شهدت تركيا مساء الجمعة محاولة انقلاب فاشلة من جانب مجموعة من الجيش، أعلنت إنهاء حكم حزب «العدالة والتنمية»، وفرض الأحكام العرفية، وحظر التجول في أنحاء البلاد، لكن بعد وقت قصير خرج مسؤولون أتراك ليعلنوا فشل المحاولة الانقلابية، مؤكدين استعادة السيطرة على الأمن في البلاد.

كما أعلن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» صباح السبت إنهاء محاولة الانقلاب، أمام تحركات قوات الأمن والحشود الكثيفة التي نزلت تأييدا للشرعية والديمقراطية في البلاد، متعهدا بتطهير الجيش.

وبدأت تسلسل الأحداث، عندما أعلن الجيش التركي في بيان عبر التلفزيون الرسمي أنه استولى على السلطة في البلاد، من أجل الحفاظ على الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وعقب بيان الجيش باستيلائه على السلطة، توعد الرئيس التركي محاولي الانقلاب على الديمقراطية، قائلا إنهم «سيدفعون ثمنا باهظا أمام القضاء التركي».

وفي وقت لاحق، لتصريحات «أردوغان»، وبعد وقت قصير من إعلان رئيس الحكومة «بن علي يلدريم» السيطرة على محاولة الانقلاب التي وصفها بـ«الغبية»، هبطت طائرة «أردوغان» بمطار أتاتورك بإسطنبول.

كما أعلن الرئيس التركي السابق «عبد الله غل» رفضه للانقلاب، داعيا المواطنين للنزول إلى الشوارع لإنقاذ الديمقراطية، مشددا على أنه لا يمكن قبول أي انقلاب عسكري في البلاد، وأنه سيتم محاكمة المشاركين في هذه الجريمة.

ونزل آلاف المواطنين في تظاهرات بمدن تركية مختلفة للتنديد بمحاولة الانقلاب وذلك استجابة لدعوة «أردوغان» بالنزول إلى الميادين.

وكشفت وكالة الأناضول عن هوية مخطط محاولة الانقلاب على حكومة حزب العدالة والتنمية.

وقالت الوكالة الحكومية إن «المخطط للانقلاب في تركيا هو المستشار القانوني لرئيس الأركان التركية العقيد محرم كوسا»، مشيرة إلى أنه أقيل من منصبه قبل قليل.

وبالتزامن مع كشف الوكالة عن هوية المخطط، تحدثت مصادر وشهود عيان عن تعرض مبنى البرمان في أنقرة للقصف، وسماع دوي انفجارات ضخمة في إسطنبول.

وكانت الوكالة نفسها قد أشارت إلى مقتل 17 من الشرطة في مقر القوات الخاصة بأنقرة، وإسقاط مقاتلات أف 16 مروحية للانقلابيين.

مقتل 16 من مدبري الانقلاب

وأعلنت الشرطة التركية السبت مقتل 16 من مدبري الانقلاب، كما اعتقلت قوات الأمن التركية 1563 عسكرياً على ارتباط بهذه المحاولة الانقلابية.

فيما أقيل 5 جنرالات و29 ضابطاً برتبة كولونيل من مهامهم بأمر من وزير الداخلية «أفكان علي».

وتم توقيف كل من «قائد لواء مشاة البحرية البرمائية، الأميرال خليل إبراهيم يلدز، في إزمير، والجنرال يونس كوتامان قائد لواء الكوماندوز الـ 49 في ولاية بينغول، والجنرال إسماعيل غونيشار قائد لواء الكوماندوز الثاني في ولاية بولو»، ضمن تحقيقات المحاولة الانقلابية.

وألقت السلطات التركية أيضاً القبض على قائد الجيش التركي في إزمير ورئيس أركان الجيش الثالث «أكرم جاغلر»، مشيرة إلى استمرار حملة الاعتقالات في صفوف الجيش لتطهيره من العناصر الانقلابية.

وارتفعت حصيلة القتلى في عموم تركيا في مواجهات محاولة الانقلاب وأفادت وكالة الأناضول بمقتل 90 شخصاً، وجرح 1154 آخرين.

كما أعلن الهلال الأحمر التركي إصابة نحو 1000 شخص نتيجة للاشتباكات بين قوات الأمن التركي والانقلابيين، هم 800 في أنقرة و200 في اسطنبول.

وأعلن وزير العدل التركي «بكر بوزداغ» أن جماعة «فتح الله غولن» المعارضة تقف وراء محاولة الانقلاب وأغلب قادة الجيش وقفوا ضد الانقلاب وكذلك فعل الشعب التركي

وفي آخر التطورات أكدت مصادر تركية أن 200 جندي من المشاركين في الانقلاب، كانوا يسيطرون على مقر رئاسة الأركان التركية، سلموا أنفسهم لقيادة الجيش.

وتم تحرير رئيس هيئة أركان الجيش التركي «خلوصي آكار»، الذي كان قد احتجز سابقا من قبل مجموعة من الانقلابيين.

وكان رئيس الوزراء التركي قد أعلن في وقت سابق من يوم السبت، عن تعيين قائد الجيش الأول الجنرال «أوميت دوندار» رئيسا للأركان العامة للجيش التركي بالإنابة، وذلك قبل الإعلان عن تحرير «خلوصي آكار».

ونقلت وسائل إعلام محلية أن رئيس الاستخبارات التركية تم نقله إلى مكان آمن أيضا، وذلك بعد تعرض مركز الاستخبارات التركية إلى هجوم نفذته مروحية عسكرية تابعة للانقلابيين.