره للشعب الذي قال إنه هو الذي أحبط المحاولة الانقلابية، وإن إرادة الشعب أقوى من أي إرادة أخرى.

وشدد «يلدرم» على أن الأمور لم تنته بعد، وأن الذي انتهى هو المرحلة الأولى مما حدث، موضحا أنه تمت السيطرة والقبض على من وصفهم بمن يشكلون العمود الفقري للعملية الانقلابية وكبار مدربيها، متوعدا باتخاذ كل الإجراءات ضد من «حاولوا النيل من أمتنا».

ولفت إلى أن الأحداث أسفرت عن مقتل 161 وإصابة 1440 آخرين، مقابل نحو 20 قتيلا و30 مصابا من الانقلابيين.

وأكد «يلدرم» أن حملة الاعتقالات بحق المشاركين في الانقلاب ما زالت مستمرة، مشيرا إلى أنه تم اعتقال 2839 عسكريا، بينهم ذوو رتب رفيعة، لكنه عاد وأكد أن جميع الانقلابيين جردوا من رتبهم، واصفا إياهم بالخونة.

فيما تم عزل 2745 قاضيا، بالإضافة إلى 5 من أعضاء المحكمة العليا، بحسب «يلدرم».

يشار على أن وسائل إعلام تركية، أشارت إلى تعيين 40 قاضيا، للتحقيق في محاولة الانقلاب الفاشلة.

وفي وقت سابق، أفادت شركة «جيه إيه سي» للشحن والخدمات الملاحية أن السلطات البحرية التركية أعادت، اليوم السبت، فتح مضيق البسفور، بمدينة إسطنبول عقب إغلاقها منذ مساء أمس الجمعة، لأسباب أمنية، حيث قالت الشركة في رسالة بالبريد الإلكتروني: «عادت حركة سير السفن إلى طبيعتها.. إلى جانب حاملات الشحنات غير الخطيرة».

في الوقت الذي قال مسؤول بالخطوط الجوية التركية، إن حركة الطيران في مطار أتاتورك في إسطنبول «عادت للانتظام».

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لـ«منظمة الكيان الموازي»، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب، وهو ما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.