خبير إسرائيلي: تأييد «أردوغان» سيرتفع في تركيا وقوته ستزداد بعد فشل الانقلاب

الاثنين 18 يوليو 2016 10:07 ص

نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن «حاي ايتان كوهن ينروجاك» الخبير في الشؤون التركية في مركز «دايان» التابع لجامعة تل أبيب، أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، سيكون المزيد من القوة، وأن النظام في تركيا سيكون أكثر مركزية بكثير.

وشدد الخبير الإسرائيلي على أن ثمة غير قليل من رؤساء الدول ممن صلوا في خفاء قلوبهم، كي ينجح هذا التمرد، حتى لو كانوا في نظرة إلى الوراء، وبعد أن فشل الأمر، رحبوا علنا بالديمقراطية التركية القوية.

وأوضح أن «أردوغان» أغضب الكثير من الدول، والآن قام بخطوة أخرى نحو تحوله إلى السلطان بلا منازع على ما تبقى من الجمهورية التركية، على حد وصفه.

ولفت «ينروجاك» إلى حقيقة أن المتآمرين في تركيا اسموا أنفسهم «مجلس سلامة الوطن» السلامة بمعنى «الصلح»، وهو تعبير استخدمه أبو الأمة التركية الحديثة «كمال أتاتورك»، وإذا كان كذلك، فقد كان هذا ظاهرا انقلاب ضباط أتاتوركيين، علمانيين، ضد النظام الإسلامي.

وأضاف أن الحكومة التركية تتهمهم بأنهم من مؤيدي «فتح الله كولن»، الخصم الأيديولوجي المرير لـ«أردوغان»، مشددا على أن «كولن» بالذات إسلامي.

وتابع الخبير قائلا: «إن التقدير بأن الضباط قرروا إسقاط أردوغان لأنه تقرر إقالتهم في إطار إصلاحات في قيادة الجيش التركي لا يثبت أمام  الاختبار، فهذه طقوس سنوية، دائمة، يبدل فيها المجلس العسكري الأعلى الضباط في قيادة الجيش»، على حد تعبيره.

من جهة أخرى، رأى محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة أن الانقلاب العسكري سيسجل في صفحات التاريخ بأنه «تمرد الغريب»، موضحا أنه كلما تبددت السحب من فوق المجريات في تلك الساعات القليلة التي وقع فيها هذا التمرد، تتلبد سحب جديدة من الشكوك حول منطقه والدوافع التي وقفت خلفه.

وأرى أن هذا تمردا كان عاجلا، وبرز من اللامكان، وفاجأ كل العالم، بما في ذلك الأتراك أنفسهم، واندثر بسرعة مخلفا وراءه قائدا واحد متوجا بالمجد.

وأشار إلى أن أحد المتآمرين البارزين هو العقيد «محرم كوسا»، ليس بطلا قوميا معروفا، بل مستشارا قاتما ومجهولا في الشؤون القانونية لرئيس الأركان، لافتا إلى أنه ليس واضحا كيف بالضبط فكر المتآمرون في أن يجروا وراءهم الجماهير دون أن يقف على رأسهم زعيم كايرزماتي، كما ليس واضحا أي تيارات في داخل المجتمع التركي يمثل هؤلاء العقداء.

وأضاف: «لم تكن هناك مؤشرات تدل على التمرد القريب، وتم قمعه بسرعة مخلفا وراءه ثمنا دمويا باهظا».

وذكر أن الصور التي ستتبقى من هذا الحدث مضرجة بالدماء هي الأخرى تتمثل في مروحية لسلاح الجو التركي تعود للانقلابيين، تطلق النار بالبث الحي والمباشر على جمهور حاول الاقتراب من هيئة الأركان، وطائرة «إف-16» تركية تسقط مروحية قتالية للانقلابيين.

وقال المحلل الإسرائيلي إن الشبكات الاجتماعية في تركيا بالذات، والتي يعتبرها «أردوغان» عدوا مريرا له، هي التي أنقذته، لافتا أن ظهوره في التلفزيون، حين دعا الجمهور التركي للخروج إلى الشوارع، تم من خلال «فيس تايم»، وهو برنامج مكالمات فيديو يعود لشركة «آبل».

وخلص إلى القول إنه عمليا، لم يكن للمتمردين منذ البداية أي أمل حقيقي لإسقاط النظام التركي،  وقد بدا الانقلاب كعرض مسرحي تم إخراجه بإهمال، على حد وصفه.

وفي ذات السياق، رأى المستشرق الدكتور «شاؤول شاي»، من المركز المتعدد المجالات في مدينة هرتسليا، شمال تل أبيب، أن فشل الانقلاب يعبر عن ضعف الجيش والنخب العلمانية في تركيا.

وشدد على أن الأغلبية الساحقة من الشعب التركي تريد المحافظة على الخط السياسي الداخلي والخارجي للرئيس «أردوغان»، كما أن الشعب التركي أثبت أنه يرغب جدا في المحافظة على اللعبة الديمقراطية في كل ما يتعلق بتغيير الحكم والحاكم.

وأوضح المستشرق الإسرائيلي، أن محاولة الانقلاب الفاشلة ستؤدي حتما إلى ارتفاع التأييد لـ«أردوغان» وزيادة قوته في تركيا، وفي المقابل، ستؤدي لنزع الشرعية عن خصومه السياسيين، الأمر الذي يمنحه فرصة تاريخية لتثبيت موقعه على سدة الحكم، على حد قوله.

وخلص إلى القول إن السياسة التركية الخارجية، وتحديدا فيما يتعلق بملفي سوريا والعراق لن تتغير بالمرة، بل ستتواصل كما كانت عليه قبل محاولة الانقلاب الفاشل.

يذكر أن العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، تعرضتا الجمعة الماضي، لمحاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ«منظمة الكيان الموازي»، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

في المقابل، خرجت احتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

وارتفع عدد ضحايا تلك المحاولة إلى ما يزيد عن 290 شخصا، فيما أصيب أكثر من 1400 آخرين، بينما أعلن رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم»، اليوم الاثنين، أن عدد الذين تم اعتقالهم على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة بلغ 7500 شخص.

وأعرب البرلمان التركي، أول أمس السبت، في بيان مشترك، أصدرته الأحزاب السياسية الأربعة الرئيسية الممثلة في البرلمان، وهى «العدالة والتنمية» (الحاكم)، و«الشعب الجمهوري» زعيم المعارضة، و«الحركة القومية»، و«الشعوب الديمقراطية» المعارضين، عن إدانته الشديدة للمحاولة الانقلابية الفاشلة، وقصف الانقلابيين لمقره، رافضا المساس بإرادة الشعب.

وأثارت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا موجة من الانتقادات الدولية، وكان منها مطالبة الأمين العام لـ«لأمم المتحدة»، «بان كي مون» بعودة السلطة المدنية والنظام الدستوري سريعا وسلميا بما يتفق ومبادئ الديمقراطية.

وتواصلت عبارات إدانة الانقلاب الفاشل في تركيا من معظم دول العالم، حيث أشادت الرسائل بوعي الشعب التركي ومثابرته في الحفاظ على النظام الديمقراطي ورفضه لكل أشكال التدخل العسكري في الحياة السياسية للبلاد.

المصدر | الخليج الجديد + رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

تركيا إسرائيل انقلاب الكيان الموازي فتح الله كولن

«رويترز»: «يلدريم» نجا بأعجوبة وطائرة «أردوغان» كانت على مرأى من الانقلابيين

‏«أردوغان» يذرف الدموع حزنا على رفيق دربه (فيديو)

مراسلات الانقلابيين: 3 مروحيات كانت معدة لقصف مقر إقامة «أردوغان»

مصادر عبرية: (إسرائيل) لم تنم ليلة انقلاب تركيا.. وتمنت التخلص من «أردوغان»

مصادر: مكالمة قائد الجيش الأول تنقذ «أردوغان» من محاولة اغتياله في مرمريس

«صاندي تلغراف»: كيف صعد نجم «أردوغان» وتمكن من تحييد الجيش؟

«يلدريم»: اعتقال أكثر من 7500 على صلة بمحاولة الانقلاب

نائب رئيس وزراء تركيا: أثر محاولة الانقلاب على الاقتصاد «قصير الأمد»

اليونان تؤجل جلسة العسكريين الأتراك الفارين إليها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة

كيف أحبط العسكريون الشرفاء محاولة الانقلاب في تركيا؟

سعودي ينفي تغيير اسم ابنه إلى «أردوغان» ويؤكد أن المملكة تزخر بمن هم أولى

السفير التركي لدى الكويت: هروب الملحق العسكري لا يؤثر على سرية المعلومات بين البلدين

سقط الانقلاب فعَلَت أسهم «القوه الناعمة» لتركيا في العالمين العربي والإسلامي

مساعد رئيس الأركان التركي يعترف بضلوعه في محاولة الانقلاب الفاشلة

«معاريف»: خيبة أمل قاسية في (إسرائيل) عقب فشل انقلاب تركيا

محللون إسرائيليون: «أردوغان» يقود انقلابا ثانيا لإعادة بناء تركيا جديدة على أسس دينية